كتاب ومقالات

أخضرنا والإحساس بالخوف

بعد السلام

سلطان الزايدي

بصراحة، حتى الآن لم يُختبر المنتخب السعودي المشارك حاليا في كأس آسيا؛ لأن المنتخبين الكوري الشمالي واللبناني لا يمكن أن يكونا مقياسا لقوة منتخبنا من الناحية الفنية، ليست نظرة تشاؤمية بقدر ما هو استشعار بصعوبة المرحلة القادمة التي من المفترض أن يعمل لها «بيتزي» ألف حساب، ومن يعتقد أن المنتخب السعودي يؤدي بكل قوة، ولا يوجد لديه جوانب ضعف فنية فهذا يبالغ في الفرح، ويرفع من سقف الطموح قبل أن نصل لمبتغانا.

يجب أن ندرك أن أخضرنا ما زال يعاني من بعض النواقص، ولعل من أهمها عدم وجود رأس حربة تقليدي ينهي أي هجمة، وحين نواجه المنتخبات الصعبة والأكثر تنظيما سنشعر بأهمية رأس الحربة التقليدي الذي يستطيع أن ينهي الهجمة.

كم أتمنى أن تنجح فلسفة «بيتزي» الفنية، ويكون كأس آسيا من نصيب أخضرنا، لكن واقع البطولة يعطي مؤشرا بأن بعض المنتخبات يصعب تجاوزها في ظل هذا الأسلوب الذي ينتهجه «بيتزي»، وخصوصا في الأدوار التي فيها إقصاء، فالتعويض حينها سيصبح مستحيلا؛ لذا من المهم أن يعيد «بيتزي» حساباته ويفكر جيدا قبل أن يدخل معترك الحسم، ولعل مباراة منتخبنا مع المنتخب القطري غدا ستكشف لـ«بيتزي» وللشارع الرياضي السعودي مدى جاهزية منتخبنا للمنافسة على كأس البطولة.

من الطبيعي أن نشعر بالخوف والتوتر، فالبطولة صعبة ومهمة، وأخضرنا قد دخل معتركها بدون الكثير من نجومه، وربما ليس الآن وقت العتب واللوم، بقدر ما هي كانت أمنية بمشاركة أهم نجوم الكرة السعودية الغائبين عن البطولة؛ ليقيني بأنهم كانوا سيشكلون إضافة قوية للمنتخب، ففي كل بطولات آسيا السابقة ومنذ عام 1984م والمنتخب السعودي من أهم المرشحين لهذه البطولة، وهذا ما يجعلنا نطمح إلى عمل أكبر؛ لذا قد تتلاشى مخاوفي بعد مباراة المنتخب القطري، وقد تزداد لو حدث الإخفاق «لا سمح الله»، ففي كرة القدم حين يكون منافسك ندا قويا لك ستكون الأرقام والإحصائيات أكثر دقة، وستظهر الأخطاء بشكل واضح، وستعمل على تداركها قبل فوات الأوان، لكن المنتخب اللبناني في المباراة السابقة لم يكن ندا قويا بالحجم الذي نستطيع من خلاله اكتشاف الأخطاء ومعالجتها قبل مباراة المنتخب القطري؛ لذلك وضعت المنتخب القطري المقياس الحقيقي لمدى قوة منتخبنا فنيا، فالفوز بالمركز الأول في المجموعة مطلب مهم، حتى تكون مواجهة الدور القادم أقل قوة من أن تقابل منتخبا فاز بالمركز الأول على مجموعته.

#تغريدة: أحيانا يكون الخوف عاملا إيجابيا يخدم نجاح العمل.

zaidi161@