معركة الحداثيين وشماتة الحركيين
بالسكين
السبت / 01 / ربيع الثاني / 1440 هـ السبت 08 ديسمبر 2018 02:24
علي بن محمد الرباعي
لا أذكر أن الحركيين الإسلاميين دخلوا في جدل علني حول تنظيمهم وحزبهم وإن كانوا يتجادلون ويتجالدون وراء الكواليس، إلا أن جماعتهم وحركتهم أقدس لديهم من أن يظهر حولها انقسام أو خلاف أو صراع، ولذا يذوّبون الذاتية في سبيل المشروع الذي يحلمون به.
تعقبت مشروع الحداثة في المملكة، فلم أجده تنظيماً شأن التنظيمات اليسارية أو اليمينية. لم يكن حزباً مؤسساً، ولا جماعة مسيّسة لها (مانفيستو)، بل حراك تفاعلي لمجموعة متعاطفة مع تيار فلسفي أو توجه فكري أو مذهب فني.
أتصور أن الحداثة كانت الأنسب لمرحلة التحديث التي كانت عليها بلادنا، وفق سيرورة طبيعية شأن سائر المجتمعات العربية، إلا أن ظهور الثورة الخمينية، ووقوع حادثة الحرم، أحدثتا نكسة أو نكبة، ما بطأ آليات التحديث، وغدا الخطاب المتحزب هو السائد بحكم أنه الصالح لمواجهة مد خارجي، وطمأنة الداخل، ونجحت الصحوة في ركوب الموجة وتوظيفها لمصلحة موقفها المتشدد ضد الحداثة. فانكفأ طموح التحديثي وتخاطفت الحداثيين أيدي سبأ.
لا خلاف على أن الحداثة والتحديث صنوان، وأن مشروع الحداثة في المملكة تبناه مجموعة مثقفين راهنوا على التحديث، إلا أن التجييش الاجتماعي، والاحتشاد المؤسسي ضد حراك (مشبوه) كما يرون، أخفت الصوت، وانتصر التقليديون في الجولة الأولى بحكم التغذية الصحوية والشحن العاطفي الممول مادياً ومعنوياً من المجتمع ومن المؤسسة.
لم أكن أتصور أن الإبداع يمكن أن يدخل في صراع، ولعل بعضنا يصدمه اليوم أن يقع تأزم أو تأزيم بين رفاق الأمس، لأن تصفية الحسابات موجعة ونحن ما زلنا لم نعبر كامل القنطرة لاستعادة يومياتنا المألوفة، وفي ظل ما يمكن وصفه بمرحلة انتقالية مما كان يراد بنا إلى ما نريده أتصور أنه لا يليق بالمبدع إلا منافسة نفسه وخلق المزيد من المساحات الجمالية بكل لياقة وهدوء.
اعتدنا أن يتصارع الرموز على غنيمة ما، إلا أننا اليوم نحتفل ونحتفي جميعاً باستعادة هويتنا الثقافية من أيدي الخاطفين، ولكل إنسان حقه في أن يسرد حكايته مع الحداثة والتحديث طالما أنها ليست تنظيماً ولا حزباً ولا جماعة، مع الامتنان للوطن الذي ينتصرُ دوماً للحُبِّ، والامتنان للزمن الذي طوّر وعي المجتمع بخيانة الخطاب.
تعقبت مشروع الحداثة في المملكة، فلم أجده تنظيماً شأن التنظيمات اليسارية أو اليمينية. لم يكن حزباً مؤسساً، ولا جماعة مسيّسة لها (مانفيستو)، بل حراك تفاعلي لمجموعة متعاطفة مع تيار فلسفي أو توجه فكري أو مذهب فني.
أتصور أن الحداثة كانت الأنسب لمرحلة التحديث التي كانت عليها بلادنا، وفق سيرورة طبيعية شأن سائر المجتمعات العربية، إلا أن ظهور الثورة الخمينية، ووقوع حادثة الحرم، أحدثتا نكسة أو نكبة، ما بطأ آليات التحديث، وغدا الخطاب المتحزب هو السائد بحكم أنه الصالح لمواجهة مد خارجي، وطمأنة الداخل، ونجحت الصحوة في ركوب الموجة وتوظيفها لمصلحة موقفها المتشدد ضد الحداثة. فانكفأ طموح التحديثي وتخاطفت الحداثيين أيدي سبأ.
لا خلاف على أن الحداثة والتحديث صنوان، وأن مشروع الحداثة في المملكة تبناه مجموعة مثقفين راهنوا على التحديث، إلا أن التجييش الاجتماعي، والاحتشاد المؤسسي ضد حراك (مشبوه) كما يرون، أخفت الصوت، وانتصر التقليديون في الجولة الأولى بحكم التغذية الصحوية والشحن العاطفي الممول مادياً ومعنوياً من المجتمع ومن المؤسسة.
لم أكن أتصور أن الإبداع يمكن أن يدخل في صراع، ولعل بعضنا يصدمه اليوم أن يقع تأزم أو تأزيم بين رفاق الأمس، لأن تصفية الحسابات موجعة ونحن ما زلنا لم نعبر كامل القنطرة لاستعادة يومياتنا المألوفة، وفي ظل ما يمكن وصفه بمرحلة انتقالية مما كان يراد بنا إلى ما نريده أتصور أنه لا يليق بالمبدع إلا منافسة نفسه وخلق المزيد من المساحات الجمالية بكل لياقة وهدوء.
اعتدنا أن يتصارع الرموز على غنيمة ما، إلا أننا اليوم نحتفل ونحتفي جميعاً باستعادة هويتنا الثقافية من أيدي الخاطفين، ولكل إنسان حقه في أن يسرد حكايته مع الحداثة والتحديث طالما أنها ليست تنظيماً ولا حزباً ولا جماعة، مع الامتنان للوطن الذي ينتصرُ دوماً للحُبِّ، والامتنان للزمن الذي طوّر وعي المجتمع بخيانة الخطاب.