أخبار

القيادة والسيادة خطان أحمران

فهيم الحامد (الرياض) FAlhamid@

جاء بيان وزارة الخارجية السعودية، ردا على الموقف الغريب من مجلس الشيوخ الأمريكي، واضحا وشفافا وصريحا، مفندا ادعاءات واتهامات لا أساس لها من الصحة، وتعرضا مرفوضا وغير مقبول للقيادة والسيادة، ما يمثل تدخلا سافرا في شؤون المملكة الداخلية، لا يمكن بأي حال السكوت عنه.

المملكة التي حرصت على الدوام على تطوير علاقاتها مع الإدارة الأمريكية والسعي لإحلال الأمن والسلام في المنطقة، والعمل سويا في ملف مكافحة الإرهاب، ثمنت الموقف المتوازن والمتعقل للحكومة ومؤسساتها، ولكنها استهجنت -في الوقت ذاته- موقف مجلس الشيوخ المبني على اتهامات باطلة، خصوصا أنه جاء من مؤسسة تشريعية عريقة في دولة حليفة وصديقة، وعلاقاتنا بها تجاوزت مرحلة الصداقة إلى الشراكة الإستراتيجية في المجالات كافة.

والمملكة التي ترفض على الدوام أي تدخل في شؤونها الداخلية أو التعرض لقيادتها بأي شكل من الأشكال، أو المساس بسيادتها أو النيل من مكانتها، ستستمر في السياسية ذاتها مع أي جهة أو دولة كانت، وترفض رفضا باتا إقحام اسم القيادة الحكيمة أو الزج باسم المملكة في جدل سياسي داخلي لتحقيق أهداف سياسية على حسابها، خصوصا أن الرياض لديها أدواتها الاقتصادية المؤثرة، وتحظى بالاحترام في المحيطين الإقليمي والعالمي، ولا يمكن أن تسمح لأي جهة بتشويه سمعتها لتحقيق أهداف سياسية نعلمها جيدا.

وإن كان بعض أعضاء الكونغرس يعتقدون بأن توزيع التصريحات المجانية هنا وهناك وتمرير مشاريع مغرضة سيعمل على إضعاف المملكة، فهم إما لا يعلمون أو يتجاهلون أن السعودية الجديدة لن تتردد في اتخاذ أي إجراءات لحماية مصالحها السياسية والاقتصادية، باعتبارها ركيزة للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم، وحجر الزاوية في الجهود الرامية لإحلال الأمن والسلم على الصعيدين الإقليمي والدولي، كما أنها تتمتع بدور قيادي في استقرار الاقتصاد الدولي من خلال الحفاظ على توازن أسواق الطاقة على نحو يخدم مصالح المنتجين والمستهلكين معا.

وفي ما يتعلق بقضية مقتل خاشقجي، فقد كنا في المملكة واضحين وصريحين في التعامل مع هذا الملف، إذ اعتبرت السعودية ما حدث جريمة مرفوضة ومعزولة، ولا تعكس أو تعبر إطلاقا عن سياسة المملكة، ولا نهج مؤسساتها، أو سلوكيات شعبها الذي رفض رفضا تاما هذه الحادثة الإجرامية، خصوصا أن العدالة تأخد مجراها في هذه القضية، وسيتم التعامل مع الجناة وفق المعايير القضائية وتطبيق أشد العقوبات بحق من يثبت تورطه. وعليه، فإن ما ننتظره من الجميع هو التعامل مع هذه القضية بالعقل والحكمة، وعدم الخروج بها عن مسار العدالة في المملكة.

ووفقا لبيان الخارجية السعودية، فإن المواقف الصادرة من مجلس الشيوخ الأمريكي ترسل رسائل خاطئة لكل من يريد إحداث شرخ في العلاقات السعودية ــ الأمريكية.