العيسى: الاندماج الإيجابي للتنوع الوطني ليس خياراً.. بل ضرورة
المنتدى الدولي لـ«الرابطة» يدعو إلى التعايش وترسيخ مبادئ المواطنة المشتركة
الأحد / 14 / جمادى الأولى / 1440 هـ الاحد 20 يناير 2019 02:57
«عكاظ» (بوجمبورا) okaz_online@
دعا المنتدى الدولي الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي في العاصمة البوروندية بوجمبورا بعنوان: «التعددية الدينية والإثنية والتعايش الإيجابي»، تحت رعاية رئيس الجمهورية نكورونزيزا بيري، إلى تعزيز التعايش الإيجابي في المجتمعات من خلال ترسيخ مبادئ المواطنة المشتركة والشاملة، وتفعيل المشتركات والأولويات الوطنية والإنسانية، وتقوية روابطها، والمشاركة الفاعلة في تنمية الأوطان والنظر للمستقبل، وإشاعة روح المحبة والتسامح ونشر ثقافة التواصل والتعايش بين معتنقي الأديان، والتصدي لدعوات الكراهية والإقصاء، وتنسيق جهود الهيئات العامة والخاصة ذات الصلة بموضوع المنتدى لتعزيز روح التواصل المثمر بين أتباع الأديان والثقافات لتفعيل مبادئ المواطنة المشتركة والشاملة ببرامج عملية مستدامة تؤطرها الظرفية المكانية والسياقات الخاصة بكل دولة.
كما دعا المنتدى، الذي شهد مشاركة نخبة من القيادات الدينية والسياسية والاجتماعية من مختلف الأديان والأعراق والاتجاهات السياسية والفكرية المؤسسات العلمية والثقافية من القارة الأفريقية، رابطة العالم الإسلامي إلى التعاون مع الهيئات العامة والخاصة في أفريقيا في كل ما يدعم مشاريع التنمية والازدهار، وتوظيف وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الإعلام المختلفة لدعم التقارب الإيجابي بين الثقافات والحضارات، بما يخدم الأهداف المشتركة، وأن على المؤسسات الدينية والثقافية وعموم مؤسسات المجتمع المدني ذات الصلة دوراً كبيراً في هذا يُفترض أن يُسَجَّل باعتزاز وإشهار لِرُوَّاده كلما كانوا أسبق وأقوى تفاعلاً لخدمة تلك الأهداف الإنسانية عموماً والوطنية خصوصاً.
ونوه المشاركون في المنتدى بثقل رابطة العالم الإسلامي وتأثير حراكها العالمي الذي نقلها من رابطة تجَمُّع إسلامي إلى رابطة وئام وسلام عالمي. وكان النائب الأول لرئيس جمهورية بوروندي سنيدوم شيدانو قد افتتح فعاليات المنتدى بحضور الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، وأكد أهمية التعايش السلمي بين أبناء الوطن الواحد، مثمناً دور رابطة العالم الإسلامي المسهم بفاعلية في تعزيز هذا الأساس المهم في استقرار ونماء الشعوب والدول.
وقال شيدانو: المسلمون في بوروندي تحت الأسس القرآنية جعلوا من رسالتهم أن يعملوا للأمن والسلام عبر التاريخ منذ الحروب الماضية في بوروندي، إذ نجد أن هذه التعاليم الإسلامية هي التي كانت سبباً للمسلمين ليحافظوا على الأمن، وهذا المنتدى سيكون فرصة لتعزيز الأمن والابتعاد عن هذه الاشتباكات والحروب.
من جهته، أكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى في كلمته الافتتاحية، حرص الرابطة على مد جسور التواصل والتعاون مع الجميع لتحقيق أهدافنا الإنسانية المشتركة.
واستعرض العيسى عدداً من الموضوعات التي أكد أهميتها في الحوار الإنساني عموماً والوطني خصوصاً، مبيناً أنها أسس مهمة في إيجاد الثقة والتفاهم، وأنها تعطي الضمانة بعون الله على تحقيق الأهداف ولو برسم خططها العملية الصحيحة. وقال: «مهما اختلفنا فإننا نتحاور ونتفاهم ونتحابّ ويحترم بعضنا بعضاً، ونتسامح ونتعايش ونتعاون ونُدرك أن الاختلاف قَدَرٌ كوني، وأن هناك صواباً وخطأ، وأن الحقيقة تتجلى في ثمار الحوار المفعم بالأخوة والحياد ومحبة الخير للجميع».
