أخبار

على خطى «بريكست».. هل تلجأ ألمانيا إلى «ديكست» لمغادرة الاتحاد الأوروبي؟

European and German flag

أ. ف. ب (رييسا/ألمانيا)

يستعد اليمين القومي الألماني لخرق محرمات أخرى في البلاد خلال مؤتمر يفتتحه اليوم (الجمعة) عبر القيام بحملة حول مسألة الخروج من الاتحاد الأوروبي وذلك قبل أيام من تصويت حاسم للبرلمان البريطاني حول «بريكست».

ويرتقب أن يبحث أعضاء حزب البديل من أجل ألمانيا هذه المسألة خلال اجتماعهم الذي يبدأ ظهر الجمعة ويستمر حتى الاثنين في رييسا في مقاطعة ساكسونيا، أحد معاقله الانتخابية.

وهدف المؤتمر هو وضع إستراتيجية استعدادا للانتخابات الأوروبية المرتقبة في أواخر مايو.

وبعدما حقق نجاحات متتالية منذ ثلاث سنوات في عمليات اقتراع بسبب مواقفه المناهضة للمهاجرين إلى حد أنه أصبح في 2017 أبرز حزب معارضة رئيسي في مجلس النواب في مواجهة المحافظين بزعامة المستشارة انغيلا ميركل والاجتماعيين الديموقراطيين، يعود حزب البديل من أجل ألمانيا إلى خطابه الأساسي.

فالحركة التي ظهرت في 2013 عرفت منذ البداية برفضها اليورو في ألمانيا. لكن بالنسبة لمسألة الخروج من الاتحاد الأوروبي فإن الأعضاء لا يزالون مترددين بالمضي بعيدا فيها في مواجهة رأي عام ألماني مؤيد بغالبيته لأوروبا.

مشروع البرنامج الانتخابي الواقع في 58 صفحة والذي سيعرض على التصويت بحلول الاثنين يتهم الاتحاد الأوروبي بأنه «أصبح هيكلية غير ديموقراطية صممها بيروقراطيون لا يتحلون بكثير من الشفافية ولا يخضعون لمراقبة».

ويطلب إدخال إصلاحات عميقة بحلول العام 2024 اي مع انتهاء الولاية البرلمانية الأوروبية القادمة، محذرا من أنه في حال لم يتم ذلك «فسيكون من الضروري انسحاب ألمانيا أو القيام بحل منسق للاتحاد الأوروبي». وهذا السيناريو أطلق عليه اسم «ديكسيت» بالألمانية في إشارة إلى دويتشلاند.

واعتبر المؤرخ والخبير السياسي كلاوس-بيتر سيك أن «حزب البديل من أجل ألمانيا يحاول إحياء موقف وطني-ألماني» في النقاش.

وقال إن «حزب البديل من أجل ألمانيا يجري اختبارا حتى في داخل صفوف الحزب لمعرفة مدى أين يمكن وضع موقفه، وأيضا لجس نبض قاعدته الناخبة ومعرفة الى أي حد يمكن أن تذهب في هذه المسألة» مضيفا أن «الانتخابات الأوروبية ليست مهمة جدا للحزب الذي يركز فعلا على الانتخابات المحلية والعامة».

وأصبح «البديل من أجل ألمانيا» أكبر حزب معارضة بعد فوزه بنسبة 13% في الانتخابات عام 2017 مستفيدا من موجة الغضب التي عمت البلاد إثر قرار المستشارة الألمانية فتح أبواب ألمانيا أمام المهاجرين في 2015.

لكن مشروع البرنامج الانتخابي للحزب لايزال يثير انقسامات داحل الحزب ومن غير الواضح ما إذا كان سيعتمد بصيغته الحالية.

وأبرز المرشحين عن حزب البديل من أجل ألمانيا لانتخابات مايو هو يورغ موتين النائب الأوروبي وزعيم المعتدلين في الحزب يقترح استبدال المهلة المحددة لخروج ألمانيا في غضون خمس سنوات في حال عدم اعتماد الإصلاحات المطلوبة في الاتحاد الأوروبي، كما ورد في مشروع برنامج الحزب، صيغة مبهمة أكثر تتحدث عن «مهلة منطقية».

ويأتي هذا المؤتمر قبل تصويت النواب البريطانيين في 15 يناير على مشروع اتفاق «بريكست» الذي تم التفاوض حوله بين لندن والاتحاد الأوروبي، وفي حال رفض النص ستتجه بريطانيا إلى خروج من دون اتفاق مع بروكسل.

وتاريخ ألمانيا ما بعد الحرب يبقى مرتبطا إلى حد كبير بالبنية الأوروبية التي لطالما شكلت هوية وطنية بديلة في بلد وصم بالعار بعد هجمية النازيين.

ولا يزال الألمان بين الأكثر تأييدا للاتحاد الأوروبي حيث يقول 51% منهم إنهم «يثقون» بهذا التكتل وذلك في استطلاع أجراه البرلمان الأوروبي في نوفمبر 2018 في ارتفاع بتسع نقاط عن معدل مستوى التأييد الأوروبي. وهو أعلى أيضا بـ23 نقطة مقارنة عما كان عليه هذا الرقم في 2015.

والتشكيك بالاتحاد الأوروبي الذي كان يعتبر سابقا من المحرمات، أو الخوف من أوروبا، لم يعد كذلك منذ ظهور حزب البديل من أجل ألمانيا.

ويدعو برنامجه أيضا إلى جانب العودة إلى اعتماد العملة الوطنية، إلى إعادة النظر بالسياسة الزراعية المشتركة.

وعبر تطرقه بحذر إلى طرح الخروج من الاتحاد الأوروبي يفتح حزب البديل من أجل ألمانيا جبهة سياسية في البلاد بعد مسألة الهجرة فيما يسعى الحزب إلى استجماع قواه مرة ثانية إثر قرار المستشارة الألمانية مغادرة السلطة في 2021 والتي كانت حتى الآن هدفه الرئيسي.

ويأتي مؤتمر الحزب أيضا في وقت حساس للحزب الذي سجلت نسبة تأييده جمودا عند 15% ولا يزال منقسما بين تيار متطرف جدا وفي بعض الأحيان قريب من جناح النازيين الجدد، وتيار أكثر اعتدالا.