ويل لحزب الله من حرب قد اقتربت!
الأحد / 23 / ربيع الثاني / 1440 هـ الاحد 30 ديسمبر 2018 01:32
محمد الساعد
فجأة يخرج حسن نصر الله على تلفزيون المنار التابع لحزبه متلحفا عباءته وبصوت مرتعش يطلب النجدة من السعودية ومن الملك عبدالله شخصيا. قائلا بالنص: «لو كنت أعلم عن تداعيات ما يحصل اليوم لما قمنا بتلك العملية». كان نصر الله قد ظهر قبلها متباهيا بالعملية الاستعراضية التي قام بها حزبه عشية شهر تموز 2006 عبر اختراق الحدود اللبنانية الإسرائيلية واختطاف جنود وقتلهم وأسر اثنين منهم، والاحتفاظ ببقايا جثة أحدهم، فهل سيخرج حسن نصر الله مرة أخرى طالبا النجدة وبحثا عن النجاة.
بعد أسبوع من الضربات الهائلة التي قام بها الطيران الإسرائيلي ضد كل ما هو متاح مدنيا وعسكريا من بيروت وحتى خط الحدود جنوبا، وتجاوز الدبابات الإسرائيلية إلى ما بعد نهر الليطاني، دفعت نصر الله للإفاقة من سكرته وخروجه من مخبئه.
كان يعلم نصر الله الذي اتهم أفراد من حزبه باغتيال السيد رفيق الحريري حليف السعودية في لبنان، وظل طوال سنوات هو وإعلامه وحلفاؤه يقفون ضد الرياض يوجهون لها أقبح وأقذع الاتهامات، إن الرياض هي القادرة على إقامة لوبي ضغط على الغرب ليتولوا هم إيقاف الإسرائيليين، وهذا ما فعلته الرياض على الرغم من خشونة الحزب قبل تموز وحتى اليوم، فهل توقف حزب الله وحلفاؤه عن حربهم على السعودية، وهل توقفت الرياض عن أخلاقها.. بالتأكيد بقيت الرياض كما هي وبقي الحزب في سياساته لم ولن يخرج منها.
لكن السؤال الأهم هو لماذا قام الحزب بتلك العملية غير المحسوبة العواقب ولصالح من يقوم اليوم بجر المنطقة لحرب أخرى عبر عملية الأنفاق؟
قبيل شهر تموز 2006 بأسابيع كان العالم الحر يتجه للقضاء على الحكم «المارق» في إيران كما وصفه جورج بوش الابن الرئيس الأمريكي الأسبق، لقد وصل العالم لقناعة تامة أنها دولة لا يمكن إصلاحها وأن الإبقاء عليها يعني تدميرا للبشرية.
لم يكن لا لبنان ولا حزب الله في مرمى الاستهداف الدولي، فعلى الرغم من أن الحزب سهل اغتيال الرئيس رفيق الحريري إلا أن المجتمع الدولي اختار أن يحاكم الأفراد الذين قاموا بالعملية الإجرامية دون إلحاق الأذى بلبنان.
الضربة الإسرائيلية المتوقعة على حزب الله في لبنان إذا وقعت لن تكون نزهة وبلا شك مروعة وقاسية وغير مسبوقة، ولن يستطيع الحزب أن يفلت من العقاب هذه المرة.
الحزب الذي يعمل بعقلية التنظيمات الإسلاموية الممتلئة بالغرور والإفراط في الثقة، ظن لوهلة أنه قادر على مفاجأة الإسرائيليين والقيام بحرب تموز أخرى، ولصالح إيران أيضا، عبر بناء أنفاق تحت الأرض تعبر باتجاه الأراضي الإسرائيلية دون أن تكتشف، الأنباء القادمة من إسرائيل تقول إن الجيش الإسرائيلي كان يعلم عن بدء الحزب عملية النفق منذ أول بيت اشتراه أفراد الحزب للحفر من داخله إلى الحدود ومن ثم عبوره للخط الأزرق.
الجيش الإسرائيلي تعمد أن يستنزف قدرات حزب الله معلوماتيا وماليا ولوجوستيا، بل إن المتابعة التي تمت عبر مسافة الحفر زمنيا وجغرافيا أتاحت للمخابرات الإسرائيلية التعرف على حزمة القدرات وتسلسل القيادة والعاملين وكيف تتم العمليات السرية، خاصة أن أعمال الحفر لا تقوم بها إلا فرق النخبة الموثوق فيها والمضمون عدم إفشائها للأسرار، بالطبع أعد الإسرائيليون للأمر عدته بل إنهم أجلوا ليكون الكشف ثمينا ومحققا مكاسب داخلية ودولية للحكومة الإسرائيلية.
إعلان الاختراق
الإسرائيليون يعملون حسب توقيتهم لا توقيت طهران ولا الضاحية، ولذلك فإن ردة فعل حسن نصر الله المهادنة لن تمنع الضربة المتوقعة، والتي يتم التحضير لها عبر إخراج القوات الأمريكية من سورية وإعادة تأهيل دمشق عربيا ودوليا وسحبها إلى محيطها العربي بعيدا عن الهلال الإيراني.