وأضاف أن الخلاف في أصله مشهد إنساني معتاد يُشَكِّلُ غالباً مصدر تعارف وتقارب بل وثراء إنساني ومعرفي كبير ما لم تُغَيِّر طبيعتَهُ النقية ممارساتُ الكراهية. وأوضح الدكتور العيسى أن الاندماج الإيجابي لجميع التنوع الوطني ليس خياراً بل ضرورة ملحة لوئام الشعوب وسلام الدول، ويختلف العقلاء، لكن لا يفترقون، وإنما يتحاورون ويتسامحون، ويتبادلون حب الخير تجمعهم المشتركات بأهدافها الوطنية والإنسانية، مشيراً إلى أن لغة التفاهم والتسامح وحوار المشتركات والأولويات ركائزُ في حوار الوئام والسلام لخير العائلة الإنسانية والأسرة الوطنية.
كما ألقى وسيط الدولة أمين ديوان المظالم بجمهورية بوروندي إدوارد أندويمانا، كلمة عبر فيها عن شكره للأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الذي قبل الدعوة ونظم هذا المنتدى في بوروندي، وقال: هذه من القيم الإسلامية ومن أعظم قيم الإسلام، مشيراً إلى أن المسلمين في بوروندي هم زعماء التعايش والأمن والسلام.
ثم ألقى مفتي جمهورية بوروندي الشيخ صديق كاجندي كلمة أوضح فيها أن الإسلام بوصفه خاتم الأديان السماوية يواكب في حلوله الزمان والمكان، يسير في الحياة بمرونة تحقق المصالح النافعة للبشرية، مؤكداً أن الإسلام يُعنى بالوشائج والصلات التي يجب أن تربط بين أفراد المجتمع الواحد مهما اختلفت انتماءاتهم أو دياناتهم أو ألوانهم، طالما جمعهم وطنٌ واحد، ويمتد ذلك ليشمل البشرية جميعها بوصفها وحدة واحدة تعود إلى أصلٍ واحد، هذا هو الأساس الأول لمفهوم التسامح الذي يجب أن يسود بين البشرية في معاملاتهم وسلوكياتهم.
وبين كاجندي أن الإسلام يُقر بالتعددية والحريّة الدينية بوصفها أُسُساً للخلق الذي يجب أن يجعل التعامل بين الناس طبيعيةً يحكُمها العدل والمساواة والشعور الإنساني، وهذا يُسهم بلا شك في القضاء على النزاعات العصبية والأفكار المتطرفة التي يمكن أن تُؤدي بالمجتمعات إلى التفرقة والتنازع وهذا مالا يرضاه لنا ربُنا.
ودعا الشيخ كاجندي إلى تنظيم مثل هذه المنتديات التي تحث على التسامح والتراحم والتعايش، وتدعو إلى الإيثار والمساواة والعدل وتفعيل مبدأ الاحترام المتبادل من أجل تقوية السِلم ونشر الأمن والمحبة والتعارف الذي هو المقصد الإلهي من تنوع الناس كما توضحه الآية الكريمة من سورةِ الحُجُرات (يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائلَ لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم إنّ الله عليمٌ خبير).
