«الصبيحي» صوتنا الشامخ
أشواك
الخميس / 04 / جمادى الأولى / 1440 هـ الخميس 10 يناير 2019 01:43
عبده خال
عادة لا أرد على الاتصالات التي لا يوجد لصاحبها تسجيلا للرقم المتصل.. وإذا فعلت فإن صوت المتصل -إن كنت أعرفه- يوصلني إلى الشخصية المتصلة المباشرة..
وإزاء هذه الخاصية أراد أحد الزملاء إيهامي بأن لدي أذنا موسيقية، وهو وهم قد نفضته من زمن بعيد، فأنا أعرف بنفسي بأن عشرات الأغنيات لا أسترجع لحنها أو كلماتها إلا عندما يكون السمع مباشرا..
وإذ كنت أتحدث عن خاصية تذكر الأصوات المشبع بها، فقد يكون لهذه الخاصية منحى آخر..
في صبيحة أحد الأيام السابقة جاءتني مكالمة من تلفون ثابت، وما إن سمعت صوت المتصل حتى تراقصت أعماقي فرحا، كان صوتا متغلغلا في الوجدان، صوتا له فخامة اللقاء، والوصول إلى عمق الكلمة، وأي كلمة يتحدث بها تشعر أن الكائنات رقت وسعدت بسماعه، كان صوتا قد استرخى في وجداننا عبر زمن طويل، وتجذر من خلال بعض الأدعية التي كانت تبثها الإذاعة أو التلفزيون، ثم صحبنا في رحلاتنا الجوية بإلقاء دعاء السفر..
وعندما تسلل ذلك الصوت إلى مسامعي قلت لنفسي:
- أي صباح منعم لهذا الحد يطل علي؟
وفي محاولة لاستباق كلمات المتصل بالتعريف بنفسه، كنت الأكثر تقدما منه حين قلت مباشرة: الدكتور محمد الصبيحي.!
كان هو بذاك الشموخ المتعالي والرصانة الممتدة عبر مسيرته الإذاعية، والدماثة التي حملتها كل مخيلة عرفت هذا الرمز الوطني عبر أزمان وأزمان..
تعرفت على الدكتور محمد الصبيحي منذ طفولتي عبر الإذاعة والتلفاز، كان حضوره طاغيا يؤثث له بصوت لم يمر على أي وسيلة إعلامية بتلك الفخامة، وعرفته لاحقا عبر مناسبات كثيرة جمعتنا، وكلها مناسبات تبدأ وتنتهي داخل الصالات الفندقية أو في قباب المؤتمرات والندوات.. ولأن للدكتور سجلا حافلا من الحكايات والذكريات والمواقف تزاحمني رغبة أن أسمع له، أحيانا تمضي رغباتنا من غير أن ترسو على ميناء..
في ذلك الاتصال علمت بأن الدكتور محمد الصبيحي جمع ذكرياته وحكاياته ومشواره الإذاعي من خلال كتاب «رحلة الأيام وذكريات في الإعلام»، وكنت تواقا لأن أقتني هذا السجل من الذكريات التي يمكن لها رسم ما كان حادثا من خلال شخصية اطلعت على الكثير من الأحداث، كنت راغبا في قراءة الكتاب حتى إذا لم يشبعني السرد في مواقع حساسة يكون عذرا لي لأن استوثق من الدكتور الصبيحي من خلال دعوته -أو يدعوني إليه- لاستكمال ما أريد معرفته بصورة مكثفة..
تواعدنا بأن يتفضل علي الدكتور بإرسال الكتاب، وضاع الموعد بين العناوين التي لا توصل لشيء.. وفي أيام معرض الكتاب بجدة علمت بأنه سوف يقوم بالتوقيع على كتابه «رحلة الأيام وذكريات في الإعلام» فأضمرت النية للحضور حفل التوقيع، وحدث أنني غبت في سفر طارئ ولم أتمكن من الحصول على الكتاب..
وأردت معاودة الاتصال بالدكتور الصبيحي إلا أنه ليس لديه جوال بل يستخدم هاتف البيت، وأثناء اتصاله فات علي تسجيل رقم منزله، فبقيت بين رغبة الحصول على ذكريات الدكتور الصبيحي وبين تعثر الوصول إليه، إلا ان هذا لن يمنع من الحصول على الكتاب حتى لو ذهبت إلى منزله ولو حبواً.
