عندما تتباكى طهران !
السبت / 15 / ربيع الثاني / 1440 هـ السبت 22 ديسمبر 2018 01:27
محمد مفتي
عندما انطلقت مباحثات السويد لمسنا بوضوح وجه إيران متخفياً في الكثير من التفاصيل، ولا نعلم على وجه الحقيقة بأي منطق تتحدث طهران وعلام يستند مسؤولوها في تصريحاتهم، فالمتحدثون الرسميون بإيران يتحدثون عن أزمة اليمن وكأنهم الطرف الأقوى والمعني الأول بما يدور في أراضي اليمن، وذلك على الرغم من أن اليمن وإيران لا يتشاركان حدوداً جغرافية ولا يجمعهما تاريخ ولا لغة ولا عادات ولا تقاليد.
لقد أثارت التصريحات الإيرانية المتباكية على اليمن اشمئزازنا جميعاً، كما كانت باعثة على الامتعاض بسبب تدخلها المستفز والمستمر في شؤون دولة عربية شقيقة، وبسبب ازدواجية المعايير والتناقض الذي تتسم به السياسة الإيرانية خلال لهاثها الدائم لتصدير أفكارها ومحاولاتها الدؤوبة لتأجيج نار الفتنة في المنطقة العربية، وقد تابعنا خلال سير عملية المباحثات في السويد التصريحات الإيرانية التي بدت وكأنها نوع من التلقين الذي يتحتم على الحوثيين ترديده خلال المفاوضات.
ولكن هل تمكن النفاق الإيراني من خداع أي طرف؟ لا أظن ذلك، فمن ناحية تعتبر جميع الكروت التي تمتلكها إيران محروقة أمام العالم أجمع، والذي يعرف حق المعرفة تاريخ إيران الإرهابي ونواياها ومؤامراتها الخفية والظاهرة، وبالتالي فإن تدخلها في مباحثات السويد كان مكشوفاً أمام الجميع، وهي المباحثات التي كانت جميع أطرافها يمنية بحتة، وفي معادلة قادت توازنها المنظمة الأممية وبرعاية القوى العظمى العالمية، ومن ناحية أخرى لم تستطع إيران المزايدة على المملكة، لأن اليمن الشقيق بلد مجاور للمملكة، وبعكس إيران يشاركها الكثير من الحدود والتاريخ واللغة والدين، وبالتالي فحرص المملكة على سيادة السلام في اليمن هو أمر طبيعي ومنطقي تماماً ولا يحتاج لتبرير.
وعلى الرغم من حرص ساسة إيران على الاستمرار في إطلاق التصريحات الدبلوماسية كغطاء سياسي لتدخلاتهم اللامشروعة في شؤون الدول الأخرى، يزل لسان بعضهم ويصرح بما يعتمل بنفوسهم ويقومون بتنفيذه بالفعل، فقد تابعنا تعليق أحد المسؤولين الإيرانيين عن الوضع في سورية، والذي علق بقوله إننا قريبون من صياغة الدستور السوري، وهو التصريح الذي يثير تساؤلا منطقيا عمن هم «القريبون»؟ وقريبون ممن؟ وعلام يستند هذا القرب؟ وما تداعياته تحديداً على مصير الشعب السوري المغلوب على أمره، وعلى مستقبله؟
ومثلما يحدث في اليمن، لا تتشارك إيران كالعادة لا حدوداً ولا ثقافة ولا تاريخاً ولا لغة مع سورية، ولكنها تدس أنفها في شأنها إلى الحد الذي أسهم في قتل وتشريد مئات الآلاف من السوريين، وفي ذات السياق نجد إيران تحذر تركيا من أي تهديد قد يطال نظام الأسد، في تدخل مريب ومكشوف تنقصه الدبلوماسية ومبادئ السياسة الأولية، فما شأن إيران بسورية؟ ومن عيَّنها وصية على الشعب السوري تصيغ له دستوره وتختار له رئيسه وتمنع الدول الأخرى من التواصل معه؟ من نصَّبها شرطي المنطقة وقاضيها وراعيها؟
على الرغم من الكره الدولي البالغ لإيران كدولة وكنظام، ورغم كافة الوسائل التي اتخذها المجتمع الدولي للحد من نفوذها المنتشر كالسرطان في المنطقة، إلا أنه يبدو أنه من العسير اجتثاث الورم الإيراني دون التخلص تماماً من جذوره، فإيران لم تتوقف ولن تتوقف عن السعي للتمدد شرقاً وغرباً كلما أتيحت لها الفرصة، وهى تعول في تحالفاتها على الاقتران بأنظمة مكروهة من شعبها أو من مليشيات عميلة طامعة في السلطة دونما وجه حق، غير أننا نعول كثيراً على وعي الشعوب، ونحرص دوماً من منبرنا الإعلامي على فضح الوجه القبيح للنظام الإيراني وتعريته أمام الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي، والتحذير من مغبة السقوط في الشراك الإيرانية، والتي رغم حرصها البالغ على التخفي والاختباء يتكشف أحياناً الجانب المظلم والمعتم من أجندتها السياسية على لسان بعض مسؤوليها دون وعي منهم خلال بعض تصريحاتهم الإعلامية.
