كتاب ومقالات

حتى على «مُلْكي» لا أخلو من الحسد

إبراهيم عقيلي

يمر الأهلي الآن بمنعطف تاريخي، وتحول كبير في مسيرته الكروية، فبعد أعوام من الاستقرار الداخلي، تهتز أركان الكيان والتي نخشى عليها من التصدعات، فالحالة التي يمر بها تشبه كثيرا بدايات بعض الأندية الأخرى والتي انتهى بها الحال إلى حد الهاوية.

وكأن سيناريو الموت يستنسخه القدر، يتراجع الكبار، ويترك العقلاء المكان، ويبقى الكيان وحيدا يصارع رياح التغيير بمفرده، وثمة عاشقون صغار يحاولون سد الفراغ، إلى أن تشعر الجماهير بالألم حتى يعلو الصراخ، فتحل الكارثة.

ومن يتوفى دماغيا لا يعود للحياة، ليتجرع مرارة أمل العودة للحياة، ولا يعود.

كارثة الأهلي عانتها الجماهير منذ أن منعوا من أهزوجتهم ومجدهم الكبير، في محاولات لتحجيمه، لكن ذلك أقل مرارة من أن يعبث به أهل بيته، ويقسو عليه من انتسب إليه، ليقفوا من أجل الأنا، يعيثون في الكيان، ويعبثون.

نكتب اليوم لأن التاريخ يشهد، نكتب بعد أن سمعنا حديث رئيسه عبدالله بترجي في إحدى القنوات الفضائية، وهو يحاول ويصارع من أجل البقاء، ورغم جمال الكلام ونظرة التفاؤل التي تملأ عباراته، إلا أن الشق أكبر من الرقعة، فالمشكلة ليست مدربا فقط، والقضية ليست لاعبا أو اثنين، والكارثة ليست بعودة آخرين، وكل تلك القضايا هي مجرد تفاصيل صغيرة لمشكلات مستعصية لا تنبئ بخير.

يحاول الشاب عبدالله بترجي في منعطف خطير، ونتمنى أن يقود الركب إلى جزء من الأمان، ولكن هذه ليست القضية يا عزيزي، فالكارثة كبيرة، والمصير مجهول.

والسؤال الذي يرهقنا الآن جميعا، الأهلي إلى أين؟ بعد أن بقي المكان خاويا، ولم نجد للكيان نصيرا، فأعضاء الشرف الذين حضروا لاجتماع الإدارة لم نر منهم سوى ثلاثة قدموا للأهلي بخجل، وغادروا لنقول للرئيس، أين البقية؟.

أجزم بأن الشق أكبر من الرقعة، وأن معجزة لا بد أن تحل على الأهلي لتخرجه من عنق الزجاجة، وإلا سيتحدث الجيل القادم عن نادٍ كان هنا يوما ما، وكانت بطولاته تملأ الأماكن، إلى أن حلت عليه الكارثة، وتحولت ملكيته إلى قوم لا يعرفون قدره.

فاصلة:

ألا ليت النصيب يصيبه، فيصيبني

فتصيبنا عدوى النصيب فنلتقي