وإزاء هذه الخاصية أراد أحد الزملاء إيهامي بأن لدي أذنا موسيقية، وهو وهم قد نفضته من زمن بعيد، فأنا أعرف بنفسي بأن عشرات الأغنيات لا أسترجع لحنها أو كلماتها إلا عندما يكون السمع مباشرا..
وإذ كنت أتحدث عن خاصية تذكر الأصوات المشبع بها، فقد يكون لهذه الخاصية منحى آخر..
في صبيحة أحد الأيام السابقة جاءتني مكالمة من تلفون ثابت، وما إن سمعت صوت المتصل حتى تراقصت أعماقي فرحا، كان صوتا متغلغلا في الوجدان، صوتا له فخامة اللقاء، والوصول إلى عمق الكلمة، وأي كلمة يتحدث بها تشعر أن الكائنات رقت وسعدت بسماعه، كان صوتا قد استرخى في وجداننا عبر زمن طويل، وتجذر من خلال بعض الأدعية التي كانت تبثها الإذاعة أو التلفزيون، ثم صحبنا في رحلاتنا الجوية بإلقاء دعاء السفر..
وعندما تسلل ذلك الصوت إلى مسامعي قلت لنفسي:
- أي صباح منعم لهذا الحد يطل علي؟
وفي محاولة لاستباق كلمات المتصل بالتعريف بنفسه، كنت الأكثر تقدما منه حين قلت مباشرة: الدكتور محمد الصبيحي.!
كان هو بذاك الشموخ المتعالي والرصانة الممتدة عبر مسيرته الإذاعية، والدماثة التي حملتها كل مخيلة عرفت هذا الرمز الوطني عبر أزمان وأزمان..
تعرفت على الدكتور محمد الصبيحي منذ طفولتي عبر الإذاعة والتلفاز، كان حضوره طاغيا يؤثث له بصوت لم يمر على أي وسيلة إعلامية بتلك الفخامة، وعرفته لاحقا عبر مناسبات كثيرة جمعتنا، وكلها مناسبات تبدأ وتنتهي داخل الصالات الفندقية أو في قباب المؤتمرات والندوات.. ولأن للدكتور سجلا حافلا من الحكايات والذكريات والمواقف تزاحمني رغبة أن أسمع له، أحيانا تمضي رغباتنا من غير أن ترسو على ميناء..
في ذلك الاتصال علمت بأن الدكتور محمد الصبيحي جمع ذكرياته وحكاياته ومشواره الإذاعي من خلال كتاب «رحلة الأيام وذكريات في الإعلام»، وكنت تواقا لأن أقتني هذا السجل من الذكريات التي يمكن لها رسم ما كان حادثا من خلال شخصية اطلعت على الكثير من الأحداث، كنت راغبا في قراءة الكتاب حتى إذا لم يشبعني السرد في مواقع حساسة يكون عذرا لي لأن استوثق من الدكتور الصبيحي من خلال دعوته -أو يدعوني إليه- لاستكمال ما أريد معرفته بصورة مكثفة..
تواعدنا بأن يتفضل علي الدكتور بإرسال الكتاب، وضاع الموعد بين العناوين التي لا توصل لشيء.. وفي أيام معرض الكتاب بجدة علمت بأنه سوف يقوم بالتوقيع على كتابه «رحلة الأيام وذكريات في الإعلام» فأضمرت النية للحضور حفل التوقيع، وحدث أنني غبت في سفر طارئ ولم أتمكن من الحصول على الكتاب..
وأردت معاودة الاتصال بالدكتور الصبيحي إلا أنه ليس لديه جوال بل يستخدم هاتف البيت، وأثناء اتصاله فات علي تسجيل رقم منزله، فبقيت بين رغبة الحصول على ذكريات الدكتور الصبيحي وبين تعثر الوصول إليه، إلا ان هذا لن يمنع من الحصول على الكتاب حتى لو ذهبت إلى منزله ولو حبواً.