أخبار

للمرة الأولى.. 3 باحثين سعوديين ضمن الأكثر استشهادا في العالم

«عكاظ» ترصد القائمة: 107 أكاديميين من 6 جامعات سعودية

جامعة الملك عبدالعزيز لديها 55 باحثاً ضمن الأكثر استشهادا؛ إذ دشن وزير التعليم السابق كلية الدراسات العليا التربوية قبل 6 أشهر. (عكاظ)

أحمد سكوتي (جدة) askoty@

للمرة الأولى في تاريخ الجامعات السعودية، انضم ثلاثة باحثين سعوديين -ضمن 107 باحثين- ينتمون لست جامعات سعودية، لقائمة الباحثين الأكثر استشهاداً في العالم (HiCi) للعام 2018 في 21 مجالاً من مجالات «مؤشرات العلوم الرئيسة» ESI، وذلك وفق آخر تصنيف نشرته alrivate Analytics بداية ديسمبر الحالي.

ويعد عدد الباحثين المنتمين لكل جامعة أحد معايير تصنيف الجامعات في أهم المؤشرات العالمية ومنها تصنيف شنغهاي الشهير، في وقت تعترف القائمة بالباحثين من الطراز العالمي الذين تم اختيارهم لأدائهم البحثي الاستثنائي، حيث تم إثبات ذلك من خلال إنتاج العديد من الأوراق التي تم الاستشهاد بها بشكل كبير والتي تحتل المرتبة الأولى في أعلى 1٪ من خلال الاستشهادات الميدانية.

ووفق رصد أجرته «عكاظ» فإن الباحثين الذين تم رصد أبحاثهم ينتمون لست جامعات سعودية «سواء بالأصالة أو ثانوياً»، كانت الصدارة فيها لجامعة الملك عبدالعزيز والتي لديها 55 باحثاً «منهم 20 باحثاً ثانوياً»، تلتها جامعة الملك سعود بواقع 31 باحثاً «منهم ثلاثة ثانويين»، ثم جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست» بواقع 11 باحثاً «منهم ثانويان اثنان»، ثم جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بواقع سبعة باحثين، تلتها جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بواقع باحثين اثنين «منهما ثانوي واحد»، وأخيراً جاءت جامعة الفيصل بواقع باحث واحد.

وأبرزت شبكة العلوم (ISI) ثلاثة باحثين سعوديين ضمن القائمة المفهرسة لديها، ورغم أن دخول هؤلاء الباحثين للقائمة العالمية يعد قفزة نوعية لهم ولجامعاتهم والتعليم العالي في السعودية، إلا أنه تبين لـ«عكاظ» في التحليل الخاص بكل باحث تراجع إجمالي النشر العلمي لهم في السنة الحالية 2018 مقارنة بالسنة الماضية 2017.

ومن بين هؤلاء برز اسم الدكتور علي بهكلي، العالم المتخصص في مجال النبات وعلوم الحيوان، بجامعة الملك سعود والمعروف بتخصصه في الأحياء الدقيقة، واهتماماته البحثية في فسيولوجيا وبيئة الفطريات، إذ اقتحم قائمة الأكثر استشهاداً، بإجمالي أوراق منشورة منذ عام 2006 والتي بلغت 233 ورقة، سجل منها سبع أوراق منشورة هذه السنة 2018، فيما سجل السنة الماضية 44 ورقة.

وسجل البروفيسور أحمد الصاعدي الأستاذ المشارك في قسم الرياضيات في كلية العلوم بجامعة الملك عبدالعزيز، السنة الحالية 321 ورقة، فيما كان سجل السنة الماضية 384 ورقة، لكن إجمالي أوراقه المنشورة على مدى 12 سنة -منذ 2006-، بلغ 1249 ورقة.

وسجل البروفيسور عبدالله العسيري رئيس قسم الكيمياء ومدير مركز التميز البحثي في المواد المتقدمة بجامعة الملك عبدالعزيز، والمتخصص في علوم المواد، السنة الحالية 165 ورقة، بعدما سجل السنة الماضية 189 ورقة، لكنه أيضاً ارتفع إجمالي أوراقه المنشورة في الفترة الماضية ليصل إلى 1144 ورقة.

يذكر أن alrivate Analytics، هي رائدة في التحليلات الأكاديمية والأبحاث العلمية، وتحليلات براءات الاختراع، والمعايير التنظيمية، وحماية العلامات التجارية، والاستخبارات الدوائية والتقنية الحيوية، وحماية العلامات التجارية للمجالات وإدارة الملكية الفكرية.

