ثقافة وفن

الحركة التشكيلية السعودية تودع منيرة موصلي

منيرة موصلي

علي الرباعي (الباحة) okaz_online@

رحلت الفنانة التشكيلية منيرة أحمد موصلي عن الحياة أمس (الجمعة) عن عمر ناهز الـ64 عاماً، ودفنت في مقبرة الرويس بجدة، لتطوى صفحة من صفحات المؤسسات والرائدات للفن التشكيلي في المملكة.

وعرفت موصلي بريادة طبع بصمة الألوان الثائرة في لوحاتها واقتحامها بجرأة عالم التجريب عبر مخزون ثقافي ومعرفي يتماهى مع طبيعة التحولات وطموحات المرأة في تحقيق مراكز متقدمة في تنمية الوطن.

ولدت التشكيلية الراحلة ونشأت في بيئة حجازية وفي ظل أسرة منحتها مساحات كافية لتختار مسارات تتواءم مع قدراتها لتنطلق في فضاء الفن التشكيلي، مجندة بمعارف وعلوم وقراءات تضعها على قائمة التجربة الحداثية في المملكة.

وعدها الشاعر صالح الصالح رائدة من رائدات الحركة التشكيلية. وقال: «البقاء لذكراها العطرة، كانت مجدا في حياتها، وسوف تظل بعد مماتها مجدا». ويؤكد الصالح أن موصلي كانت «حقا مبدعة ملتزمة بإنسانيتها، ومثلها لا يغيب سوى بجسده».

ويرى الناقد فاروق يوسف أن ريادتها الفنية يمكن توثيقها من خلال وقائع عدة، من أبرزها معرضها المشترك مع زميلتها الفنانة صفية بن زقر الذي أقيم في مدرسة التربية الحديثة عام 1968، ومعرضها الشخصي الأول في جدة عام 1973.

ولفت إلى أنها عندما أقامت في الولايات المتحدة عرضت أعمالها في معرض مشترك عام 1976، وذلك بولاية كاليفورنيا. وأضاف، «موصلي ليست ظاهرة فنية فحسب، بل ظاهرة إنسانية سبقت زمنها».

وقال الكاتب زكي أبو السعود إن الحركة الفنية التشكيلية في السعودية بوفاة الفنانة منيرة خسرت إحدى روادها الأوائل المتميزات والمبدعات. وأضاف، «لقد كانت المرحومة منيرة فنانة تشكيلية طليعية، ممن امتلكن روحاً وطنية وفكراً نيراً وقدمت عطاء كبيراً في سبيل تنمية الحركة الفنية التشكيلية الفتية، خصوصا بين النساء».

وأشار إلى أن ثقافتها انعكست على إبداعاتها الفنية التي تمثلت في مشاعرها الوطنية وفكرها في مختلف القضايا الاجتماعية، ومن ضمنها قضية المرأة السعودية.

ولدت موصلي عام 1954 بمكة المكرمة. وبدأت رحلتها إلى خارج المملكة مبكرا حين درست في مدارس لبنانية، ثم انتقلت إلى القاهرة لإكمال دراستها الجامعية وتخرجت في كلية الفنون عام 1974. بعدها واصلت دراستها الفنية في الولايات المتحدة حتى عام 1979. وحين عودتها إلى بلدها عملت في شركة أرامكو لتقيم بعدها في البحرين فنانة متفرغة.

واختيرت موصلي عام 1994 للعمل أخصائية فنية في برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية.