حلقة الإعلام من الأضعف إلى الأقوى..!
السبت / 23 / ربيع الأول / 1440 هـ السبت 01 ديسمبر 2018 02:21
محمد آل سلطان
أصبح من المتداول عند كثير من المتخصصين والمهتمين حتى في المجالس العامة أن الإعلام السعودي ضعيف.. ! وأنه غير قادر على مجاراة وسائل الإعلام الأخرى المعادية أو المنحازة ضد المملكة العربية السعودية، وهو كلام يسنده أحياناً بعض المتخصصين في الشأن السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي وحتى الإعلامي بأن قوة المملكة السياسية والاقتصادية والعسكرية وثقلها الديني والروحي لايتوازى وتأثير الإعلام المحسوب على المملكة سواء كان هذا الإعلام حكومياً أو قطاعاً خاصاً من المفترض فيه أن يتبنى وجهة النظر السعودية ونظرتها للأحداث من حولها..
والحقيقة أن إصدار حكم بهذه القسوة وهذه الحدية أو حتى عند الطرف الذي ينفي هذه التهمة ويراها محاولة للإحباط والتقليل من شأن تأثير الإعلام السعودي داخلياً وخارجياً يظل في مجمله حكماً قاصراً ما لم نحلل وضع الإعلام في المملكة داخلياً وبشفافية عالية ثم نضع مستهدفاً أو عدة مستهدفات للصورة الذهنية التي نرغب في ترسيخها عن السعودية قيادة ووطناً وشعباً وبالتالي نستطيع على أساسها قياس مستوى التقدم وتحقيق الأهداف وفق خطة استراتيجية وتنفيذية وتشغيلية عميقة وذكية ومرنة في نفس الوقت.
ولأجل أن يكون تحليلنا وتقييمنا لوضع الإعلام السعودي دقيقاً علينا أن نستعين بكل الخبرات الوطنية التي تزخر بها بلادنا في كل المجالات التي تعكس الصورة الإعلامية التي تليق بالمملكة لأن الإعلام الحقيقي للدول والمنظمات هو الذي يعكس قوتك وتأثيرك السياسي والاقتصادي والثقافي والروحي والعسكري في الداخل والخارج وبكل منصات الإعلام وبمختلف طرق تقديم المحتوى..
المملكة العربية السعودية دولة قوية وناجحة ومؤثرة في منطقة ملتهبة وبائسة وهذا النجاح والتأثير يجعل التركيز عليها كبيراً من مختلف وسائل الإعلام والاهتمام بتفاصيل التفاصيل في الشأن السعودي مضاعفاً بل وغير مألوف أحياناً قياساً مع الدول الأخرى، هذا التأثير يجلب لها نوعين من الأعداء: الأول: هم الفاشلون الذين يَرَوْن هوة إخفاقهم الذريع من خلال نجاح الدولة السعودية في تجاوز كل المطبات والحفر السحيقة التي سقطوا فيها ونجت المملكة منها بفضل الله ثم بفضل حكمة قيادتها والتفاف شعبها حول وطنهم وقيادتهم وفي مرحلة ثانية أوقفت الانهيار الذي كادت أن تنزلق فيه عدة دول مهمة في المنطقة وهي ماضية في هذا المسار لأبعد مما يتصور هؤلاء الفاشلون.
بينما أسمي النوع الثاني من الأعداء هم: المنافسون والذين يَرَوْن في نجاح المملكة تهديداً حقيقياً لهم إما لأنهم يَرَوْنها حائط الصد الذي تتكسر عليه كل المشاريع والمخططات السياسية التي يحاولون فيها السيطرة على مقدرات المنطقة أو لأنهم يَرَوْن في المملكة نمراً عربياً قادماً يجب إيقافه أو تحييده حتى لا يكون رافعة الشرق الأوسط نحو التنمية والتقدم الاقتصادي والتنمية البشرية لمنطقة تحظى بإمكانيات ومقدرات هائلة لم تستغل أحسن الاستغلال.
السعودية عبر تاريخها السياسي لم تعول أو تلق بالاً لوسائل الإعلام الغربية وحتى العربية وخصوصاً في العقدين الأخيرين وركزت جهودها وعولت على مواقف الحكومات وبالتالي فهي لم تستثمر كثيراً لكسب الرأي العام وترفعت كثيراً عن النزول لمستويات مشبوهة في التعامل كما فعل ويفعل غيرها ربما لأسباب وجيهة منها أن ما يشترى بالمال قد يبيعك بالمال !! لكن هذا لايعني بالتأكيد ومع ثورة وسائل التواصل الاجتماعي أن نتوقف عن التواصل وأكرر على عملية «التواصل» والتأثير في الإعلام الخارجي على الأقل لموازنة الصورة الذهنية وحياديتها بدلاً من قولبتها وتشويهها عبر مواقف مضادة ليست في مصلحتنا.