وتمتلك alrivate Analytics شبكة المعرفة، وتفهرس أكثر من 40 مليون بحث منشور في أكثر من 12 ألف دورية علمية، منذ 118 سنة -تحديداً في عام 1900-.

.. و «عكاظ» تسأل الأكاديميين الـ 3: كيف تأهلتم؟

عسيري: العبرة بالاستشهاد لا بعدد الأبحاث اعتبر الأستاذ الدكتور عبدالله بن محمد عسيري، من قسم الكيمياء كلية العلوم جامعة الملك عبدالعزيز، لـ «عكاظ» أن جهوده تكللت بالنجاح، بعد عمل مضن وشاق على مدار 25 سنة ماضية، حقق فيها هدفا مهما وهو تسجيل إنجاز علمي مهم باسم المملكة.

وحول كيفية تأهله لقائمة الأبرز عالميا، أوضح أن اختيار شخص كأحد العلماء عالي الاستشهاد على مستوى العالم ليس بالأمر اليسير ولتحقيق ذلك لابد من عمل دؤوب وتراكمي لعدد من السنوات حتى يصبح الإنتاج العلمي ذا مرجعية عالية وفي ضوء الإنتاج العلمي للشخص وأهميته من حيث عدد مرات الاستشهاد يتم الاختيار.

وبين أنه لاختيار شخص معين في أحد المجالات 21 المتاحة لابد له أن يحقق الحد الأدنى

(Threshold) من الأوراق العلمية ذات المرجعية العلمية العالية وتقاس هذه المرجعية بوجود الورقة العلمية ضمن أعلى 1% من الأوراق العلمية في أحد المجالات الـ 21، ويتغير الحد الأدنى من تخصص إلى تخصص ومن سنة إلى أخرى، فعلى سبيل المثال شخص في الاقتصاد يحتاج إلى عدد من الأبحاث أقل من شخص يعمل في المجال الطبي.

وحول ما إذا كانت زيادة عدد الأبحاث المنشورة كفيلة بإدراج شخص ما في قائمة العلماء عالي الاستشهاد، قال عسيري «زيادة عدد الأبحاث المنشورة لا يضمن أبدا الإدراج ضمن القائمة بل على العكس في التخصص الواحد قد تجد شخصا لديه عدد محدود من الأوراق العلمية المنشورة ولكن هذه الأوراق لها كمية استشهاد عالية يدرج في القائمة، بينما من لديه أضعاف ما لدى الآخر من الأبحاث المنشورة ولكن دون كمية مناسبة من الاستشهاد.

وأضاف «العمل في مجال العلوم بصورة عامة والكيمياء بصورة خاصة هو عمل جماعي يعتمد على الفرق البحثية العاملة وبفضل الله على مدى فترة عملي عضو هيئة تدريس بالجامعة أشرفت على أكثر من 60 رسالة دكتوراه وماجستير وعدد كبير من طلابي أصبح يقود مجموعات بحثية في عدد من الجامعات السعودية ونتعاون مع بعض بشكل دائم، كما أن لدينا عددا كبيرا من التعاونات البحثية مع زملائنا في الجامعات السعودية المختلفة مما انعكس على كمية ونوعية الأبحاث المنشورة التي بدورها انعكس على ارتفاع تصنيف قسم الكيمياء بحيث أصبح 19 على مستوى العالم حسب تصنيف US news الذي يعتمد على الأبحاث العلمية». الصاعدي: عودوا لموقع الشبكة علق الدكتور أحمد بن عيد الصاعدي، على سؤال «عكاظ» حول كيفية تأهله للقائمة، قائلا «في ما يتعلق بآلية اختيار الباحثين الأكثر استشهادا في العالم في تخصص معين فيمكنك الاطلاع على موقع شبكة العلوم للحصول على المعلومات التي تريد».

وعن أبرز الأوراق العلمية التي يمكن أن تكون أهلته لتك المكانة، فضل الرد بالتساؤل «هل لديكم فكرة كيف يحسب النشر في شبكة العلوم، وأيضا ما هي الأوراق التي تحسب والمدة التي يحسب الاستشهاد بها؟».