* كاتب سعودي
لقد أثارت التصريحات الإيرانية المتباكية على اليمن اشمئزازنا جميعاً، كما كانت باعثة على الامتعاض بسبب تدخلها المستفز والمستمر في شؤون دولة عربية شقيقة، وبسبب ازدواجية المعايير والتناقض الذي تتسم به السياسة الإيرانية خلال لهاثها الدائم لتصدير أفكارها ومحاولاتها الدؤوبة لتأجيج نار الفتنة في المنطقة العربية، وقد تابعنا خلال سير عملية المباحثات في السويد التصريحات الإيرانية التي بدت وكأنها نوع من التلقين الذي يتحتم على الحوثيين ترديده خلال المفاوضات.
ولكن هل تمكن النفاق الإيراني من خداع أي طرف؟ لا أظن ذلك، فمن ناحية تعتبر جميع الكروت التي تمتلكها إيران محروقة أمام العالم أجمع، والذي يعرف حق المعرفة تاريخ إيران الإرهابي ونواياها ومؤامراتها الخفية والظاهرة، وبالتالي فإن تدخلها في مباحثات السويد كان مكشوفاً أمام الجميع، وهي المباحثات التي كانت جميع أطرافها يمنية بحتة، وفي معادلة قادت توازنها المنظمة الأممية وبرعاية القوى العظمى العالمية، ومن ناحية أخرى لم تستطع إيران المزايدة على المملكة، لأن اليمن الشقيق بلد مجاور للمملكة، وبعكس إيران يشاركها الكثير من الحدود والتاريخ واللغة والدين، وبالتالي فحرص المملكة على سيادة السلام في اليمن هو أمر طبيعي ومنطقي تماماً ولا يحتاج لتبرير.
وعلى الرغم من حرص ساسة إيران على الاستمرار في إطلاق التصريحات الدبلوماسية كغطاء سياسي لتدخلاتهم اللامشروعة في شؤون الدول الأخرى، يزل لسان بعضهم ويصرح بما يعتمل بنفوسهم ويقومون بتنفيذه بالفعل، فقد تابعنا تعليق أحد المسؤولين الإيرانيين عن الوضع في سورية، والذي علق بقوله إننا قريبون من صياغة الدستور السوري، وهو التصريح الذي يثير تساؤلا منطقيا عمن هم «القريبون»؟ وقريبون ممن؟ وعلام يستند هذا القرب؟ وما تداعياته تحديداً على مصير الشعب السوري المغلوب على أمره، وعلى مستقبله؟
ومثلما يحدث في اليمن، لا تتشارك إيران كالعادة لا حدوداً ولا ثقافة ولا تاريخاً ولا لغة مع سورية، ولكنها تدس أنفها في شأنها إلى الحد الذي أسهم في قتل وتشريد مئات الآلاف من السوريين، وفي ذات السياق نجد إيران تحذر تركيا من أي تهديد قد يطال نظام الأسد، في تدخل مريب ومكشوف تنقصه الدبلوماسية ومبادئ السياسة الأولية، فما شأن إيران بسورية؟ ومن عيَّنها وصية على الشعب السوري تصيغ له دستوره وتختار له رئيسه وتمنع الدول الأخرى من التواصل معه؟ من نصَّبها شرطي المنطقة وقاضيها وراعيها؟
على الرغم من الكره الدولي البالغ لإيران كدولة وكنظام، ورغم كافة الوسائل التي اتخذها المجتمع الدولي للحد من نفوذها المنتشر كالسرطان في المنطقة، إلا أنه يبدو أنه من العسير اجتثاث الورم الإيراني دون التخلص تماماً من جذوره، فإيران لم تتوقف ولن تتوقف عن السعي للتمدد شرقاً وغرباً كلما أتيحت لها الفرصة، وهى تعول في تحالفاتها على الاقتران بأنظمة مكروهة من شعبها أو من مليشيات عميلة طامعة في السلطة دونما وجه حق، غير أننا نعول كثيراً على وعي الشعوب، ونحرص دوماً من منبرنا الإعلامي على فضح الوجه القبيح للنظام الإيراني وتعريته أمام الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي، والتحذير من مغبة السقوط في الشراك الإيرانية، والتي رغم حرصها البالغ على التخفي والاختباء يتكشف أحياناً الجانب المظلم والمعتم من أجندتها السياسية على لسان بعض مسؤوليها دون وعي منهم خلال بعض تصريحاتهم الإعلامية.
* كاتب سعودي