وأشار مفتي بوروندي إلى أن هذه المعاني العظيمة الجليلة تحتاج إلي من يُحسن تبليغها بالأسلوب المناسب والكلمة الطيبة النافذة إلى القلوب والعقول. وفي الختام، ألقى عميد كلية اللغات الأجنبية بجامعة زنجبار في تنزانيا الدكتور عيسى الحاج زيدي كلمة المشاركين بيّن فيها أن الولاء للأديان والعرقيات على تعددها وتنوعها يجعل الجميع يتأمل في المشتركات الكثيرة التي تجمع وتؤلف بيننا، فمن ذلك على سبيل المثال: القيم الأخلاقية والإنسانية، والانتماء للأوطان، والإسهام معاً في عمارتها ونهضتها بالتعاون مع كافة الأفراد على تنوع مشاربهم ومذاهبهم بعيداً عن الحزبية والطائفية الضيقة. ووجه الدكتور الحاج زيدي دعوةً صريحةً للجميع إلى تعزيز التعايش الإيجابي في المجتمعات بالقول والعمل، والاجتماع يداً واحدةً على عمارة الأوطان، وبناء المستقبل، وتقوية الروابط الإنسانية والحضارية. وأثنى على جهود رابطة العالم الإسلامي، في سعيها الدؤوب، وجهدها المستمر في مد جسور التعاون المشترك بين الجميع، ونشر ثقافة السلام والوئام بين الناس كافة.
كما دعا المنتدى، الذي شهد مشاركة نخبة من القيادات الدينية والسياسية والاجتماعية من مختلف الأديان والأعراق والاتجاهات السياسية والفكرية المؤسسات العلمية والثقافية من القارة الأفريقية، رابطة العالم الإسلامي إلى التعاون مع الهيئات العامة والخاصة في أفريقيا في كل ما يدعم مشاريع التنمية والازدهار، وتوظيف وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الإعلام المختلفة لدعم التقارب الإيجابي بين الثقافات والحضارات، بما يخدم الأهداف المشتركة، وأن على المؤسسات الدينية والثقافية وعموم مؤسسات المجتمع المدني ذات الصلة دوراً كبيراً في هذا يُفترض أن يُسَجَّل باعتزاز وإشهار لِرُوَّاده كلما كانوا أسبق وأقوى تفاعلاً لخدمة تلك الأهداف الإنسانية عموماً والوطنية خصوصاً.
ونوه المشاركون في المنتدى بثقل رابطة العالم الإسلامي وتأثير حراكها العالمي الذي نقلها من رابطة تجَمُّع إسلامي إلى رابطة وئام وسلام عالمي. وكان النائب الأول لرئيس جمهورية بوروندي سنيدوم شيدانو قد افتتح فعاليات المنتدى بحضور الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، وأكد أهمية التعايش السلمي بين أبناء الوطن الواحد، مثمناً دور رابطة العالم الإسلامي المسهم بفاعلية في تعزيز هذا الأساس المهم في استقرار ونماء الشعوب والدول.
وقال شيدانو: المسلمون في بوروندي تحت الأسس القرآنية جعلوا من رسالتهم أن يعملوا للأمن والسلام عبر التاريخ منذ الحروب الماضية في بوروندي، إذ نجد أن هذه التعاليم الإسلامية هي التي كانت سبباً للمسلمين ليحافظوا على الأمن، وهذا المنتدى سيكون فرصة لتعزيز الأمن والابتعاد عن هذه الاشتباكات والحروب.
من جهته، أكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى في كلمته الافتتاحية، حرص الرابطة على مد جسور التواصل والتعاون مع الجميع لتحقيق أهدافنا الإنسانية المشتركة.
واستعرض العيسى عدداً من الموضوعات التي أكد أهميتها في الحوار الإنساني عموماً والوطني خصوصاً، مبيناً أنها أسس مهمة في إيجاد الثقة والتفاهم، وأنها تعطي الضمانة بعون الله على تحقيق الأهداف ولو برسم خططها العملية الصحيحة. وقال: «مهما اختلفنا فإننا نتحاور ونتفاهم ونتحابّ ويحترم بعضنا بعضاً، ونتسامح ونتعايش ونتعاون ونُدرك أن الاختلاف قَدَرٌ كوني، وأن هناك صواباً وخطأ، وأن الحقيقة تتجلى في ثمار الحوار المفعم بالأخوة والحياد ومحبة الخير للجميع».