صحيح أننا طوال هذا التاريخ كسبنا معاركنا السياسية والاقتصادية وحظينا بنفوذ كبير في دوائر صنع القرار العالمي وهذا ما زاد حنق أعداء السعودية عليها، ولكننا بالفعل نحتاج إلى ألا نبقي لهؤلاء الأعداء الساحة فارغة دون أن نهزمهم فيها ونحن على ذلك قادرون وقريباً فاعلون.
* كاتب سعودي
والحقيقة أن إصدار حكم بهذه القسوة وهذه الحدية أو حتى عند الطرف الذي ينفي هذه التهمة ويراها محاولة للإحباط والتقليل من شأن تأثير الإعلام السعودي داخلياً وخارجياً يظل في مجمله حكماً قاصراً ما لم نحلل وضع الإعلام في المملكة داخلياً وبشفافية عالية ثم نضع مستهدفاً أو عدة مستهدفات للصورة الذهنية التي نرغب في ترسيخها عن السعودية قيادة ووطناً وشعباً وبالتالي نستطيع على أساسها قياس مستوى التقدم وتحقيق الأهداف وفق خطة استراتيجية وتنفيذية وتشغيلية عميقة وذكية ومرنة في نفس الوقت.
ولأجل أن يكون تحليلنا وتقييمنا لوضع الإعلام السعودي دقيقاً علينا أن نستعين بكل الخبرات الوطنية التي تزخر بها بلادنا في كل المجالات التي تعكس الصورة الإعلامية التي تليق بالمملكة لأن الإعلام الحقيقي للدول والمنظمات هو الذي يعكس قوتك وتأثيرك السياسي والاقتصادي والثقافي والروحي والعسكري في الداخل والخارج وبكل منصات الإعلام وبمختلف طرق تقديم المحتوى..
المملكة العربية السعودية دولة قوية وناجحة ومؤثرة في منطقة ملتهبة وبائسة وهذا النجاح والتأثير يجعل التركيز عليها كبيراً من مختلف وسائل الإعلام والاهتمام بتفاصيل التفاصيل في الشأن السعودي مضاعفاً بل وغير مألوف أحياناً قياساً مع الدول الأخرى، هذا التأثير يجلب لها نوعين من الأعداء: الأول: هم الفاشلون الذين يَرَوْن هوة إخفاقهم الذريع من خلال نجاح الدولة السعودية في تجاوز كل المطبات والحفر السحيقة التي سقطوا فيها ونجت المملكة منها بفضل الله ثم بفضل حكمة قيادتها والتفاف شعبها حول وطنهم وقيادتهم وفي مرحلة ثانية أوقفت الانهيار الذي كادت أن تنزلق فيه عدة دول مهمة في المنطقة وهي ماضية في هذا المسار لأبعد مما يتصور هؤلاء الفاشلون.
بينما أسمي النوع الثاني من الأعداء هم: المنافسون والذين يَرَوْن في نجاح المملكة تهديداً حقيقياً لهم إما لأنهم يَرَوْنها حائط الصد الذي تتكسر عليه كل المشاريع والمخططات السياسية التي يحاولون فيها السيطرة على مقدرات المنطقة أو لأنهم يَرَوْن في المملكة نمراً عربياً قادماً يجب إيقافه أو تحييده حتى لا يكون رافعة الشرق الأوسط نحو التنمية والتقدم الاقتصادي والتنمية البشرية لمنطقة تحظى بإمكانيات ومقدرات هائلة لم تستغل أحسن الاستغلال.
السعودية عبر تاريخها السياسي لم تعول أو تلق بالاً لوسائل الإعلام الغربية وحتى العربية وخصوصاً في العقدين الأخيرين وركزت جهودها وعولت على مواقف الحكومات وبالتالي فهي لم تستثمر كثيراً لكسب الرأي العام وترفعت كثيراً عن النزول لمستويات مشبوهة في التعامل كما فعل ويفعل غيرها ربما لأسباب وجيهة منها أن ما يشترى بالمال قد يبيعك بالمال !! لكن هذا لايعني بالتأكيد ومع ثورة وسائل التواصل الاجتماعي أن نتوقف عن التواصل وأكرر على عملية «التواصل» والتأثير في الإعلام الخارجي على الأقل لموازنة الصورة الذهنية وحياديتها بدلاً من قولبتها وتشويهها عبر مواقف مضادة ليست في مصلحتنا.
صحيح أننا طوال هذا التاريخ كسبنا معاركنا السياسية والاقتصادية وحظينا بنفوذ كبير في دوائر صنع القرار العالمي وهذا ما زاد حنق أعداء السعودية عليها، ولكننا بالفعل نحتاج إلى ألا نبقي لهؤلاء الأعداء الساحة فارغة دون أن نهزمهم فيها ونحن على ذلك قادرون وقريباً فاعلون.
* كاتب سعودي