صوت المواطن

منتزهات بريدة تجاور مصادر التلوث

السكان حمّلوا أمانة القصيم مسؤولية سوء اختيار مواقعها

حديقة الملك عبدالله تكتم أنفاس مرتاديها بسبب روائح الصرف.

عثمان الشلاش (بريدة) Othman_31@

رأى عدد من أهالي بريدة، أن أمانة القصيم لم توفق في اختيار مواقع الحدائق العامة والمنتزهات في مدينتهم، لافتين إلى أن غالبيتها شيدت جوار مرافق تصدّر لها الروائح الكريهة والحشرات، ما حرمهم من التردد عليها، معتبرين الخطأ الجسيم الذي وقعت فيه الأمانة، هدرا كبيرا للمال العام، بإنشاء مشاريع مكلفة لم يستفد منها المواطن.

واستدل الأهالي بموقع حديقة الملك عبدالله المتاخمة لمحطة المعالجة الأولى في بريدة، التي ما انفكت تصدّر للمتنزهين الروائح الكريهة والحشرات، بينما تعاني حدائق الهدية للعائلات والجراد والأرياف الغربية من متاخمة حظائر الماشية لها، التي تنفث روائح كريهة للمتنزهين، مشددين على فتح ملف التحقيق في المتسببين في اختيار المواقع غير المناسبة لكثير من الحدائق العامة ومرافق الترفيه.

وانتقد علي بن إبراهيم الحربي المعايير التي تتخذها أمانة القصيم في اختيار المواقع لإنشاء الحدائق العامة، مشيرا إلى أن غالبيتها تجاور أماكن تصدّر الروائح الكريهة والتلوث.

واعتبر إنشاء تلك المرافق الترفيهية في مواقع غير مناسبة هدرا للمال، خصوصا أنها تكلف الدولة الكثير وتشيد وفق إمكانات عالية، بيد أنه لا يستفاد منها في ظل مجاورتها مصادر تلوث.

واستشهد الحربي بحديقة الملك عبدالله على طريق الملك فهد، التي تطل على بريدة من جهة الشرق، إلا أن المتنزهين لا يطيقون المكوث فيها طويلا، في ظل انبعاث روائح كريهة من محطة المعالجة الواقعة شمال الحديقة، مشيرا إلى أن حديقتي الجراد والأرياف الغربية الواقعتين على الدائري الغربي تعانيان من انتشار حظائر الماشية العشوائية حولها.

وعد ذلك سوء تخطيط من قبل أمانة منطقة القصيم، مشددا على انتقاء مواقع المرافق الترفيهية بعناية، وأن تكون بعيدا عن مصادر التلوث والروائح الكريهة.

ورأى إبراهيم العقيل مجاورة غالبية الحدائق العامة في بريدة لمصادر التلوث مفارقة غريبة ومزعجة في الوقت ذاته، موضحا أن محطات المعالجة تجاور حديقة الملك عبدالله من الشمال، بينما يتاخم سوق الأنعام حديقة الهدية للعوائل، مبينا أن هناك حدائق تحيط بها حظائر الأغنام مثل الموجودة في طريق بريدة الطرفية (طريق أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها)، والروث يزكم أنوف مرتاديها.

وأشار أحمد بن سليمان المشيقح إلى أن فرحتهم بافتتاح منتزه الملك عبدالله لم تكتمل، بعد أن كشفت لهم الأيام تضرره بالروائح الكريهة المنبعثة من محطة معالجة المياه التابعة للمديرية العامة للمياه، إضافة لكثرة انتشار المستنقعات بالقرب من الحديقة، معتبرا ذلك خطأ جسيما في اختيار المواقع المناسبة للحدائق.

وأضاف: «ليس هذا هو الخطأ الوحيد، فحديقة الهدية تطل على سوق الأنعام وهذا سوء في التخطيط من قبل أمانة منطقة القصيم، التي كان الأجدر بها أن تختار مواقع المنتزهات العامة في مواقع صحية ومناسبة، يستنشق فيها المتنزهون هواء عليلا، وليس ملوثا بالروائح الكريهة».

وشكا أحمد بن إبراهيم العييري من الروائح الكريهة المنبعثة من محطات المعالجة، لتعكر أجواء المتنزهين في حديقة الملك عبدالله، التي تعد أكبر حديقة بريدة، لافتا إلى أن سوق الماشية يحدها من الجنوب، ومن الشمال محجر صحي تابع لمصلحة المياه، ومن الغرب مستنقع مياه.

وأكد أن المتنزهين في الحديقة دائما ما يصبحون عرضة لهجمات البعوض، فضلا عن أن أماكن الجلوس غير مريحة.

وبيّن أن حديقة الاستاد الرياضي وحديقة المنتزه، تعتبران الأفضل في بريدة، لكن جرى تقسيمهما واستثمارهما، وتحولتا مشروعين تجاريين، ولا تخلوان من البعوض أيضا، متذمرا من تحول منتزه الشمال إلى مخطط سكني وزع على المواطنين.

«المياه»: محطة المعالجة شيدت قبل الحديقة العامة

أوضح مدير إدارة العلاقات العامة المتحدث باسم المديرية العامة لخدمات المياه بمنطقة القصيم الزميل إبراهيم بن عثمان الركيان، أنه جرى إنشاء محطة المعالجة الأولى في بريدة وتشغيلها قبل إنشاء حديقة الملك عبدالله، مؤكدا أن المديرية العامة لخدمات المياه بالقصيم أنشأت محطات الصرف الصحي على أسس علمية متوافقة مع المعايير العالمية.

وذلك بتصميم أنظمة المعالجة على 3 مراحل متماشية مع أحدث أنظمة المعالجة (الثلاثية) على مستوى العالم.

وأشار إلى أن التحاليل التي تخضع لها المحطة أثبتت أن المياه المنتجة منها متوافقة مع المعايير الفنية والكيميائية والبيولوجية العالمية، لافتا إلى أن المحطة تتميز عن غيرها بوجود أنظمة مركبة لإزالة الروائح في جميع أنظمة وحدات المعالجة، مؤكدا أن المياه المتجمعة جوار محطة ضخ مياه الصرف بالنقع من جهة الشرق، ليست تابعة لمديرية المياه بالقصيم.