كتاب ومقالات

أن نحتفل في الدرعية!

تلميح وتصريح

حمود أبو طالب

تجاوز سباق الفورمولا في الدرعية كونه مجرد سباق سيارات لبعض المشاهير في هذه الرياضة إلى مهرجان ضخم مفتوح متنوع الفعاليات والنشاطات حضره عدد كبير من داخل المملكة وخارجها وحظي بتغطية إعلامية واسعة نقلته من الداخل إلى بقية بلاد العالم، وبذلك يكون هذا المهرجان وفي ذلك المكان بالذات نقلةً نوعية ذات رمزية ودلالات مهمة كونه ينطلق من موقع مرتبط بتأسيس المملكة له مكانة اعتبارية خاصة، لكنه بدلاً من أن تكون رمزيته تعني نقطة العبور إلى المستقبل والدولة الحديثة والنقلات الاجتماعية المواكبة للعصرنة وانفتاح الإنسان السعودي على الحياة الطبيعية التي تحياها بقية المجتمعات فإن البعض كان يصر لوقت طويل على توظيف رمزيته سلباً لصالح الجمود والعزلة، ما أعطى انطباعا طويلا لدى المجتمعات الأخرى أن فكرة تأسيس الوطن قامت على هذه الفرضية الخاطئة.

عندما قال الملك سلمان إنه لا مكان لمتشدد مغالٍ متطرف ولا لراغب في الانحلال فإنه بين هذين النقيضين تقع مساحة الحياة الطبيعية في كل شيء وليس في الترفيه فقط. ولو قال أحد قبل إطلاق الرؤية الجديدة إن فعالية ترفيهية بهذه الضخامة والتنوع ستقام في الدرعية كمحافظة صغيرة فلن يصدقه أحد، لكنه الفكر الجديد الذي يستثمر مقومات كل موقع في المملكة ليجعله قابلاً للنبض بالحياة والبهجة. ما حدث في الدرعية حدث وسيحدث في مواقع أخرى في كل مناطق المملكة، لأنه نشاط إنساني وحاجة فطرية، فالمجتمع السعودي لم يُخلق وقد نُزعت منه جينات حب الترفيه والاستمتاع بمباهج الحياة كبقية البشر.

لا بد أن نقول شكراً للذين نظموا تلك الفعالية وأشرفوا عليها وجعلوها حديث العالم.