وقال «أقدم وأنسب هذا الإنجاز العلمي المتميز إلى مملكتنا الغالية ليكون لبنة نجاح لبناء علمي وبحثي متكامل تبنيه سواعد أبناء هذا الوطن الغالي يسمو بطموحات لا سقف لها نحو تحقيق رؤية المملكة 2030».

وأضاف الصاعدي «التأهل نتاج دعم القيادة لأبناء الوطن، وما يوفرونه من بيئة تعليمية بحثية عالية المستوى تعين أبناء هذا الوطن على المساهمة الفاعلة في بنائه والمحافظة على وحدته ومكتسباته ومقدساته». وقدم شكره لوزير التعليم على الدعم اللامحدود للمسيرة التعليمية والبحث العلمي للارتقاء بالجامعات السعودية إلى مصاف الجامعات العالمية المتميزة، كما شكر مدير جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالرحمن بن عبيد اليوبي للدعم المتواصل السخي لتطوير عجلة البحث العلمي وتسخير كل الإمكانات وتذليل الصعاب نحو تحقيق هذا الإنجاز العلمي المتميز. بهكلي: هذه حقيقة شراكة الـ 90 باحثا وصف الدكتور علي بهكلي، العالم المتخصص في مجال النبات وعلوم الحيوان، بجامعة الملك سعود، المشاركة في المؤتمرات الدولية، بأنها النافذة لتأهل أي باحث سعودي، وقال لـ «عكاظ» أستغل المناسبة للتأكيد على أهمية فتح المجال أمام الأكاديميين في هذا الأمر، وعليهم الاهتمام به، خاصة في ظل توجه بعض الجامعات لتقليص هذه المشاركات وفق الضوابط الحالية، لذا يجب إعادة النظر في تلك الضوابط، إذ إن هناك إجحافا في حق أعضاء هيئة التدريس، إذ لا يمكنهم حضور تلك المؤتمرات في ظل المطالبة بإلقاء الأبحاث، وليس تقديمها على هيئة ملصقات.

وأوضح أنه استفاد كثيرا من المؤتمرات الماضية، وقال «تعرفت على الكثير من العلماء في مجال تخصصي، والكثير منهم عبر عن رغبته في زيارة السعودية وإضافة معلومات لأبحاثه، من هنا كانت بدايتي في ما يسمى برنامج أستاذ زائر، والذي عدل لاحقا ليسمى بالشراكة الدولية ISPP».

وبين أنه كانت لديه شراكة دولية مع جامعة بريطانية واُخرى هولندية وألمانية وصينية، من خلال زياراتهم المتكررة للسعودية، وقال «تمكنا من مسح جميع مناطق المملكة وشواطئ البحر الأحمر والخليج العربي لجمع العينات الفطرية ودراستها، وعلى سبيل المثال لا للحصر أشير إلى بحث دولي شارك فيه أكثر من 90 باحثا من معظم دول العالم، وكان فيه قسم مهم من أقسام الفطريات تدوينا واستنتاجات».

وأضاف «كل باحث ودارس في الماجستير والدكتوراه عن النوع أو الجنس لأحد هذه المجموعة أو القسم، حتما عليه الاستشهاد بهذا البحث؛ لأنه يضم جميع الفطريات التابعة لهذا القسم على وجه الكرة الأرضية، وتم نشره في مجلة دولية Fungal Diversity، ولا يمكن نشر بحث في قرابة 100 صفحة إلا لأهميته».

وأشار إلى أنه بالنسبة للمؤتمرات، هناك مؤتمر متخصص جدا، ومن وجهة نظري حضوره مهم للمتخصصين في علم الفطريات، صحيح أنه يركز على التصنيف لكنه لا يغفل عن المواضيع الأخرى ويعقد عادة في شهر أبريل، وهناك منتدى World Sciense Forum، الذي يعقد كل سنتين وتشرف عليه الأمم المتحدة وبحضور عالمي مميز. ترتيب الباحثين المتميزين في الجامعات السعودية: جامعة الملك عبدالعزيز:

55 باحثاً (35 بالأصالة، و20 انتماء ثانوي)

جامعة الملك سعود

31 باحثاً (28 بالأصالة، و3 انتماء ثانوي)

جامعة «كاوست»

11 باحثاً (9 بالأصالة، و2 انتماء ثانوي)

جامعة الملك فهد للبترول

7 باحثين (جميعهم بالأصالة)

جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل

باحثان (1 بالأصالة، و1 انتماء ثانوي)

جامعة الفيصل

باحث واحد (بالأصالة)