نساء عسير: الصفوف الخلفية لا تناسبنا.. الشراكة ليست وجاهة
مثقفات وإعلاميات يستعرضن «واقع المرأة بالمنطقة» في ندوة «عكاظ»
السبت / 15 / ربيع الثاني / 1440 هـ السبت 22 ديسمبر 2018 01:44
خالد آل مريّح (أبها) Abowajan@
رأت عدد من نساء عسير أن تمكين المرأة في بعض الوظائف بات أشبه بالمستحيل وأن البعض ما زال لا يرى أن المرأة نصف المجتمع وشريك الرجل للإسهام في بناء الوطن. وأكدن في ندوة «عكاظ» عن واقع المرأة في عسير أن شراكة المرأة أصبحت ضرورة لا ترفاً أو وجاهة اجتماعية. وأوضحن أن من أهم متطلبات رؤية 2030 إتاحة الفرصة لهن وجعلهن في قائمة الأولويات. ولفتن إلى أن المرأة في عسير غائبة تماما عن المشهد التنموي، وإن وُجد عدد منهن، فلا يعدو كونه اجتهادات شخصية، دفعت المرأة ضريبتها اجتماعيا ونفسيا وأدبياً طبقا لوصفهن، وتساءلت المشاركات في الندوة: كيف يتحقق أدنى مستوى للرضا دون تمكين فعلي؟ إذ ما زالت المرأة بمنطقة عسير حتى في حضورها تجلس بزاوية في الصفوف الخلفية ولا يخصص لها موقع مناسب حتى في الحضور، فكيف لها بالتمكين؟ وتناولت الندوة التي شاركت فيها مثقفات وإعلاميات قرار قيادة المرأة السيارة، ودورها في الإرشاد السياحي، وحضورها في المشهد الثقافي والأدبي.
ورأت الكاتبة والإعلامية نورة مروعي، أن المرأة في عسير شبه غائبة عن المشهد التنموي، وإن وُجد عدد منهن، فهي اجتهادات شخصية دفعت المرأة ضريبتها؛ فالمرأة ما زالت تقبع في مكان خلفي وتختلف معها الأديبة نوال طالع التي أبدت رضاها عن الانطلاقة الجادة للمرأة في عسير، إذ تمتلك قاعدة قوية صلبة، لكنها تحتاج إلى وقت كاف حتى تصل إلى المطلب الحقيقي الذي يعتبر حلما سيتحقق في جميع المجالات، وفق القيم الدينية والاجتماعية.
وأضافت أن المرأة تمتلك طاقات إيجابية وصاحبة مبادئ وقيم كبيرة، وطبيعتها التفاني والاجتهاد الحقيقي والتنظيم الكافي في أي مجال تنخرط فيه. وبناء على هذه المعطيات وجدنا المرأة ناجحة ومبدعة باعتبارها نصف المجتمع، الذي لن ينجح إلا بوجودها فالمرأة على مدى العصور تضطلع بدور فاعل وجوهري في مختلف الميادين، كمساندة الرجل والتعليم والعلاج، فضلاً عن دورها الأساسي في الأسرة.
وأنه على رغم كل الهبات التي منحها الإسلام المرأة، إلا أن بعض الرجال والمجتمعات والعادات والتقاليد ما زالت تنظر للمرأة في كثير من المجالات على أنها الحلقة الأضعف، مع أن الإسلام والقانون المعاصر كفل لها جميع الحقوق، وكانت في دستور نبي الرحمة تقف مع الرجل جنباً إلى جنب في كل الحقوق في التعليم والتعلم، وفي الحياة السياسية. عتاب للنادي الأدبي وحول ما يتردد عن تهميش المرأة في المنابر الثقافية بمنطقة عسير واستئثار الرجل بها، امتدحت نورة مروعي، بما يقدمه النادي الأدبي في جانب منح مثقفات المنطقة اهتماما في المشاركة وتخصيص أمسيات لعدد منهن كتجارب ناجحة وإبرازها، ووجهت عتبها إلى اللجان الثقافية المنبثقة من الأندية الأدبية في المحافظات؛ إذ تغيب المرأة عنها جملة وتفصيلا، في عضوية اللجان، أو المشاركة وتبني المثقفات وعدم منحهن الدعم اللوجستي للمشاركة في المناسبات والأمسيات.
