وما نيل «الحقيقة والقوة» بالتمني
الجمعة / 21 / ربيع الثاني / 1440 هـ الجمعة 28 ديسمبر 2018 01:15
أسامة يماني
ليس كل ما نراه في الواقع من مشاهد يعكس حقيقة. وليس كل ما يَنطق به المتحدثون في سياقات مختلفة يكون هو القول الحق أو الصواب؛ فهناك دائماً جوانب خفية في كل ما يَحدث ويُشاهد ويُسمع، جوانب تحتاج إلى تحليل عميق، ومعلومات كثيرة، لمعرفة عناصرها وحقيقتها والحكم عليها.
وهناك أيضاً مؤثرات خارجية لها علاقة بالضوء وزاوية الرؤية والمؤثرات الصوتية، تؤثر في المُشَاهد والمسموع، وتجعلهما يصلان إلى عين وأذن المُتلقي على غير حقيقتهما، فيحكم عليهما بالخطأ وهو يتوهم أن ما يراه ويسمعه هو الحقيقة.
كما أن الحالة النفسية والصحية للإنسان إيجاباً وسلباً، وصحة ومرضاً، لها أثر كبير في إعطاء صورة حقيقية أو مضللة لما يراه ويسمعه.
وفي هذا الصدد نجد أيضاً أن عمر الإنسان وثقافته وخبراته ومعارفه، وسمات المكان والزمان الذي يعيش فيهما، تؤثر كثيراً في رؤيته وحكمه، ونوعية ومصداقية الحقائق التي يصل إليها.
والخلاصة هنا أن للحقيقة وجوهاً كثيرة، والبحث عنها يتطلب أولاً: تحديد المجال الذي نبحث فيه عن الحقيقة، هل هو مجال الدين أم العلم أم العلوم الإنسانية والاجتماعية أم الأحداث السياسية وجوانب الحياة اليومية. ويتطلب ثانياً: امتلاك الأدوات اللازمة للبحث، مثل المناهج والتقنيات والمعارف التي تتناسب مع طبيعة مجال بحثنا. ويتطلب ثالثاً: بذل الوقت والجهد والصبر على صعوبات طلب العلم، والبحث عن الحقيقة.
وأظن أن الشرط الثالث المتعلق ببذل الجهد والوقت والصبر في العمل من أجل الوصول إلى الحقيقة، هو أهم المتطلبات التي يجب أن يمتلكها الباحث؛ لأن الحقيقة لا يمكن الوصول إليها بالتمني والاستسهال والتسرع في الحكم.
وبناء على ما سبق، فإن المحلل السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي أو الأمني الذي يتصدى لقراءة الواقع وأحداثه ومتغيراته يحتاج لامتلاك أدوات منهجية لا يمكن أن يستقيم عمله بدونها. كما يحتاج إلى معلومات ذات مصداقية يمكن وضعها في نسق معرفي، يمكن من خلاله كشف حقيقة ما يحدث ومآلاته المستقبلية.
لهذا يعتمد رجال الحكم في الغرب على مراكز البحوث والأكاديميين المتخصصين في رصد وتحليل وفهم كل ما يحدث والوقوف على حقيقته، لأنهم أيقنوا أن المعرفة سلطة ومصدر قوة، ويمكن توظيفها في رسم السيناريوهات المتوقعة، وصنع الأحداث، وتحقيق الأهداف المرجوة، وخدمة سياسة واقتصاد وأمن الدولة.
وعلى النقيض من هؤلاء الذين يلتزمون بالمنهج العلمي والعقل الناقد في كل شؤون حياتهم، فيصنعون الأحداث ويتحكمون فيها، نجد من يديرون حياتهم بعشوائية بعيداً عن المنهج العلمي، يعيشون خارج العصر والواقع في انتظار أن يدير شؤون حياتهم ويصنع أقدارهم ومصائرهم من يملك سلطة وقوة المعرفة.
* مستشار قانوني
@osamayamani
yamani.osama@gmail.com
وهناك أيضاً مؤثرات خارجية لها علاقة بالضوء وزاوية الرؤية والمؤثرات الصوتية، تؤثر في المُشَاهد والمسموع، وتجعلهما يصلان إلى عين وأذن المُتلقي على غير حقيقتهما، فيحكم عليهما بالخطأ وهو يتوهم أن ما يراه ويسمعه هو الحقيقة.
كما أن الحالة النفسية والصحية للإنسان إيجاباً وسلباً، وصحة ومرضاً، لها أثر كبير في إعطاء صورة حقيقية أو مضللة لما يراه ويسمعه.
وفي هذا الصدد نجد أيضاً أن عمر الإنسان وثقافته وخبراته ومعارفه، وسمات المكان والزمان الذي يعيش فيهما، تؤثر كثيراً في رؤيته وحكمه، ونوعية ومصداقية الحقائق التي يصل إليها.
والخلاصة هنا أن للحقيقة وجوهاً كثيرة، والبحث عنها يتطلب أولاً: تحديد المجال الذي نبحث فيه عن الحقيقة، هل هو مجال الدين أم العلم أم العلوم الإنسانية والاجتماعية أم الأحداث السياسية وجوانب الحياة اليومية. ويتطلب ثانياً: امتلاك الأدوات اللازمة للبحث، مثل المناهج والتقنيات والمعارف التي تتناسب مع طبيعة مجال بحثنا. ويتطلب ثالثاً: بذل الوقت والجهد والصبر على صعوبات طلب العلم، والبحث عن الحقيقة.
وأظن أن الشرط الثالث المتعلق ببذل الجهد والوقت والصبر في العمل من أجل الوصول إلى الحقيقة، هو أهم المتطلبات التي يجب أن يمتلكها الباحث؛ لأن الحقيقة لا يمكن الوصول إليها بالتمني والاستسهال والتسرع في الحكم.
وبناء على ما سبق، فإن المحلل السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي أو الأمني الذي يتصدى لقراءة الواقع وأحداثه ومتغيراته يحتاج لامتلاك أدوات منهجية لا يمكن أن يستقيم عمله بدونها. كما يحتاج إلى معلومات ذات مصداقية يمكن وضعها في نسق معرفي، يمكن من خلاله كشف حقيقة ما يحدث ومآلاته المستقبلية.
لهذا يعتمد رجال الحكم في الغرب على مراكز البحوث والأكاديميين المتخصصين في رصد وتحليل وفهم كل ما يحدث والوقوف على حقيقته، لأنهم أيقنوا أن المعرفة سلطة ومصدر قوة، ويمكن توظيفها في رسم السيناريوهات المتوقعة، وصنع الأحداث، وتحقيق الأهداف المرجوة، وخدمة سياسة واقتصاد وأمن الدولة.
وعلى النقيض من هؤلاء الذين يلتزمون بالمنهج العلمي والعقل الناقد في كل شؤون حياتهم، فيصنعون الأحداث ويتحكمون فيها، نجد من يديرون حياتهم بعشوائية بعيداً عن المنهج العلمي، يعيشون خارج العصر والواقع في انتظار أن يدير شؤون حياتهم ويصنع أقدارهم ومصائرهم من يملك سلطة وقوة المعرفة.
* مستشار قانوني
@osamayamani
yamani.osama@gmail.com