كتاب ومقالات

قصة نجاح: بلجيكا (3/1)

ملامح !

ماجد الفهمي

- عندما تؤخذ كرة القدم على أنها مشروع دولة عبر مختصين ومطورين من أبناء اللعبة، وقتها نستبشر خيراً أن هناك (أملاً)، وعندما أتحدث عن قصص نجاح لدول سأذكرها في سلسلة مقالات فلن أتحدث عن لجانهم وما يدور فيها، لأننا وقتها سنعرف أننا لم ننشئ حتى الآن مؤسسة رياضية محترفة، تخط نظامها على أوراق تبحث عن النجاح، كورقة بلجيكية ألقيت ذات يوم على الأرض مليئة بأسماء، لتصعد خالية.

- تلك الورقة التي ألقى بها «سابلون» كانت تحوي أسماء جيل ذهبي يقودهم إنزو شيفو وإيريك جيرتس ويان كولمانس وحارسهم جان ماري، تيقن وقتها أنهم جيل قيد الانتهاء، ليأخذ ورقة أخرى فارغة عليها أن تُملأ مرة أخرى بجيل ذهبي يجب أن يبدأ صناعته الآن لينتج جيلاً مختلفاً بعد أكثر من عقد ونصف.

- كان هذا في مونديال 94 عندما خرجت بلجيكا من دور الـ16 على يد ألمانيا بعدما تأهلت كثالث مجموعتها التي تصدرها منتخبنا الوطني وكانت هولندا وصيفتنا.. ليبدأ ما يسمى بتوقع الأزمة ثم إدارتها.

- أمضى «سابلون» 3 أعوام لوضع خطة عمل بمعاونة «بوب برويس» مدير القطاعات السنية لمنتخباتهم، واللذان اجتمعا بـ30 مدرباً وطنياً لبناء عصر جديد.

- عملا (كمختصين) على الوضع الفني بتجارب طريقة اللعب من 4-4-2 إلى 3-5-2 ثم إلى 4-3-3 وحصلا على نتائج تعطي إيحاءات أبعد خلُصت إلى نوع مختلف تماماً من اللاعبين، ومن ثم طلب «سابلون» بناء مركز وطني جديد في ضواحي بروكسل من خلاله تُدعم جميع الأكاديميات في بلجيكا شريطة أن تبني نهجهاً فنياً على طريقة 4-3-3 وإلا فلن تحظى بدعم المركز الوطني ولا اتحاد القدم، مع ضخ مدربين وطنيين في كل أكاديمية لتتغلغل طريقة اللعب في أرجاء بلجيكا، على أن يعتمدوا على تنمية الموهبة لا الترتيب والفوز، والتقط «سابلون» ورفيقه صورة لجيل مكون من 23 لاعباً عام 2000 رأينا نصفهم نجوماً للعالم بعد 14 عاماً.

- بلجيكا.. بلد الـ11 مليون نسمة والـ34 نادياً محترفاً فقط، كونت اتحاد قدم عصرياً بفكر أبناء اللعبة فنياً وإدارياً حتى أصبحوا محط أنظار مونديال 2014 والحصان الأسود لمونديال 2018 بمركزهم الثالث.

- عندما جعلوا منتخباتهم مشروع وطن لا مشروع أندية، وعندما جعلوا الأندية خادمة لمنتخباتهم لا منتخباً يخدم بعض أنديتهم أصبحوا بلداً متقدماً كروياً.

- هذه بلجيكا التي رأينا.. فمتى نصدُق مع أنفسنا ليرانا العالم.