الحرب المتوقعة ستوجه على مصانع السلاح أولا ومخازن الصواريخ ثانيا ومراكز القيادة والسيطرة التي سخر لها مئات الملايين من الدولارات التي شحنها أوباما إلى طهران في أعقاب الاتفاق النووي؛ ولذلك نقول ويل لحزب الله من حرب قد اقتربت، لن تبقي ولن تذر.
* كاتب سعودي
بعد أسبوع من الضربات الهائلة التي قام بها الطيران الإسرائيلي ضد كل ما هو متاح مدنيا وعسكريا من بيروت وحتى خط الحدود جنوبا، وتجاوز الدبابات الإسرائيلية إلى ما بعد نهر الليطاني، دفعت نصر الله للإفاقة من سكرته وخروجه من مخبئه.
كان يعلم نصر الله الذي اتهم أفراد من حزبه باغتيال السيد رفيق الحريري حليف السعودية في لبنان، وظل طوال سنوات هو وإعلامه وحلفاؤه يقفون ضد الرياض يوجهون لها أقبح وأقذع الاتهامات، إن الرياض هي القادرة على إقامة لوبي ضغط على الغرب ليتولوا هم إيقاف الإسرائيليين، وهذا ما فعلته الرياض على الرغم من خشونة الحزب قبل تموز وحتى اليوم، فهل توقف حزب الله وحلفاؤه عن حربهم على السعودية، وهل توقفت الرياض عن أخلاقها.. بالتأكيد بقيت الرياض كما هي وبقي الحزب في سياساته لم ولن يخرج منها.
لكن السؤال الأهم هو لماذا قام الحزب بتلك العملية غير المحسوبة العواقب ولصالح من يقوم اليوم بجر المنطقة لحرب أخرى عبر عملية الأنفاق؟
قبيل شهر تموز 2006 بأسابيع كان العالم الحر يتجه للقضاء على الحكم «المارق» في إيران كما وصفه جورج بوش الابن الرئيس الأمريكي الأسبق، لقد وصل العالم لقناعة تامة أنها دولة لا يمكن إصلاحها وأن الإبقاء عليها يعني تدميرا للبشرية.
لم يكن لا لبنان ولا حزب الله في مرمى الاستهداف الدولي، فعلى الرغم من أن الحزب سهل اغتيال الرئيس رفيق الحريري إلا أن المجتمع الدولي اختار أن يحاكم الأفراد الذين قاموا بالعملية الإجرامية دون إلحاق الأذى بلبنان.
الضربة الإسرائيلية المتوقعة على حزب الله في لبنان إذا وقعت لن تكون نزهة وبلا شك مروعة وقاسية وغير مسبوقة، ولن يستطيع الحزب أن يفلت من العقاب هذه المرة.
الحزب الذي يعمل بعقلية التنظيمات الإسلاموية الممتلئة بالغرور والإفراط في الثقة، ظن لوهلة أنه قادر على مفاجأة الإسرائيليين والقيام بحرب تموز أخرى، ولصالح إيران أيضا، عبر بناء أنفاق تحت الأرض تعبر باتجاه الأراضي الإسرائيلية دون أن تكتشف، الأنباء القادمة من إسرائيل تقول إن الجيش الإسرائيلي كان يعلم عن بدء الحزب عملية النفق منذ أول بيت اشتراه أفراد الحزب للحفر من داخله إلى الحدود ومن ثم عبوره للخط الأزرق.
الجيش الإسرائيلي تعمد أن يستنزف قدرات حزب الله معلوماتيا وماليا ولوجوستيا، بل إن المتابعة التي تمت عبر مسافة الحفر زمنيا وجغرافيا أتاحت للمخابرات الإسرائيلية التعرف على حزمة القدرات وتسلسل القيادة والعاملين وكيف تتم العمليات السرية، خاصة أن أعمال الحفر لا تقوم بها إلا فرق النخبة الموثوق فيها والمضمون عدم إفشائها للأسرار، بالطبع أعد الإسرائيليون للأمر عدته بل إنهم أجلوا ليكون الكشف ثمينا ومحققا مكاسب داخلية ودولية للحكومة الإسرائيلية.
إعلان الاختراق
الإسرائيليون يعملون حسب توقيتهم لا توقيت طهران ولا الضاحية، ولذلك فإن ردة فعل حسن نصر الله المهادنة لن تمنع الضربة المتوقعة، والتي يتم التحضير لها عبر إخراج القوات الأمريكية من سورية وإعادة تأهيل دمشق عربيا ودوليا وسحبها إلى محيطها العربي بعيدا عن الهلال الإيراني.
الحرب المتوقعة ستوجه على مصانع السلاح أولا ومخازن الصواريخ ثانيا ومراكز القيادة والسيطرة التي سخر لها مئات الملايين من الدولارات التي شحنها أوباما إلى طهران في أعقاب الاتفاق النووي؛ ولذلك نقول ويل لحزب الله من حرب قد اقتربت، لن تبقي ولن تذر.
* كاتب سعودي