وتطرقت الإعلامية سلمى القحطاني إلى تخريج أول دفعة نسائية للعمل مرشدات سياحيات في منطقة عسير واعتبرت ذلك انعكاسا للرؤية الحكيمة، التي تدعو إلى تمكين المرأة في جميع المجالات. وأشارت إلى أنه عند تنظيم رحلات سياحية قادمة تستطيع المرأة من خلالها مزاولة المهنة لخدمة الوطن بنشر الثقافة التاريخية والأثرية والثقافية والفنية، القديم منها والمعاصر. المواقع القيادية والمرأة وتمضي الإعلامية فايزة الشهراني، إلى أن المرأة في المنطقة تحتاج إلى مزيد من الانخراط في مجالات أوسع، خصوصا أنها قادرة دون أدنى شك على التميز والإبداع. واعتبرت مهنة الإرشاد السياحي فكرة رائدة، إلا أنها ترى أنها تظل جانبا واحدا فقط من الجوانب الكثيرة التي تطمح المرأة في عسير إلى أن تشارك فيها خدمة للوطن ودعم مسيرة التطور والنماء.
وأضافت الشهراني أن رؤية 2030 رفعت مكانة المرأة السعودية عالياً، وعكست التقدير الحقيقي لها، إذ يهدف عمل مؤسسات الدولة في الرؤية إلى رفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل من 22 إلى 30 % وسعت المملكة ضمن رؤيتها إلى تمكين المرأة في مواقع سياسية واقتصادية واجتماعية وتعليمية، فضلاَ عن مشاركتها الفعالة في مجلس الشورى، وتمثيلها للمملكة في العمل الدبلوماسي، وكسرها لاحتكار الرجل للمناصب القيادية في قطاع التمويل، وتوليها المناصب العليا في القطاع التعليمي، وترشيح نفسها لعضوية المجالس البلدية، ودخلت المرأة السعودية أخيراً المجال الأمني لأول مرة بعد تفعيل القسم النسائي في مركز العمليات الأمنية الموحد في المملكة. وترى الشهراني أن المرأة غابت حتى الآن عن الانتخاب والتعيين في مناطق عسير، والباحة، ونجران، في الوقت الذي يجب أن يكون لها دور فعال في هذه المناصب. وأكدت أن السؤال يبقى: أين دور المرأة في المناصب القيادية في عسير؟ أين نحن من المجالس؟ وتبدي نورة مروعي أسفها الشديد من خلو مجالس التنمية السياحية الإقليمية في عسير من العضويات النسائية، والتي ما زالت فيها المرأة أداة تنفيذ لما يصنعه الرجل من محتوى. وبينت أن المشاركات النسائية قاصرة على الحضور والمشاهدة. وعبرت عن خشيتها من استمرار ذلك ليمتد لغياب المرأة في هيئة تطوير عسير. وقالت إنه لا تتم دعوة المرأة للقاءات والملتقيات والمؤتمرات التي تقام في عسير، فتغيب عن الحضور والمشاركة أو إبداء الرأي، ما يجعلهن يطرحن السؤال ذاته على أنفسهن: هل المسؤول يعتبر حضور المرأة ومشاركتها عبئا عليه؟. وأشارت إلى أن التطلعات والآمال كبيرة، وأن اختصار المسافات مطلب رئيسي للحاق بركب التنمية الشاملة، محذرة من أن غياب وتهميش وإقصاء المرأة إذا استمر أكثر من ذلك بمنطقة عسير سيؤثر على مستوى الطموح لديها عندما تقارن وضعها بمثيلاتها في المناطق الأخرى. سيطرة العادات والتقاليد من جانبها، أشادت الإعلامية سليمى الشهراني بما يقدمه مجلس التنمية السياحية بمنطقة عسير من دعم لعدد من المُبادرات، واعتبرت المجلس الأفضل في إسهاماته وحرصه على تمكين المرأة في عسير، وإن كان تمكينا مؤقتا يرتبط بالفعاليات التي تنفذ على استحياء. وزادت أن تمكين المرأة في عسير يسير سير السلحفاة بل يعد متأخراً عن غيره مقارنة بالمناطق