ثقافة وفن

أبوابٌ مغلّقةٌ مثلُ صباحِها

ابراهيم الحسين

إبراهيم الحسينokaz_online@

* في هجاء صور الصباح

يضعون لك صورةَ وردٍ هو أبعد ما يكون عنك، وصور طاولاتٍ وفناجين، هي دائماً في غير اتِّجاهك، ولا ينسون وضْع صور مناديل وكأس عصير، لتحدِّق فيه فقط، وأبداً لا يهملون صورة الشرفة المطلَّة على صورة زرقة البحر الذي يمكن أن يجذبك موجه من عنقك، وتغرق فيه، يلقون أيضاً صورة هواء، يقولون لك، تنفَّسْه وأنت تترنَّح أمام هذه الصور. يكتبون، صباح الأمل عليها، لئلا تفكِّر في قلْب صورة الطاولة، ولئلا تركل صورة الفناجين وصورة كأس العصير الممتلئ، ولئلا يَؤُزَّك يأسُك، وتشتمَ جَدَّ جَدِّ الصور.

أنتظرُ صباحاً

كنت أنتظر صباحاً غير هذا، صباحاً واسعاً، أقدر أن أضع فيه بعض الذكريات، وأتخفف منها، أن أُحدِث فيه بحراً، أسبح فيه وأصير سمكةً حذرة، أن أمدَّ فيه شارعاً طويلاً، لا تنبت فيه، عربات دون توقُّع، أو ترتفع الجلبة فيه إلى حلقي، وكنت أتوقّع صباحاً عريضاً، ليس مثل هذا أبداً، يمكن للقهوة فيه، أن تبسط سُمرتها كما تشاء، ويمكن للفناجين أن تحدث، ولا يترتَّب على حدوثها، شرود شديد، وكنت أعدُّ نفسي لصباح، لا يشبه هذا في شيء، تقع فيه نظرتي على الأشياء، ولا ترتدُّ إليَّ، لأن أبوابها مغلَّقة، مثل صباحها؛

أكثر من هذا، كنت أحدس بصباح ليِّن، أستطيع إذا احتجت أن أبلَّله بدمعي، أليِّنه وأصنع منه وردة أو صديقاً أو ورقةً أكتب فيها، ما يعنُّ لي من رسائل طلَبِ غوث، أطويها أو أثنيها وقد أقطِّعها،

كنت أبسط كفي إلى آخرها، لصباحِِ، وليس لهذا الحجر.