كتاب ومقالات

«العوامية» الجديدة

تلميح وتصريح

حمود أبو طالب

«العوامية»، تلك البلدة الواقعة في شرق بلادنا والتي كانت مالئة الدنيا وشاغلة الناس بأخبارها المزعجة ذات وقت، البلدة التي سالت فيها دماء أبرياء من مواطنين ورجال أمن راحوا ضحية الرصاص الغادر للإرهابيين المارقين الذين كانوا يتربصون بهم في أرجائها وخصوصا في حي «المسورة» الذي يتمركز في وسطها كبؤرة خبيثة تنطلق منها الأشباح في غفلة لتمارس لعبتها الجهنمية ثم تعود إليها أو تفر إلى مخابئ أخرى، عادت هذه البلدة إلى الواجهة مؤخراً ولكن بشكل مختلف، فقد تداولت مواقع التواصل مؤخراً صوراً لذلك الحي الذي تحول اسمه إلى وسط العوامية بعد تحديثه كليا وتحويله من حي عشوائي خطير إلى موقع حديث بعمرانه وخدماته وبنيته التحتية وصلاحيته لممارسة الحياة تحت الشمس وليس في أزقة الظلام والرعب.

عندما قررت الدولة إزالة ذلك الحي العشوائي الذي يتمترس في بعض جنباته الإرهابيون مستفيدين من وضعه وصعوبة السيطرة عليه دون ضرر على المواطنين الأبرياء المسالمين ظهرت أصوات بعض المحتجين في محاولات لتحويل المشروع إلى ملف إنساني حقوقي، واتضح جليا آنذاك وقوف المحرض الإيراني وعميله القطري وراء تلك المحاولات، إيران التي تشعل النار الطائفية وقطر التي ثبت أنها تهرب السلاح وتمد بالمال، وكان القصد إبقاء العوامية وبؤرتها في حي المسورة بركانا يثور بالإرهاب بين وقت وآخر، لكن الدولة مضت في مشروعها لأن أهدافها خيّرة ونبيلة من أجل أهل العوامية والوطن، ولأنها لا تسمح بحال من الأحوال استمرار أي مكان يمثل تهديداً للأمن الوطني.

صرفت الدولة مليارات ليتحول ذلك الحي إلى بيئة صالحة للحياة والأمن والأمان، بينما لا تزال إيران وعملاؤها من دويلات وتنظيمات يصرفون الأموال الطائلة على الخراب والفوضى والإرهاب. إنه الفرق بين دول المستقبل والسلم واحترام الحياة ورعاية المواطن، والدول التي تعيش في هلوسات الماضي ونزعات الشر والرغبة الشيطانية لتدمير الحياة والأحياء.