أخبار

كلمة الملك سلمان.. خريطة طريق لحفظ أمن الخليج ودول الإقليم

خادم الحرمين ملقيا كلمته في افتتاح القمة الخليجية الـ39

«عكاظ» (جدة)

دائما ما يؤكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في أي محفل أو مناسبة أو قمة أو اجتماع، على موقف المملكة الثابت تجاه القضايا السياسية والإنسانية محلياً وعربياً وإقليمياً وعالمياً، فالمتتبع لكلماته وخطاباته على مدى الأشهر الماضية يجد نهجا واضحا وثابتا لا تحيد عنه السياسة السعودية الحكيمة في مواجهة التحديات التي تتعرض لها الدول العربية والإسلامية الشقيقة والصديقة.

فكلمات الملك سلمان تعد رسائل إعلامية، يُضَمِّنُها دعوته إلى تغليب المصالح العليا، وحفظ وسلامة الأوطان، ورفض التدخلات الخارجية من أي قوى معادية، والتمسك بالوحدة الإسلامية، وحفظ الأمن وعدم تعريض استقرار الدول لأي مخاطر، والانتصار لحقوق المضطهدين والمهجرين، وآخر تلك الرسائل ما أكده في افتتاح قمة مجلس التعاون، إذ أوضحت كلمة خادم الحرمين الشريفين أن المملكة لا تبحث عن مصالحها وهمومها فحسب، بل تأخذ مصالح أشقائها وحلفائها في الاعتبار كجزء من دورها القيادي، إذ تعد كلمته شاملة وواضحة، ويمكن اعتبارها خريطة طريق للتعامل مع القضايا الشائكة بالمنطقة، فالمملكة لا تغير مواقفها ولا تبدل سياساتها وهي تواصل الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية في المحافل الدولية كما كانت تفعل دائماً.

فعلى مستوى دول الخليج، أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في كلمته حرص المملكة على استمرار الدور الكبير الذي يقوم به مجلس التعاون الخلييجي وبما يضمن صيانة الكيان الخليجي، إذ شدد على أن مجلس التعاون قام لتعزيز الأمن والاستقرار والنماء للمواطن الخليجي، داعياً إلى تسخير طاقاتنا لخدمة شعوبنا نظير ما وهبنا الله به من ثروات.

أما إقليميا، فقد أشار الملك سلمان بوضوح في كلمته إلى أن تدخلات النظام الإيراني في شؤون الدول المجاورة لا تزال أبرز القضايا الشائكة التي تؤرق دول المنطقة، وفي منحى آخر، جدد تأكيده على أن القضية الفلسطينية تحتل الصدارة في اهتمامات الدولة السعودية، فالمملكة تسعى لحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة بما في ذلك إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وتناشد المجتمع الدولي للقيام بمسؤولياته باتخاذ التدابير اللازمة لحماية الشعب الفلسطيني من الممارسات العدوانية الإسرائيلية التي تعد استفزازاً لمشاعر العرب والمسلمين وللشعوب المحبة للسلام.

وفي ما يخص اليمن، فقد أكد خادم الحرمين على حرص دول التحالف بطلب من الحكومة الشرعية في اليمن على إنقاذ اليمن وشعبه من فئة انقلبت على شرعيته وعمدت إلى العبث بأمنه واستقراره، كما عملت دول التحالف على إعادة الأمل للشعب اليمني من خلال برامج الإغاثة والمساعدات الإنسانية، مشيرا إلى أن دول التحالف تواصل دعمها لجهود الوصول إلى حل سياسي للأزمة اليمنية وفقاً لقرار مجلس الأمن 2216، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ونتائج الحوار الوطني اليمني الشامل.

كما شدد الملك سلمان على دعوة المملكة إلى حل سياسي يخرج سورية من أزمتها ويسهم في قيام حكومة انتقالية تضمن وحدة سورية وخروج القوات الأجنبية والتنظيمات الإرهابية منها، كما أكد حرص المملكة على بناء علاقات متينة وإستراتيجية مع دولة العراق التي تشكل ركناً أساسياً في منظومة الأمن العربي.