وأضاف أن الخلاف في أصله مشهد إنساني معتاد يُشَكِّلُ غالباً مصدر تعارف وتقارب بل وثراء إنساني ومعرفي كبير ما لم تُغَيِّر طبيعتَهُ النقية ممارساتُ الكراهية. وأوضح الدكتور العيسى أن الاندماج الإيجابي لجميع التنوع الوطني ليس خياراً بل ضرورة ملحة لوئام الشعوب وسلام الدول، ويختلف العقلاء، لكن لا يفترقون، وإنما يتحاورون ويتسامحون، ويتبادلون حب الخير تجمعهم المشتركات بأهدافها الوطنية والإنسانية، مشيراً إلى أن لغة التفاهم والتسامح وحوار المشتركات والأولويات ركائزُ في حوار الوئام والسلام لخير العائلة الإنسانية والأسرة الوطنية.
كما ألقى وسيط الدولة أمين ديوان المظالم بجمهورية بوروندي إدوارد أندويمانا، كلمة عبر فيها عن شكره للأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الذي قبل الدعوة ونظم هذا المنتدى في بوروندي، وقال: هذه من القيم الإسلامية ومن أعظم قيم الإسلام، مشيراً إلى أن المسلمين في بوروندي هم زعماء التعايش والأمن والسلام.
ثم ألقى مفتي جمهورية بوروندي الشيخ صديق كاجندي كلمة أوضح فيها أن الإسلام بوصفه خاتم الأديان السماوية يواكب في حلوله الزمان والمكان، يسير في الحياة بمرونة تحقق المصالح النافعة للبشرية، مؤكداً أن الإسلام يُعنى بالوشائج والصلات التي يجب أن تربط بين أفراد المجتمع الواحد مهما اختلفت انتماءاتهم أو دياناتهم أو ألوانهم، طالما جمعهم وطنٌ واحد، ويمتد ذلك ليشمل البشرية جميعها بوصفها وحدة واحدة تعود إلى أصلٍ واحد، هذا هو الأساس الأول لمفهوم التسامح الذي يجب أن يسود بين البشرية في معاملاتهم وسلوكياتهم.
وبين كاجندي أن الإسلام يُقر بالتعددية والحريّة الدينية بوصفها أُسُساً للخلق الذي يجب أن يجعل التعامل بين الناس طبيعيةً يحكُمها العدل والمساواة والشعور الإنساني، وهذا يُسهم بلا شك في القضاء على النزاعات العصبية والأفكار المتطرفة التي يمكن أن تُؤدي بالمجتمعات إلى التفرقة والتنازع وهذا مالا يرضاه لنا ربُنا.
ودعا الشيخ كاجندي إلى تنظيم مثل هذه المنتديات التي تحث على التسامح والتراحم والتعايش، وتدعو إلى الإيثار والمساواة والعدل وتفعيل مبدأ الاحترام المتبادل من أجل تقوية السِلم ونشر الأمن والمحبة والتعارف الذي هو المقصد الإلهي من تنوع الناس كما توضحه الآية الكريمة من سورةِ الحُجُرات (يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائلَ لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم إنّ الله عليمٌ خبير).
وأشار مفتي بوروندي إلى أن هذه المعاني العظيمة الجليلة تحتاج إلي من يُحسن تبليغها بالأسلوب المناسب والكلمة الطيبة النافذة إلى القلوب والعقول. وفي الختام، ألقى عميد كلية اللغات الأجنبية بجامعة زنجبار في تنزانيا الدكتور عيسى الحاج زيدي كلمة المشاركين بيّن فيها أن الولاء للأديان والعرقيات على تعددها وتنوعها يجعل الجميع يتأمل في المشتركات الكثيرة التي تجمع وتؤلف بيننا، فمن ذلك على سبيل المثال: القيم الأخلاقية والإنسانية، والانتماء للأوطان، والإسهام معاً في عمارتها ونهضتها بالتعاون مع كافة الأفراد على تنوع مشاربهم ومذاهبهم بعيداً عن الحزبية والطائفية الضيقة. ووجه الدكتور الحاج زيدي دعوةً صريحةً للجميع إلى تعزيز التعايش الإيجابي في المجتمعات بالقول والعمل، والاجتماع يداً واحدةً على عمارة الأوطان، وبناء المستقبل، وتقوية الروابط الإنسانية والحضارية. وأثنى على جهود رابطة العالم الإسلامي، في سعيها الدؤوب، وجهدها المستمر في مد جسور التعاون المشترك بين الجميع، ونشر ثقافة السلام والوئام بين الناس كافة.