أخبار

سياسيون لـ عكاظ : السعودية مركز لأمن الطاقة في العالم

ولي العهد محمد بن سلمان القمة

نادر العنزي (تبوك) nade5522@

في الوقت الذي تشارك فيه السعودية في قمة العشرين بالعاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، يُعوّل المراقبون عليها كثيراً للإسهام الفاعل في دعم الاقتصاد العالمي والمضي به إلى الاستقرار الذي تنشده الدول والمواطنون بها، فلدى المملكة ثاني أكبر صندوق استثمارات سيادية في العالم، والأكبر عربياً، وواحدة من أكبر الاحتياطيات النقدية في العالم.

واستطاعت المملكة العربية السعودية القيام بدور مهم في ضبط إيقاع الاقتصاد العالمي، واستحوذت من خلال مشاركاتها في قمة مجموعة العشرين على أهمية استثنائية، وشكّل دخول المملكة إلى مجموعة العشرين الدولية التي تضم أقوى 20 اقتصاداً حول العالم، زيادة في الدور المؤثر الذي تقوم به في الاقتصاد العالمي، كونها قائمة على قاعدة اقتصادية ــ صناعية صلبة. إلى ذلك، أكد أستاذ العلوم السياسية المصري الدكتور طارق فهمي لـ«عكاظ» أن السعودية تلعب دوراً مركزياً في ضبط أسواق النفط العالمية، مشيراً إلى أن ذلك سيتنامى بصورة أكبر في الفترة القادمة بعد تنفيذ العقوبات الدولية على إيران، ووضع آليات لمواجهة الخلل الراهن في سوق النفط الدولية إضافة لحاجة الدول الكبرى للسعودية باعتبارها مركزا لأمن الطاقة في العالم.

من جهته، أوضح المحلل السياسي هشام النجار أن المملكة لديها إمكانات وقدرات على الحشد والتكتل العربي والإسلامي والإسهام في ضبط أوضاع الشرق الأوسط والمنطقة العربية التي كانت في طريقها للسقوط بشكل كامل في الانفلات والفوضى الإرهابية والمذهبية. وتابع: «المملكة بجانب ما تحمله من رؤى تحديثية مدروسة في مختلف الميادين والمجالات من شأنها ردم الهوة بين المسلمين والعالم الغربي، وتعزيز ودعم المشروع العربي الحضاري العربي المتكامل لمناهضة وتقويض ووقف المشروع الإقليمي التوسعي لإيران وتركيا الذي تموله وتستفيد منه قطر وجماعات التطرف والإرهاب المسلح».

ونوه المحلل السياسي النجار إلى أن جميع تلك المعطيات وغيرها تدعم حضور وتأثير المملكة على المستوى الدولي مجتذبة القوى والأطراف الدولية التي باتت مصممة الآن على تصحيح خطايا المرحلة الماضية التي أدت لكوارث كادت تلحق بعموم الدول الغربية التي ذاقت شيئا من ويلاتها على أراضيها عبر السماح لإيران بالتوسع والقيام بغزواتها الطائفية، وهو ما قاد لثنائية وازدواجية المليشيات التكفيرية السنية المسلحة مقابل المليشيات الشيعية المسلحة أو دعم جماعة الإخوان وإعطاء الضوء الأخضر لانطلاق مشروع الإسلام السياسي الذي ترعاه وتموله قطر وتركيا، فالغرب والولايات المتحدة أصبح لا غنى لهم عن قوى عربية وإسلامية تصحح بالتحالف والتعاون معها تلك الأوضاع الكارثية.

من جهته، أكد المحلل السياسي الفلسطيني عبدالمهدي مطاوع أن المملكة العربية السعودية حباها الله بموقع إستراتيجي شكل مكاناً مميزاً بين مختلف القارات، وإطلالاتها البحرية الإستراتيجية إضافة إلى القوة الاقتصادية الكبيرة التي تتمتع بها من النفط والذي يعطيها ميزة لا تتوفر لدى دولة أخرى.

وأبان مطاوع أن المملكة تشكل رأس حربة في الشرق الأوسط، الأمر الذي جعلها عضوا في مجموعة العشرين لما تمتلكه من إمكانات سواء اقتصادية أو قدرة سياسية من الممكن استخدامها لفرض استقرار بالشرق الأوسط.

وأضاف: «الخطة الطموحة للتنمية التي اعتمدتها المملكة تشكل رافعة ليس للمملكة فقط ولكن للمنطقة العربية، وبالتأكيد ستضع حداً لنفوذ وطموح المشروع الفارسي في المنطقة، كما أنها المرجعية الدينية الأساسية للمسلمين وهذا بحد ذاته يعطيها حضورا يمتد إلى الدول الإسلامية في شرق آسيا ويفتح آفاقاً لمزيد من التوسعات الاقتصادية والأحلاف السياسية، ما يعطيها مساحة أوسع ودورا أكبر في دول العالم».