الأخرى. وأضافت أنها تعتبر تمكين المرأة في عسير شكليا، ولا تزال العادات القبلية تسيطر بشكل كبير على الأمر، وعلى سبيل المثال متى ما ألزمت البلديات مبدئياً بضرورة وجود عضوات نسائية، ستتغير النظرة وخصوصا عندما تتم المقارنة بالحرص على منح المرأة في المناطق الأخرى مناصب قيادية في البلديات، بغض النظر عن المجالس البلدية. وقالت: «المرأة مواطنة ولها متطلبات ومستفيدة كذلك مما تقدمه البلديات من خدمات». صوالين الثقافة النسوية وحول المخاوف حول تنظيم صوالين ثقافية نسائية أسوة بما هو معمول به في بعض المناطق تقول نورة مروعي، إن المرأة في عسير حاضرة ثقافياً وأدبياً واجتماعياً وغيابها الطارئ لفترة من الزمن كان لأسباب، وعندما عُطلت المرأة 40 عاماً عن المشاركة، تعطلت معها التنمية فأتت الرؤية التي سبقتها عدد من الإصلاحات لإعادة المرأة لمكانها الطبيعي من خلال عدد من القرارات، بدءا بمنحها حقوقها المدنية، وحصولها على الهوية الوطنية، ثم دخولها لمجلس الشورى، والترشح في المجالس البلدية، وبالتالي فإن ما تبقى يعتمد بشكل كبير على المرأة نفسها، وعليها ألا تنتظر وخصوصا في أبسط حقوقها ومنها عودتها بقوة للمشهد الثقافي، في ظل تخاذل اللجان الثقافية عن تقديم دعم لوجستي لهن في هذا الجانب.
وتوقعت مروعي الإعلان قريبا عن صالون ثقافي نسائي يناقش هموم المرأة ويسهم في الحراك والإنتاج الثقافي، وطالبت مثقفات المنطقة بالتفاعل بالشكل المطلوب، خاصة في ظل غياب الجرأة، رغم بروز عدد منهن على مستوى المملكة والخليج والوطن العربي، وغيابهن على مستوى المنطقة، وحملت المثقفات القصور.
ومن جانبها، قالت الأديبة نوال طالع، إن تنظيم صوالين ثقافية فكرة رائعة، وحيت زميلاتها الإعلاميات المشاركات في الندوة على إيضاحهن دور المرأة الكبير جنبا إلى جنب مع الرجل، وأيدت فكرة الصالون الثقافي النسائي. وقالت إن المرأة في عسير على وجه الخصوص تمتلك ثروة ثقافية في عدة جوانب، وعلى الجميع استثمار الثروات الثقافية كمحاور لرقي المجتمع النسائي في جميع محافظات عسير. في قيادة السيارة.. وضعوا أصابعهم في آذانهم ! استعرضت نورة مروعي الحراك والتغيير الملموس في وزارة التعليم، وتقول إن الحراك يصطدم بواقع الميدان التربوي والقيادات التربوية بما تحمله من خلفيات مؤدلجة تجعل الطلاب والطالبات يعانون من اضطراب فكري بين ما يحمله المنهج وما يحمله فكر وعقل القيادات الحالية، أو من يؤدون الرسالة التعليمية في قلب الميدان والشواهد كثيرة لا يمكن حصرها.
وتضرب نورة مروعي مثلا بالتفاعل مع قرار قيادة المرأة السيارة في عسير وتصفه بأنه لم يكن بالشكل المأمول من الجهات ذات العلاقة، فالمبررات التي أوضحتها جامعة الملك خالد في هذا الشأن لم تكن مقنعة، خصوصا أن الدراسة التي أجرتها جاءت متأخرة، إذ كان لديها مدة عام كامل من تاريخ صدور القرار للقيام بالدراسات وتحديد المشكلات ووضع الحلول والمقترحات. وأشارت إلى أن المسؤولين في الجهات ذات العلاقة بمنطقة عسير وضعوا أصابعهم في آذانهم، ما اضطر عددا كبيرا من النساء بالمنطقة لتحمل أعباء السفر والتكاليف المالية لمناطق أخرى وبعضهن توجهن للدول المجاورة للحصول على رخصة قيادة.
