سكرتير سعيد يقيّم أداء سعيد!
الأحد / 21 / جمادى الأولى / 1440 هـ الاحد 27 يناير 2019 01:42
هاني الظاهري
في الوقت الذي تسير فيه السعودية بسرعة مذهلة نحو المستقبل مستقلة قطار رؤية 2030، وفي خضم ورشة العمل الكبرى التي تشهدها البلاد لتطوير أداء أجهزة القطاع الحكومي تبرز الحاجة لمواكبة هذه السرعة من قبل مراكز ومؤسسات احترافية للاستفتاءات واستطلاعات الرأي التي قد يشكل غيابها تأخرا في وصول بعض الأجهزة إلى الأهداف المرسومة لها، خصوصا وأن مكاتب تحقيق الرؤية في أجهزة القطاع العام حاليا تابعة لنفس الأجهزة ويشرف عليها من يشرف على الجهاز نفسه أي بمعنى أوضح «سكرتير سعيد يقيم أداء سعيد»، وهذا برأيي أمر يحتاج إلى معالجة سريعة عبر ربط هذه المكاتب مباشرة بمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية وتحويلها إلى وحدات رقابية حقيقية داخل كل جهاز حكومي بجانب ضرورة تعاقدها مع عدد من مراكز الاستفتاءات واستطلاعات الرأي التي ترصد آراء المستفيدين ومدى التزام الجهاز بتحقيق أهدافه، بحيث تقدم مكاتب تحقيق الرؤية تقارير شهرية لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية تتضمن نتائج تلك الاستطلاعات وتحدد مكامن الخلل وتضع توصياتها بناء على ذلك.
المشكلة أن قطاع صناعة الاستفتاءات واستطلاعات الرأي في السعودية ضعيف وربما غائب بشكل كبير عن المشهد، ولا يتواكب فعليا مع زخم التحديث والتطوير الذي تشهده البلاد، على عكس ما نشاهده في أوروبا والولايات المتحدة على سبيل المثال، فمراكز الاستطلاعات هناك هي النجم الأول في وسائل الإعلام بشكل عام، إذ اعتادت أن تلاحق كل صغيرة وكبيرة في الفضاء الاقتصادي والاجتماعي وقبل ذلك السياسي، وتقدم نتائجها بشكل سري للمسؤول، أو بشكل علني للجمهور لخدمة صورتها وتسويق دراساتها وهو الأمر الذي يلزمها بالموضوعية والحرص على سلامة استطلاعاتها من أي شائبة.
لو حصل أي شخص في العالم على رقم هاتف أمريكي جديد فسيتلقى على الأرجح خلال شهر واحد عدة اتصالات من مراكز استطلاعات الرأي الهاتفي التي تسأله عن قضية ما أو خدمة معينة، هذا أمر طبيعي جدا في حياة الأمريكيين، فثقافة الاستفتاءات الهاتفية قديمة جدا لديهم قدم الهاتف نفسه.
إجمالا يجب أن نعترف بأن هناك حاجة كبيرة وماسة لدعم قطاع صناعة الاستفتاءات واستطلاعات الرأي في بلادنا وتنميته، باعتباره يقوم على صناعة مهنية مستقلة عن قطاع مكاتب ومراكز الدراسات والبحوث، فدور مراكز الاستطلاعات تنفيذي ومسحي ميداني من شأنه أن يقدم مادة خام لمراكز الأبحاث والدراسات لتستفيد منها، لكننا للأسف ندمج بين الاثنين ونعتبرهما صناعة واحدة وهذا برأيي سبب ضعف ثقافة استطلاعات الرأي لدينا وسبب عدم الاستفادة العملية منها، فهل حان الوقت لأن نلتفت لذلك؟
* كاتب سعودي
Hani_DH@
gm@mem-sa.com
المشكلة أن قطاع صناعة الاستفتاءات واستطلاعات الرأي في السعودية ضعيف وربما غائب بشكل كبير عن المشهد، ولا يتواكب فعليا مع زخم التحديث والتطوير الذي تشهده البلاد، على عكس ما نشاهده في أوروبا والولايات المتحدة على سبيل المثال، فمراكز الاستطلاعات هناك هي النجم الأول في وسائل الإعلام بشكل عام، إذ اعتادت أن تلاحق كل صغيرة وكبيرة في الفضاء الاقتصادي والاجتماعي وقبل ذلك السياسي، وتقدم نتائجها بشكل سري للمسؤول، أو بشكل علني للجمهور لخدمة صورتها وتسويق دراساتها وهو الأمر الذي يلزمها بالموضوعية والحرص على سلامة استطلاعاتها من أي شائبة.
لو حصل أي شخص في العالم على رقم هاتف أمريكي جديد فسيتلقى على الأرجح خلال شهر واحد عدة اتصالات من مراكز استطلاعات الرأي الهاتفي التي تسأله عن قضية ما أو خدمة معينة، هذا أمر طبيعي جدا في حياة الأمريكيين، فثقافة الاستفتاءات الهاتفية قديمة جدا لديهم قدم الهاتف نفسه.
إجمالا يجب أن نعترف بأن هناك حاجة كبيرة وماسة لدعم قطاع صناعة الاستفتاءات واستطلاعات الرأي في بلادنا وتنميته، باعتباره يقوم على صناعة مهنية مستقلة عن قطاع مكاتب ومراكز الدراسات والبحوث، فدور مراكز الاستطلاعات تنفيذي ومسحي ميداني من شأنه أن يقدم مادة خام لمراكز الأبحاث والدراسات لتستفيد منها، لكننا للأسف ندمج بين الاثنين ونعتبرهما صناعة واحدة وهذا برأيي سبب ضعف ثقافة استطلاعات الرأي لدينا وسبب عدم الاستفادة العملية منها، فهل حان الوقت لأن نلتفت لذلك؟
* كاتب سعودي
Hani_DH@
gm@mem-sa.com