كتاب ومقالات

هيئة المعارض والمؤتمرات

بعض الحقيقة

عيسى الحليان

إقامة هيئة للمعارض والمؤتمرات خطوة هامة وموفقة قامت بها الحكومة، ليس على اعتبار أن كعكة المعارض والمؤتمرات جزء لا يستهان به من مكونات السياحة ومنظومتها الأساسية فحسب، وإنما لكون عملية الاستقطاب السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي أو العلمي عملية له نتائج أخرى غير مباشرة على البلاد، وليس أدل على ذلك من مؤتمر مستقبل الاستثمار الذي عقد في أكتوبر الماضي والذي أحدث حراكاً اقتصادياً تم من خلاله استقطاب رموز المال والأعمال وكان موضع اهتمام الدوائر السياسية والاقتصادية في العالم عندما شارك 150 متحدثاً يمثلون 140 مؤسسة دولية، بالإضافة إلى توقيع اتفاقيات مع 17 جهة عالمية.

فالعالم يعج اليوم بأجندة طويلة من المؤتمرات والمعارض الدولية والإقليمية لا تكاد تصدق، وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من اللعبة السياسية والاقتصادية في العالم، وبالتالي فإن المملكة تعد موئلاً مناسباً للاستقطاب الإقليمي والدولي، وتمتلك أوراق قوة دينية وسياسية واقتصادية ولوجستية تفوق الآخرين، ويمكن تجييرها لإنجاح هذه الصناعة الهامة وتعضيد منظومة السياحة الوطنية وتعزيزالانفتاح الاقتصادي، ولعل وجود الدكتور ماجد القصبي على رأس مجلس إدارة هذا الجهاز الذي يأتي مدججا بجملة من التجارب والخبرات منذ أن كان أميناً للغرفة التجارية الصناعية في جدة سوف يشكل انطلاقة قوية لبرنامج المعارض والمؤتمرات بعد أن قام سمو الأمير سلطان بن سلمان بإيجاد البنية التحتية للجهاز وأفلح في تأسيس البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات واستكمال قوامه الهيكلي والتنظيمي على أفضل الأسس والمرتكزات، ولو نظرت لهذه الصناعة من حولنا لوجدت أن نسبة الإشغال الفندقي في دبي على سبيل المثال تصل ما بين 90ــ 100% أيام المعارض والمؤتمرات مثل «جيتكس» و«سيتي سكيب» وغيرها؛ وفقا لرئيس مجموعة تايم للمعارض في دبي، وقس على ذلك حركة الطيران والتجارة المحلية وغيرها إذا علمنا بأن سياحة الأعمال تعرف بانها أكبر مكونات القطاع السياحي في معدل الإنفاق في المملكة.

لذا نتطلع في المملكة لتشكيل مجلس إدارة فاعل للهيئة وأن تصدر أجندتها السنوية على المستوى الإقليمي والدولي.