وتوافقها الرأي سلمى القحطاني «حتى الآن لم تتم أي خطوة لتنفيذ القرار بمنطقة عسير، ولا نعلم الأسباب الحقيقة للتعثر غير المقنع، لذلك اضطررنا للقيادة بدون رخص».
وتضيف أن هناك مدربات غير مرخصات يقمن بتدريب السيدات على القيادة في الشوارع العامة، ويعرضن أنفسهن للخطر نتيجة عدم إنشاء مدرسة لتعليم القيادة بطرق آمنة في عسير والأسباب مجهولة تماماً حتى اللحظة. كما أن تعطيل القرار يمثل نموذجا واحدا فقط من أشكال وأنواع معوقات تمكين المرأة في عسير وتظل الأسباب غائبة والمتسببون مجهولين.
ورأت الكاتبة والإعلامية نورة مروعي، أن المرأة في عسير شبه غائبة عن المشهد التنموي، وإن وُجد عدد منهن، فهي اجتهادات شخصية دفعت المرأة ضريبتها؛ فالمرأة ما زالت تقبع في مكان خلفي وتختلف معها الأديبة نوال طالع التي أبدت رضاها عن الانطلاقة الجادة للمرأة في عسير، إذ تمتلك قاعدة قوية صلبة، لكنها تحتاج إلى وقت كاف حتى تصل إلى المطلب الحقيقي الذي يعتبر حلما سيتحقق في جميع المجالات، وفق القيم الدينية والاجتماعية.
وأضافت أن المرأة تمتلك طاقات إيجابية وصاحبة مبادئ وقيم كبيرة، وطبيعتها التفاني والاجتهاد الحقيقي والتنظيم الكافي في أي مجال تنخرط فيه. وبناء على هذه المعطيات وجدنا المرأة ناجحة ومبدعة باعتبارها نصف المجتمع، الذي لن ينجح إلا بوجودها فالمرأة على مدى العصور تضطلع بدور فاعل وجوهري في مختلف الميادين، كمساندة الرجل والتعليم والعلاج، فضلاً عن دورها الأساسي في الأسرة.
وأنه على رغم كل الهبات التي منحها الإسلام المرأة، إلا أن بعض الرجال والمجتمعات والعادات والتقاليد ما زالت تنظر للمرأة في كثير من المجالات على أنها الحلقة الأضعف، مع أن الإسلام والقانون المعاصر كفل لها جميع الحقوق، وكانت في دستور نبي الرحمة تقف مع الرجل جنباً إلى جنب في كل الحقوق في التعليم والتعلم، وفي الحياة السياسية. عتاب للنادي الأدبي وحول ما يتردد عن تهميش المرأة في المنابر الثقافية بمنطقة عسير واستئثار الرجل بها، امتدحت نورة مروعي، بما يقدمه النادي الأدبي في جانب منح مثقفات المنطقة اهتماما في المشاركة وتخصيص أمسيات لعدد منهن كتجارب ناجحة وإبرازها، ووجهت عتبها إلى اللجان الثقافية المنبثقة من الأندية الأدبية في المحافظات؛ إذ تغيب المرأة عنها جملة وتفصيلا، في عضوية اللجان، أو المشاركة وتبني المثقفات وعدم منحهن الدعم اللوجستي للمشاركة في المناسبات والأمسيات.
وتطرقت الإعلامية سلمى القحطاني إلى تخريج أول دفعة نسائية للعمل مرشدات سياحيات في منطقة عسير واعتبرت ذلك انعكاسا للرؤية الحكيمة، التي تدعو إلى تمكين المرأة في جميع المجالات. وأشارت إلى أنه عند تنظيم رحلات سياحية قادمة تستطيع المرأة من خلالها مزاولة المهنة لخدمة الوطن بنشر الثقافة التاريخية والأثرية والثقافية والفنية، القديم منها والمعاصر. المواقع القيادية والمرأة وتمضي الإعلامية فايزة الشهراني، إلى أن المرأة في المنطقة تحتاج إلى مزيد من الانخراط في مجالات أوسع، خصوصا أنها قادرة دون أدنى شك على التميز والإبداع. واعتبرت مهنة الإرشاد السياحي فكرة رائدة، إلا أنها ترى أنها تظل جانبا واحدا فقط من الجوانب الكثيرة التي تطمح المرأة في عسير إلى أن تشارك فيها خدمة للوطن ودعم مسيرة التطور والنماء.
