الأصل والصورة
بعض الحقيقة
الخميس / 11 / جمادى الأولى / 1440 هـ الخميس 17 يناير 2019 02:13
عيسى الحليان
كان في سريره بعد ظهر يوم دافئ قبل أن يمارس رياضته اليومية عندما اتصل عليه شخص في مكتب صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، رحمه الله، ليبلغه أن سموه يريد التحدث إليه وعندما فتح الخط معه قال له: إنك مرشح لإدارة الهيئة العليا للسياحة، ومن هذه المكالمة كُتب أول حرف في الفصل الأول من السيرة الذاتية للسياحة السعودية ولسمو الأمير سلطان بن سلمان في هذا المجال، حيث تم اختياره لاحقاً كأمين عام للهيئة من بين ثلاثة مرشحين.
أتمنى من كل مدير إدارة حكومية أن يقرأ كتاب «الخيال الممكن» لسمو الأمير سلطان بن سلمان، ليس دعاية للكتاب ولا لقطاع السياحة، ولكن لسببين أساسيين؛ الأول: لأن فيه ما يمكن لأي مسؤول الاستفادة من هذه التجربة الثرية وملابساتها الاجتماعية وبنائها المؤسسي والتي تختلف تماماً عن التجارب البيوقراطية الأخرى. الأمر الثاني: أنها تؤرخ للسياحة السعودية منذ تأسيسها وحتى هذه اللحظة بل وتختزل واحدة من أصعب التجارب الاجتماعية في بلادنا، ولكي لا نعتقد بأنه تم ترسية هذا القطاع اجتماعيا واقتصاديا بهذه السهولة. ولعل تدوين مثل هذه التجارب وكتابة السير الذاتية التي تؤرخ لقطاعات هامة أو مراحل زمنية في البناء السياسي والاجتماعي للوطن ثقافة غائبة ينبغي تكريسها، وفي اعتقادي أن الأمير سلطان من القلائل الذين دونوا مثل هذه التجربة بعناية رغم الحساسيات التي اكتنفت تدوينها، وربما كان هو والدكتور غازي القصيبي والمهندس علي النعيمي أبرز من دونوا هذه السير مع اختلاف المنهجية وطريقة التناول وطبيعة المهمة. وفي ظني أن أهمية هذا الكتاب لا تقتصر على ما حققته هذه التجربة من إنجازات من عدمه، فهذا حكم متروك للتاريخ وهو ما أكد عليه الأمير بنفسه في الكتاب، وإنما تكمن أهميته في نظري في الدروس والعبر التي تحمل في طياتها جملة من التحديات التي واجهتها وكيف تخارجت معها، إلى جانب التحديات الشخصية التي واجهت المؤلف في ترسيخ كيان كان ينظر إليه من قبل قطاع كبير من أبناء الوطن بأنه ترف يتعدى الحاجه الاجتماعية، بل والتشكيك أحيانا في دور ومهام هذا الجهاز طوال مراحل نموه، وبالتالي كان من أبرز مؤشرات هذه التجربة نجاحها في تلافي الصدام الاجتماعي في وقت كانت الأطروحات الأيديولوجية المستعرة في ذروة عنفوانها، ولم يكن التوقيت في صالح الهيئة في ذلك الوقت، لكن الهيئة رغم ذلك أثبتت قدرة على تخطي هذه التابوهات الاجتماعية وعدم القفز على عامل الزمن إلى أن أرست قطاعاً مسؤولاً اجتماعياً وقدمته في قالب مقبول وموثوق للمجتمع السعودي وبصورة تختلف عما شاب أو راود الذهنية (القلقة) آنذاك.
أتمنى من كل مدير إدارة حكومية أن يقرأ كتاب «الخيال الممكن» لسمو الأمير سلطان بن سلمان، ليس دعاية للكتاب ولا لقطاع السياحة، ولكن لسببين أساسيين؛ الأول: لأن فيه ما يمكن لأي مسؤول الاستفادة من هذه التجربة الثرية وملابساتها الاجتماعية وبنائها المؤسسي والتي تختلف تماماً عن التجارب البيوقراطية الأخرى. الأمر الثاني: أنها تؤرخ للسياحة السعودية منذ تأسيسها وحتى هذه اللحظة بل وتختزل واحدة من أصعب التجارب الاجتماعية في بلادنا، ولكي لا نعتقد بأنه تم ترسية هذا القطاع اجتماعيا واقتصاديا بهذه السهولة. ولعل تدوين مثل هذه التجارب وكتابة السير الذاتية التي تؤرخ لقطاعات هامة أو مراحل زمنية في البناء السياسي والاجتماعي للوطن ثقافة غائبة ينبغي تكريسها، وفي اعتقادي أن الأمير سلطان من القلائل الذين دونوا مثل هذه التجربة بعناية رغم الحساسيات التي اكتنفت تدوينها، وربما كان هو والدكتور غازي القصيبي والمهندس علي النعيمي أبرز من دونوا هذه السير مع اختلاف المنهجية وطريقة التناول وطبيعة المهمة. وفي ظني أن أهمية هذا الكتاب لا تقتصر على ما حققته هذه التجربة من إنجازات من عدمه، فهذا حكم متروك للتاريخ وهو ما أكد عليه الأمير بنفسه في الكتاب، وإنما تكمن أهميته في نظري في الدروس والعبر التي تحمل في طياتها جملة من التحديات التي واجهتها وكيف تخارجت معها، إلى جانب التحديات الشخصية التي واجهت المؤلف في ترسيخ كيان كان ينظر إليه من قبل قطاع كبير من أبناء الوطن بأنه ترف يتعدى الحاجه الاجتماعية، بل والتشكيك أحيانا في دور ومهام هذا الجهاز طوال مراحل نموه، وبالتالي كان من أبرز مؤشرات هذه التجربة نجاحها في تلافي الصدام الاجتماعي في وقت كانت الأطروحات الأيديولوجية المستعرة في ذروة عنفوانها، ولم يكن التوقيت في صالح الهيئة في ذلك الوقت، لكن الهيئة رغم ذلك أثبتت قدرة على تخطي هذه التابوهات الاجتماعية وعدم القفز على عامل الزمن إلى أن أرست قطاعاً مسؤولاً اجتماعياً وقدمته في قالب مقبول وموثوق للمجتمع السعودي وبصورة تختلف عما شاب أو راود الذهنية (القلقة) آنذاك.