أخبار

«بيت مكة» يعطّر أجواء «الجنادرية» بعبق تاريخ الحرم ورائحة الورود الطائفية

واس (الجنادرية)

تنفرد مشاركة منطقة مكة المكرمة في فعاليات الدورة الـ 33 من المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية، والتي انطلقت أمس (الخميس) تحت رعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بصورة تفوح بعبق التاريخ العظيم لبيت الله العتيق وحرمه الشريف والآيات البينات مقام سيدنا إبراهيم والحجر والحطيم ونبع زمزم، إضافة إلى الروائح الزكية للورد الطائفي التي تعج بها الأروقة والخانات التي يعمل بها الصناع وأصحاب الحرف المكية.

وتحفل «بيت مكة» هذا العام، التي تأتي تحت إشراف مباشر من إمارة منطقة مكة المكرمة، وبمشاركة هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة، وبيوتات مكة وجدة والطائف، بروزنامة من الفعاليات الجديدة والمسابقات التي رصدت لها اللجنة المنظمة جوائز قيمة للزوار، إضافة الى الفعاليات التي يمتاز بها جناح منطقة مكة المكرمة في كل عام تعكس التراث الحجازي الضارب في عمق التاريخ الإنساني ويعزز الهوية المكية العربية الأصيلة.

وأكد من جانبه وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة الدكتور هشام بن عبدالرحمن الفالح أن الاستعدادات للمشاركة في فعاليات الجنادرية 33، بدأت منذ وقت مبكّر تحت إشراف مباشر من مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز، ومتابعة مستمرة من نائبه الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز، حظيت بالاهتمام لتوفير الإمكانات كافة وتذليل جميع الصعوبات، بما يسهم في مشاركة متميزة كما هي عادة جناح منطقة مكة المكرمة في كل عام.

وقال الدكتور الفالح: «إن جناح منطقة مكة المكرمة يشهد كل عام توافد أعداد كبيرة من زوار وضيوف المهرجان، الأمر الذي يدفعنا إلى أن نواكب هذا الحضور ونحرص على تميز المشاركة وذلك في مضمون الفعاليات والبرامج المنفذة طوال أيّام وليالي (الجنادرية 33)».

وأضاف الفالح: «حرصنا هذا العام على أن تكون المشاركة متميزة ومتنوعة حيث ستتضمن مشاركة للأسر المكية المنتجة، وأبرز الصناعات والحرف اليدوية، إضافة إلى أشهر المطاعم المكية التي اشتهرت بتقديم أصناف من المأكولات الحجازية التي يعشقها غالبية زوار المهرجان، كما تتضمن الفعاليات مشاركة للفنون الفلكلورية الشعبية التي اشتهرت بها مدن ومحافظات منطقة مكة المكرمة».

وبين وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة الدكتور هشام بن عبدالرحمن الفالح، أن الجناح يجسد النهضة الحضارية والمشروعات التنموية العملاقة التي تشهدها منطقة مكة المكرمة ومحافظاتها كافة، ويقدم عرضاً للعديد من المجسمات التي تفصل المشروعات المنفذة في المنطقة والتي تأتي موافقة لرؤية المملكة 2030.

يذكر أن هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة تشرف للعام الثالث على التوالي على معرض «مكة المستقبل» وذلك ضمن جناح منطقة مكة المكرمة بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة الجنادرية 33، والذي يتضمن عرض أبرز المشاريع التطويرية والتنموية التي تشهدها المنطقة، بمشاركة الجهات الحكومية والخاصة ذات العلاقة ومن أبرز مشاريع «مكة المستقبل»: توسعة الحرم المكي الشريف والمشاريع المرتبطة، ومشروع مطار الملك عبدالعزيز، ومشروع قطار الحرمين السريع ومشروع النقل العام.

ويأتي البيت الطائفي ضمن جناح منطقة مكة المكرمة بالجنادرية ليصور التراث العمراني والحضاري ونموذج للقصور التاريخية التي اشتهرت بها الطائف وازدان بها الطائف جعل منها المصيف الأول السياحي في للمملكة، وتجسد محتويات البيت الطائفي وأركانه المقومات الفريدة التي تشتهر بها الطائف وأبرزها إنتاج وصناعة وتقطير الورد الطائفي وأبرز المنتجات الزراعية التي عرفت وتميزت بها الطائف.

ويتكون البيت الطائفي من الديوان وهو العنصر الأساس في البيت، وهو عبارة عن جلسة تطل على فناء مفتوح، إضافة إلى المجلس، والمخلوان، والخارجة، كما روعي في الأثاث أن يناسب المرحلة الزمنية التي بنيت فيها هذه القصور القديمة، ويحتوي العديد من المقتنيات القديمة والتراثية التي تعبق برائحة الماضي بكل تفاصيله.

وقد قامت أمانة الطائف بإنشاء هذا البيت وفق الطراز الطائفي القديم، حتى يشاهد الزوار ماضي هذه المدينة في حقبة لم تكن تتوفر فيها إمكانيات البناء الحديث، ولكنها تحمل ملامح هندسية جميلة، وتطويع الخامات المحلية في البناء بما يتوافق مع الظروف المناخية.

وجاء بناء بيت جدة بالحجر المنقبي والأخشاب (التكليلة) والرواشين وجميع هذه المواد تم جلبها من مدينة جدة عروس البحر الأحمر، ويعرض به التراث الأصيل لمدينة جدة وتاريخها من عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه ودورها في استقبال الحجيج من البحر وحياة أهل جدة والتوزيع الداخلي التراثي للمجالس والمرافق، كما يحتوي البيت من الداخل على كامل الأدوات التي تحتويها بيوت جدة التاريخية كالطيرمة والكرويتات والكاسات التوتوة وغيرها من المقتنيات التراثية ذات العبق الجميل.