أخبار

معاً للأبد

أبناء سلمان وزايد .. شراكة الاعتدال وأخوة الخير والنماء

تدفع الرؤية السعودية والإماراتية المشتركة المنطقة إلى الاستقرار والاعتدال.

محمد سعود (الرياض) mohamdsaud@

في مشهد عفوي وصادق، يتحدث رئيس دولة الإمارات وباني مجدها ومؤسسها الشيخ الراحل زايد آل نهيان -رحمه الله- بقوله: «دولة الإمارات مع السعودية قلباً وقالباً.. ونؤمن بأن المصير واحد»، ليكتب عنواناً للعلاقة بين البلدين.

وكلمات الشيخ زايد التي ظهرت في مقطع فيديو مرتدياً لباس الإحرام خرجت من قلب صادق، وأخ مخلص للسعودية وحكامها وشعبها، وهذا النهج سار عليه «عيال زايد» حتى اليوم، لتبقى العلاقة بين البلدين قوية ورصينة، وأكثر تماسكاً وصلابة.

والعلاقة بين السعودية والإمارات تاريخ طويل من الحب والوفاء المتبادل بين الشعبين والحكومتين، وقائمة على الصدق والمودة، ففي كل مناسبة يقف البلدان معاً، ومصيرهما واحد، ما جعل حضورهما الدولي قوياً ومتماسكاً وشامخاً، وثابتاً في وجه الأعداء.

وفي كل مناسبة يلتقي فيها قادة البلدين، يظهر الاحترام المتبادل بينهم، ليختصر كل الكلمات والمشاهد والتحليلات السياسية عن العلاقة، ويؤكد تعاضد قادة البلدين، والسير في الطريق نفسه.

والشواهد كثيرة على توافق مواقف البلدين؛ إذ إن الأحداث التي مرت بها المنطقة خير دليل على ذلك، فكلما زادت وتيرة الأحداث السياسية التي تعصف بالعالم العربي والإسلامي لم يتضاد البلدان في التوجهات، بل كانت آراؤهما وقراراتهما متطابقة، ويعيشان نفس المصير، للوصول إلى ما يخدم الأمة الإسلامية والعربية والخليجية.

ووقف البلدان السعودية والإمارات معاً في وجه الإرهاب وداعميه، من خلال تجريم عدد من الجماعات الإرهابية كالإخوان المسلمين وحزب الله ومليشيا الحوثي، كما وقفا مع الشعب المصري في أكثر من مرة لإخراجه من أزمته، وهو ما نجح فيه الشقيقان الخليجيان، وكذلك نهضت السعودية ومعها الإمارات لإنقاذ الشعب اليمني من مليشيات الحوثي، عبر تقديمهما الدعم العسكري والإغاثي لليمنيين، إضافة إلى قطع علاقتهما مع قطر لدعمها الإرهاب.

وتعد العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين الأعلى بينهما في دول مجلس التعاون الخليجي، إذ تتصدَّر الإمارات قائمة الدول الخليجية المصدرة إلى السعودية، وتأتي في مقدمة الدول الخليجية التي تستقبل الصادرات السعودية، وكذلك ارتفاع نسب الاستثمار فيما بينهما.

وعمل البلدان على تأسيس مجلس تنسيقي ثنائي، ويمثل المجلس النموذج الأمثل للتعاون الثنائي بين الدول وتفعيل أواصره، وتم إنشاؤه ضمن اتفاقية بين المملكة والإمارات في عام 2016، بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وأخيه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، إذ يأتي إنشاء المجلس التنسيقي السعودي الإماراتي بناءً على الروابط الدينية والتاريخية والاجتماعية والثقافية بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ويهدف إلى التشاور والتنسيق في الأمور والمواضيع ذات الاهتمام المشترك في المجالات كافة.