وأضافت الشهراني أن رؤية 2030 رفعت مكانة المرأة السعودية عالياً، وعكست التقدير الحقيقي لها، إذ يهدف عمل مؤسسات الدولة في الرؤية إلى رفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل من 22 إلى 30 % وسعت المملكة ضمن رؤيتها إلى تمكين المرأة في مواقع سياسية واقتصادية واجتماعية وتعليمية، فضلاَ عن مشاركتها الفعالة في مجلس الشورى، وتمثيلها للمملكة في العمل الدبلوماسي، وكسرها لاحتكار الرجل للمناصب القيادية في قطاع التمويل، وتوليها المناصب العليا في القطاع التعليمي، وترشيح نفسها لعضوية المجالس البلدية، ودخلت المرأة السعودية أخيراً المجال الأمني لأول مرة بعد تفعيل القسم النسائي في مركز العمليات الأمنية الموحد في المملكة. وترى الشهراني أن المرأة غابت حتى الآن عن الانتخاب والتعيين في مناطق عسير، والباحة، ونجران، في الوقت الذي يجب أن يكون لها دور فعال في هذه المناصب. وأكدت أن السؤال يبقى: أين دور المرأة في المناصب القيادية في عسير؟ أين نحن من المجالس؟ وتبدي نورة مروعي أسفها الشديد من خلو مجالس التنمية السياحية الإقليمية في عسير من العضويات النسائية، والتي ما زالت فيها المرأة أداة تنفيذ لما يصنعه الرجل من محتوى. وبينت أن المشاركات النسائية قاصرة على الحضور والمشاهدة. وعبرت عن خشيتها من استمرار ذلك ليمتد لغياب المرأة في هيئة تطوير عسير. وقالت إنه لا تتم دعوة المرأة للقاءات والملتقيات والمؤتمرات التي تقام في عسير، فتغيب عن الحضور والمشاركة أو إبداء الرأي، ما يجعلهن يطرحن السؤال ذاته على أنفسهن: هل المسؤول يعتبر حضور المرأة ومشاركتها عبئا عليه؟. وأشارت إلى أن التطلعات والآمال كبيرة، وأن اختصار المسافات مطلب رئيسي للحاق بركب التنمية الشاملة، محذرة من أن غياب وتهميش وإقصاء المرأة إذا استمر أكثر من ذلك بمنطقة عسير سيؤثر على مستوى الطموح لديها عندما تقارن وضعها بمثيلاتها في المناطق الأخرى. سيطرة العادات والتقاليد من جانبها، أشادت الإعلامية سليمى الشهراني بما يقدمه مجلس التنمية السياحية بمنطقة عسير من دعم لعدد من المُبادرات، واعتبرت المجلس الأفضل في إسهاماته وحرصه على تمكين المرأة في عسير، وإن كان تمكينا مؤقتا يرتبط بالفعاليات التي تنفذ على استحياء. وزادت أن تمكين المرأة في عسير يسير سير السلحفاة بل يعد متأخراً عن غيره مقارنة بالمناطق الأخرى. وأضافت أنها تعتبر تمكين المرأة في عسير شكليا، ولا تزال العادات القبلية تسيطر بشكل كبير على الأمر، وعلى سبيل المثال متى ما ألزمت البلديات مبدئياً بضرورة وجود عضوات نسائية، ستتغير النظرة وخصوصا عندما تتم المقارنة بالحرص على منح المرأة في المناطق الأخرى مناصب قيادية في البلديات، بغض النظر عن المجالس البلدية. وقالت: «المرأة مواطنة ولها متطلبات ومستفيدة كذلك مما تقدمه البلديات من خدمات». صوالين الثقافة النسوية وحول المخاوف حول تنظيم صوالين ثقافية نسائية أسوة بما هو معمول به في بعض المناطق تقول نورة مروعي، إن المرأة في عسير حاضرة ثقافياً وأدبياً واجتماعياً وغيابها الطارئ لفترة من الزمن كان لأسباب، وعندما عُطلت المرأة 40 عاماً عن المشاركة، تعطلت معها التنمية فأتت الرؤية التي سبقتها عدد من الإصلاحات لإعادة المرأة لمكانها الطبيعي من خلال عدد من القرارات، بدءا بمنحها حقوقها المدنية، وحصولها على الهوية الوطنية، ثم دخولها لمجلس الشورى، والترشح في المجالس البلدية، وبالتالي فإن ما تبقى يعتمد بشكل كبير على المرأة نفسها، وعليها ألا تنتظر وخصوصا في أبسط حقوقها ومنها عودتها بقوة للمشهد الثقافي، في ظل تخاذل اللجان الثقافية عن تقديم دعم لوجستي لهن في هذا الجانب.
