في سابقة هي الأولى في تاريخ الحكومات في لبنان، تضم الحكومة الجديدة التي أُعلن تشكيلها (الخميس)، بعد مخاض عسير دام 9 أشهر، 4 سيدات من 30 وزيراً،، تتولى اثنتان منهن وزارتي الداخلية والطاقة اللتين تعدان من الحقائب الرئيسية. ولاقت خطوة اختيار النساء ترحيب منظمات وحملات داعمة لتعزيز حضور المرأة في الحياة السياسية، آملة أن تكون مقدمة لمشاركة نسائية أكبر. واختار تيار المستقبل بزعامة رئيس الوزراء سعد الحريري وزيرتين لتولي حقيبتين من 5 حقائب حصل عليها، فيما اختار التيار الوطني الحر، الذي يتزعمه الرئيس ميشال عون، والقوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع، امرأة لتولي حقيبة من ضمن حصتيهما الوزاريتين.

وشكّل إسناد حقيبة الداخلية والبلديات في الحكومة الجديدة لـ«ريّا الحسن» مفاجأة كبيرة لم تكن متوقّعة لتكون أول امرأة عربية ولبنانية تتولى هذه الوزارة الأمنية. وللمرة الثانية، يختار الحريري الحسن لحقيبة «الداخلية»، بعدما تولت «المالية» في أول حكومة شكلها بين عامي 2009 و2011. والحسن (52 عاماً)، المتحدرة من طرابلس، أم لـ3 فتيات، عملت منذ مطلع التسعينات في القطاع المصرفي، ومستشارة في وزارات عدة، بينها المالية والاقتصاد، ومسؤولة عن مشاريع عدة في رئاسة الحكومة، ومع منظمات دولية، خصوصا برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وفي 2015، عينت رئيسة لمجلس إدارة والمديرة العامة للمنطقة الاقتصادية الخاصة في مدينة طرابلس.

وتتولى ندى بستاني حقيبة الطاقة والمياه، وهي ناشطة في التيار الوطني الحر، ومن المقربين من رئيسه جبران باسيل، صهر الرئيس عون. وتتحدر بستاني (36 عاماً)، وهي أم لطفلة من منطقة كسروان. وعملت منذ 2010 مستشارة وزير الطاقة والمياه، وتحمل إجازة في الاقتصاد من جامعة القديس يوسف. أما الإعلامية مي شدياق (56 عاماً)، التي تقلدت وزيرة دولة لشؤون التنمية الإدارية، فهي صحفية معروفة بمواقفها السياسية المناهضة لتدخلات النظام السوري في السياسة اللبنانية، وتعرف بمواقفها المنتقدة بشدة لحزب الله.وتعرضت شدياق لمحاولة اغتيال عبر تفجير سيارتها في 2005، وبُترت يدها وساقها . ونالت جوائز عالمية عدة، واختارها معهد الصحافة الدولي في 2010 «بطلة حرية الصحافة في العالم». وتتولى فيوليت خيرالله الصفدي وزارة الدولة لشؤون التأهيل الاقتصادي والاجتماعي للشباب والمرأة، ومحسوبة حالياً من ضمن حصة تيار المستقبل. وفيوليت (37 عاماً) مقدمة برامج وإعلامية سابقة، وانضمت إلى حكومة الحريري من بوابة زوجها رجل الأعمال والوزير والنائب السابق محمد الصفدي. وقد تراوحت مشاعر اللبنانيين وردود أفعالهم أمس إزاء تشكيل حكومة جديدة، بين الأمل والسخرية، فيما حذرت صحافة بيروت من الانقسامات وركزت على حجم التحديات الاقتصادية التي تنتظر الحكومة، معتبرة أنه لا يزال يتوجب القيام بالمزيد من العمل. وكتبت صحيفة «لوريان لوجور» تحت عنوان «لا يزال يجب القيام بالعمل الأصعب»، مