تغيرت بيئتنا كثيراً عن الماضي اقتصادياً وتكنولوجياً وبشرياً، واشتدت المنافسة في البيئة الداخلية للمنظمات بين العاملين مع بعضهم البعض ورؤسائهم، للوصول لأفضل التوقعات والأهداف الوظيفية ذات الجودة النمطية الفريدة بالإيقاع السريع والفعال، وأصبح عنصر الجودة هو اللاعب الرئيسي بدلاً من عنصر الكم والذي كان يهتم به بعض المديرين والرؤساء ليضيفوا لأنفسهم عامل البقاء في أماكنهم دون تغيير.

وخارجياً أصبحت المنافسة على مستوى الحكومات ضرورة ملحة لاستيعاب تحديات ومستجدات الأحداث سياسياً واقتصادياً، وأصبح اختيار الشريك الديناميكي ذي المواصفات المتميزة إقليمياً ودولياً والذي يسعى معنا لتحقيق أهدافنا بدقة هو اللاعب المطلوب.

كل هذا يجعلنا نعتبر أن التغيير أصبح سمة من سمات العصر، لما يتوافق مع مصالحنا الإستراتيجية، فلو عرجنا لمعرفة معنى التغيير لاتضح لنا أنه عبارة عن إحداث تغيير جذري في سلوك البشر، ليتوافق مع متطلبات مناخنا الحديث وبيئته التنظيمية وهو تغيير موجه ومقصود وهادف وواعٍ، يضمن لنا الانتقال إلى حالة أكثر وعياً واختلافاً وتفرداً وتميزاً، وقدرة على حل المشكلات بطريقة إبداعية ذات جودة لم نكن نعرفها ونشاهدها في السابق، فهي تتغير من خلال التجديد الدائم في اختيار من هم أكثر تفوقاً وإبداعاً وتوافقاً مع مناخ عصرنا الحديث.

Turkistani@ipa.edu.sa