كندا والاتجار برهف!
السبت / 20 / جمادى الأولى / 1440 هـ السبت 26 يناير 2019 03:17
طارق البوعينين Tariq1712@hotmail.com
هل من المعقول كل من تعرض للعنف أو أي تعامل غير إنساني يلجأ للخارج كحل أمثل لما يعانيه؟ هل فعلاً بكل هذه السهولة، بإمكان الفرد أن يتجرد من هذه اللحمة الأسرية والاجتماعية والوطنية وأن يكون في أحضان الغرب مكرماً معززاً؟ لماذا يستدرجون تلك الفئة من الشباب والشابات المراهقين والذين يتوقع منهم عدم الوعي الكامل بمجريات الحياة ممن يسهل تسييسهم وتجنيدهم؟ ليست المرة الأولى ولا أجزم أن تكون الأخيرة، حينما نرى مثل هذه الممارسات الشاذة - الهروب من الوطن - من بعض أبناء وبنات الوطن، ما دام هناك من الدول والساسة من يحاول اقتناص الفرص والتحريض عليها. لا نعلم بالضبط تفاصيل حادثة القنون، ولا أجد مبرراً في سرعة الإجراءات المتخذة من قبل السلطات التايلاندية وترحيلها، إلا أنهم قد يرون أنه شر وجب التخلص منه، نتيجة الحملة الإعلامية الهوجاء. وأما كندا تلك الدولة الشانئة فإنها بلا شك فرصة وقد جاءتها على طبق من ذهب، حيث دست أنفها في الموضوع وعرضت اللجوء، بينما كان من المقرر أن يتم ترحيل القنون إلى أستراليا كما زعمت السلطات التايلاندية، فمن الواضح أن حنقها على السعودية لم يفتر، ولم تزل حادثة الردع السيادي في أذهان الكنديين باقية، وأما ما يهم ويعنينا هو الصعيد الداخلي، فإن أبناء وبنات المملكة لا تنطلي عليهم مثل هذه الادعاءات ولا التزوير في الحقائق والأخبار، وأن ما قد تبرره القنون، لا يعدو سوى حالة من آحاد الحالات التي قد تمر على أفرادٍ كُثر في شتى أنحاء العالم ومنها كندا، وأن ما يجب معرفته أن لكل دولة إجراءاتها التي تكفل لمواطنيها حفظ كرامتهم وحقوقهم حتى من أقرب الناس كالوالدين أو الإخوان. إن ما يدعو للعجب كيف أنها استقبلت استقبال الأبطال بالورود والأحضان، بل وكأنها لم تخلف وراءها من الألم والأسى لوالديها وأسرتها ومجتمعها شيئاً، كم هو مؤلم أن تتكشف للقنون الحقائق ولكن بعد أن تكون خسرت الكثير، وتعلم أن تلك «الهيلمة» التي رأتها ما هي إلا سحابة صيف، فمثل هذه الدول إن لم ترَ فيها جدوى مستقبلاً، فأنا أجزم أننا لن نسمع من أخبارها شيئاً وأن الإعلام سيغض الطرف عنها وستكون نسياً منسياً، وحين ينساها العالم أزف لها تلك البشارة أن وطنها سيبقى وفياً لها ولن ينساها، فالمملكة كما أنها لا تفرط بجزء من كيانها فكذلك لن تفرط في أبنائها.