أنا لستُ روبوتا
شرفات
الثلاثاء / 24 / جمادى الأولى / 1440 هـ الأربعاء 30 يناير 2019 00:42
مي خالد
كم مرة حدث لك هذا الموقف؟
تفتح إحدى صفحات النت المعتاد على تصفحها. لكن الشبكة العنكبوتية لاحظت حركات غير اعتيادية من حسابك لذا شكت في آدميتك وطلبت منك أن تجيب عن بعض الأسئلة كي تثبت أنك لست روبوتا!.
كل مرة تعرضتُ فيها لهذا الموقف كنت أشعر بلذة النجاح في إثبات أني إنسان متفوق وأعرف الإجابات التي لن يعرفها الروبوت. لكن سرعان ما تزول فرحتي بالانتصار الوهمي ويحل محلها قلق وجودي كبير. وسؤال مخيف هو: كيف يمكننا أن نستعد لغزو الذكاء الصناعي لحياتنا السريعة أصلا.
على الرغم من أن الذكاء الصناعي هو موضوع ساخن في العقود الأخيرة، إلا أن قليلا من النقاش يدور حول فراغ حياتنا بعد دخول الروبوت لها: من أولى السيارات ذاتية القيادة، إلى المصابيح التي تضيء وتطفئ بمجرد أن تستشعر وجودك في المكان دون حاجة لضغط إصبعك على زر التشغيل!.
كيف من الممكن أن تكون إنسانا داخل هذه اللوحة التكنولوجية. معلقّا هناك من مشنقتك الأنيقة تراقب أجهزتك الذكية.
العلوم الحديثة قادرة على تفسير وجودنا الخارجي، وتحليل دواخل النفسية البشرية، ولكن التقدم المتسارع في الذكاء الصناعي يجب أن يطرح على العلوم بحثا عاجلا عن معنى كونك إنسانا ولست روبوتا.
إذا كان كبار علماء العصر الحديث يشعرون بالقلق من إحلال الذكاء الصناعي محل الحكمة البشرية فلم لانقلق نحن؟
في حوار إذاعي قال ستيفن هوكينج مرة «إن تطوير الذكاء الصناعي الكامل يمكن أن يؤدي إلى نهاية الجنس البشري». أما بيل غيتس فقال إنه «في المعسكر الذي يهتم بالذكاء الصناعي، ومع ذلك لا يفهم لماذا لا يشعر بعض الناس بالقلق».
نلمس الآن بواكر أيام يتسارع فيها غزو الذكاء الصناعي ويحتل جميع شؤون حياتنا. نحن مدمنو الشاشات والأجهزة الذكية التي تسببت في تآكل إنسانيتنا على نحو غير مسبوق. لقد تغيرت طريقة تفاعلنا مع بعضنا البعض بل ومع أنفسنا. ففي دراسة أجرتها مايكروسوفت عام 2015 وجدوا أن فترة الانتباه البشري تنخفض الآن. بعدما كانت حوالى ثماني ثوان إلى حوالى ثانية واحدة. كما وجدت أن استعمال الأجهزة الذكية يحط من جودة المحادثة ويقلل من مستوى التعاطف الذي يشعر به الناس تجاه بعضهم البعض.
توشك بطارية جهازي الذكي على النفاد قبل أن أختم المقال. لذا لي عودة في الأسبوع القادم. إن شاء الله.
تفتح إحدى صفحات النت المعتاد على تصفحها. لكن الشبكة العنكبوتية لاحظت حركات غير اعتيادية من حسابك لذا شكت في آدميتك وطلبت منك أن تجيب عن بعض الأسئلة كي تثبت أنك لست روبوتا!.
كل مرة تعرضتُ فيها لهذا الموقف كنت أشعر بلذة النجاح في إثبات أني إنسان متفوق وأعرف الإجابات التي لن يعرفها الروبوت. لكن سرعان ما تزول فرحتي بالانتصار الوهمي ويحل محلها قلق وجودي كبير. وسؤال مخيف هو: كيف يمكننا أن نستعد لغزو الذكاء الصناعي لحياتنا السريعة أصلا.
على الرغم من أن الذكاء الصناعي هو موضوع ساخن في العقود الأخيرة، إلا أن قليلا من النقاش يدور حول فراغ حياتنا بعد دخول الروبوت لها: من أولى السيارات ذاتية القيادة، إلى المصابيح التي تضيء وتطفئ بمجرد أن تستشعر وجودك في المكان دون حاجة لضغط إصبعك على زر التشغيل!.
كيف من الممكن أن تكون إنسانا داخل هذه اللوحة التكنولوجية. معلقّا هناك من مشنقتك الأنيقة تراقب أجهزتك الذكية.
العلوم الحديثة قادرة على تفسير وجودنا الخارجي، وتحليل دواخل النفسية البشرية، ولكن التقدم المتسارع في الذكاء الصناعي يجب أن يطرح على العلوم بحثا عاجلا عن معنى كونك إنسانا ولست روبوتا.
إذا كان كبار علماء العصر الحديث يشعرون بالقلق من إحلال الذكاء الصناعي محل الحكمة البشرية فلم لانقلق نحن؟
في حوار إذاعي قال ستيفن هوكينج مرة «إن تطوير الذكاء الصناعي الكامل يمكن أن يؤدي إلى نهاية الجنس البشري». أما بيل غيتس فقال إنه «في المعسكر الذي يهتم بالذكاء الصناعي، ومع ذلك لا يفهم لماذا لا يشعر بعض الناس بالقلق».
نلمس الآن بواكر أيام يتسارع فيها غزو الذكاء الصناعي ويحتل جميع شؤون حياتنا. نحن مدمنو الشاشات والأجهزة الذكية التي تسببت في تآكل إنسانيتنا على نحو غير مسبوق. لقد تغيرت طريقة تفاعلنا مع بعضنا البعض بل ومع أنفسنا. ففي دراسة أجرتها مايكروسوفت عام 2015 وجدوا أن فترة الانتباه البشري تنخفض الآن. بعدما كانت حوالى ثماني ثوان إلى حوالى ثانية واحدة. كما وجدت أن استعمال الأجهزة الذكية يحط من جودة المحادثة ويقلل من مستوى التعاطف الذي يشعر به الناس تجاه بعضهم البعض.
توشك بطارية جهازي الذكي على النفاد قبل أن أختم المقال. لذا لي عودة في الأسبوع القادم. إن شاء الله.