كتاب ومقالات

النصرُ عاقبَ النصرَ

حجة الحرف

خالد الشعلان

لا يمكن تصور فشل نادي النصر في احتجاجه بسبب خطأ (قانوني بدائي) لا يقع فيه قانوني في بداية دراسته، فالإجراء الشكلي والقيد الزمني في المادة (132) من لائحة الانضباط كان واضحاً، وعدم الأخذ به كفيل بعدم قبول احتجاج النصر ضدَّ الوحدة، ومع ذلك منحت الانضباط فُرصة للنصر لتقديم استئنافه في شأن تقديم دفوعه بعدم تقديمه للاحتجاج في موعده المُحدد، إلاَّ أنَّ إدارة النصر فاجأت الجميع ولم تلتزمْ بذلك وذهبت للإعلام بأمرٍ غريب جداً وهو الحديث عن خطأ في التوقيت في البريد الإلكتروني للجنة الانضباط، والذهاب للإعلام بهذا المُبرر كان خطأ أقوى من خطأ عدم التقيَّد بالإجراء الشكلي، لاسيما أنَّ كُل كلمةٍ هي محسوبة على النصر في شأن القضيَّة، فلائحة الانضباط تمنع (الهذر الإعلامي) في قضيَّة منظورة في الجهة القضائيَّة وفق المادة (81/‏3)، ولذا صدرت العقوبة للمُدير التنفيذي لنادي النصر، بل إنَّ المُتحدث الرسمي قد تسألهُ اللجنة بشأن ما أدلى به، وكل ما حدث في قضيَّة احتجاج النصر أثبت بأنَّ إدارة النصر لم تتمكن من وضع نقطة نجاح في أيِّ مرحلة من مراحل القضيَّة، سواءً في مرحلة الانضباط أو الاستئناف أو حتى في مرحلة التعاطي الإعلامي مع القضيَّة، بل إنَّ النصر عاقبَ نفسه وأحزن جماهيره في قضيَّةٍ كانت واضحة ومضمونة النجاح، إلاَّ أنَّ الجهل باللائحة جعلَ النصر يخسر الاحتجاج ويخسر أموراً أخرى، بل تعرض بعض مسؤوليه للعقوبة.

نعم القضيَّة انتهت بشأن النصر والوحدة واللاعب والثلاث نقاط، ولكنَّ القضيَّة يبدو أنها ستبدأ من جديد لدى لجنة الانضباط من ناحية ذلك المُستند الذي جاهرَ به النصر إعلامياً، وهو على عكس ما لدى لجنة الانضباط، هنا يحقُ لها أن تتدخل لكون أنَّ الأمر باتَ مُعلناً، فالمُستند نعم لم يصلْ للجنة الاستئناف، ولكنَّه وصلَ للجنة الانضباط، وعلاوة على ذلك أصرَّ النصراويون بصحته عبر الإعلام، وتسليم المُستند للجنة الانضباط والتعليق بصحته كفيل للجنة بأن تفتح تحقيقاً بشأنه.

أختم هنا بأنَّهُ من الأهمية عدم وصف القضيَّة حالياً (بالتزوير)، وهو وصف خطير، لاسيما أنَّ القضيَّة لم تدخلْ نطاقَ التحقق والتحقيق، ولذا من الخطورة بأنَّ يتفوه شخص بمثل هذا الوصف حالياً يُعرضُ نفسه للمساءلة، نعم القضيَّة (قد) تكون منظورة في لجنة الانضباط، والقول المبدئي بمضمون العقوبات الواردة في المادة (75) هو خطأ كبير، وهو من الأحلام (الوردية).

من تحت الباب

• قالوا بأنَّ الحكم الصربي يلوراد مازيتش الذي أدارَ مُباراة الهلال والحزم أثبت أنَّه عادلاً وردَّ على جميع مُنتقديه الموسم الماضي، فقلت لهم الموسم الماضي لم يكن هناك تقنية var ولذا كان هذا الحكم بدون قيد!

• ما زلتُ أقول نظام الاحتراف من الصفحة الأولى للأخيرة لم يُعالج أمر اللاعبين المواليد، بل لم ترد كلمة (مواليد) فيه، وأزيد على ذلك بأنَّ بيان لجنة الاحتراف لم يأتِ بجديد إطلاقاً، فهو أشار للمادة (28) من لائحة الاحتراف وكذلك خطاب الهيئة، وكلاهما لم يتطرقا للمواليد.

• في خطاب الهيئة العامَّة للرياضة وردت عبارة (اعتمدوا اتخاذ اللازم لتسجيل اللاعبين السعوديين والذين ليس لديهم هويَّة وطنيَّة بجواز سفر سعودي)، بينما في بيان لجنة الاحتراف وردت عبارة (إن خطاب الهيئة العامَّة للرياضة قد تضمَّن موافقة الهيئة على تسجيل اللاعبين الذين لا يحملون هويَّة وطنيَّة ويحملون جواز سفر سعودي)، الفرق في العبارتين هو سقوط كلمة (السعوديين) من البيان، بينما هذه الكلمة هي الفصل في الموضوع، حيث إنَّ الخطاب لا يتحدث مُطلقاً عن المواليد.

خاتمة

ونَلْ من سكوتي عاصفًا بلـُفاظةٍ

فثأرُك من صمتي بأن تتكلّما

k_alsh3laan@