وتوقعت مروعي الإعلان قريبا عن صالون ثقافي نسائي يناقش هموم المرأة ويسهم في الحراك والإنتاج الثقافي، وطالبت مثقفات المنطقة بالتفاعل بالشكل المطلوب، خاصة في ظل غياب الجرأة، رغم بروز عدد منهن على مستوى المملكة والخليج والوطن العربي، وغيابهن على مستوى المنطقة، وحملت المثقفات القصور.
ومن جانبها، قالت الأديبة نوال طالع، إن تنظيم صوالين ثقافية فكرة رائعة، وحيت زميلاتها الإعلاميات المشاركات في الندوة على إيضاحهن دور المرأة الكبير جنبا إلى جنب مع الرجل، وأيدت فكرة الصالون الثقافي النسائي. وقالت إن المرأة في عسير على وجه الخصوص تمتلك ثروة ثقافية في عدة جوانب، وعلى الجميع استثمار الثروات الثقافية كمحاور لرقي المجتمع النسائي في جميع محافظات عسير. في قيادة السيارة.. وضعوا أصابعهم في آذانهم ! استعرضت نورة مروعي الحراك والتغيير الملموس في وزارة التعليم، وتقول إن الحراك يصطدم بواقع الميدان التربوي والقيادات التربوية بما تحمله من خلفيات مؤدلجة تجعل الطلاب والطالبات يعانون من اضطراب فكري بين ما يحمله المنهج وما يحمله فكر وعقل القيادات الحالية، أو من يؤدون الرسالة التعليمية في قلب الميدان والشواهد كثيرة لا يمكن حصرها.
وتضرب نورة مروعي مثلا بالتفاعل مع قرار قيادة المرأة السيارة في عسير وتصفه بأنه لم يكن بالشكل المأمول من الجهات ذات العلاقة، فالمبررات التي أوضحتها جامعة الملك خالد في هذا الشأن لم تكن مقنعة، خصوصا أن الدراسة التي أجرتها جاءت متأخرة، إذ كان لديها مدة عام كامل من تاريخ صدور القرار للقيام بالدراسات وتحديد المشكلات ووضع الحلول والمقترحات. وأشارت إلى أن المسؤولين في الجهات ذات العلاقة بمنطقة عسير وضعوا أصابعهم في آذانهم، ما اضطر عددا كبيرا من النساء بالمنطقة لتحمل أعباء السفر والتكاليف المالية لمناطق أخرى وبعضهن توجهن للدول المجاورة للحصول على رخصة قيادة.
وتوافقها الرأي سلمى القحطاني «حتى الآن لم تتم أي خطوة لتنفيذ القرار بمنطقة عسير، ولا نعلم الأسباب الحقيقة للتعثر غير المقنع، لذلك اضطررنا للقيادة بدون رخص».
وتضيف أن هناك مدربات غير مرخصات يقمن بتدريب السيدات على القيادة في الشوارع العامة، ويعرضن أنفسهن للخطر نتيجة عدم إنشاء مدرسة لتعليم القيادة بطرق آمنة في عسير والأسباب مجهولة تماماً حتى اللحظة. كما أن تعطيل القرار يمثل نموذجا واحدا فقط من أشكال وأنواع معوقات تمكين المرأة في عسير وتظل الأسباب غائبة والمتسببون مجهولين.