أخبار

هل نجحت القمة في تأجيل حرب التجارة بين أمريكا والصين؟

صالح الزهراني (جدة) saleh597@

رغم اتفاق الولايات المتحدة الأمريكية والصين على التوقف عن فرض رسوم جمركية إضافية في اتفاق يحول دون تصعيد الحرب التجارية، في الوقت الذي يحاول فيه الجانبان مجدداً تضييق هوة الخلاف من خلال محادثات جديدة بهدف التوصل لاتفاق في غضون 90 يوماً، وذلك بعدما أعلن البيت الأبيض أمس الأول (السبت)، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أبلغ نظيره الصيني شي جين بينغ، خلال محادثات على هامش قمة مجموعة دول العشرين المنعقدة في العاصمة الأرجنتينية (بوينس آيرس)، أنه لن يزيد الرسوم على سلع صينية قيمتها 200 مليار دولار إلى 25% ابتداء من أول يناير 2019 مثلما أُعلن من قبل.

إلا أن محللين اقتصاديين أكدوا لـ«عكاظ» أنه كان يتوجب على قمة العشرين أن تضع نهاية للنزاع التجاري بين أمريكا والصين، والتركيز على مواجهة مشكلات منظمة التجارة العالمية والاتجاه نحو تصحيح المسار.

وقال عضو جمعية الاقتصاد السعودي الدكتور عصام خليفة لـ«عكاظ»: «القمة اكتفت بالمسكنات فقط، ولم تدخل إلى لب النزاع الناتج عن لجوء البعض إلى سياسات حمائية وانعزالية عن العالم، وما لم توضع نهاية لهذه الحرب فإن آثارها ستمتد لتهدد الاقتصاد العالمي بالكامل».

وأضاف: «أول الآثار السلبية للنزاع كانت في التأثير الملموس في أسعار النفط أخيراً، كما أن الاكتفاء بإحالة النزاع إلى منظمة التجارة العالمية لن يكفي للحل ما لم تتوفر إرادة سياسية بالدرجة الأولى من كافة الدول الكبرى».

من جهته، أفاد الاقتصادي الدكتور لؤي الطيار، أن العراقيل التي تضعها الدول الكبرى أمام تحرير التجارة العالمية متجذرة وليست وليدة اليوم.

وأشار إلى أن الأزمة لن يحلها لقاء مختزل بين الزعيمين الصيني والأمريكي، بل تحتاج إلى لقاءات متواصلة بين اللجان الفنية من البلدين.

وعبّر عن أمله في أن تكون الجولة القادمة من المفاوضات عبر منظمة التجارة العالمية فرصة مناسبة من أجل تعزيز مصالحها، بعدما تحولت إلى مجرد مستقبل للتجارة من الدول الكبرى.

ولفت إلى أن الدول الأفريقية هي الخاسر الأكبر من الوضع الراهن، ويجب أن تعمل على تشكيل فرق فنية لتحسين وضعها التفاوضي.

وكان خبير الصين في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن سكوت كنيدي، أوضح أن الولايات المتحدة حققت مكسباً أكبر قليلاً في الاتفاق الكلي.

وأضاف: «أقصى ما حصلت عليه الصين إعفاء مؤقت من الرسوم الإضافية، لكنها لم تستطع دفع الولايات المتحدة لإعادة أنشطة التجارة إلى طبيعتها، ما تغير هو وتيرة التدهور فحسب وليس اتجاه العلاقات».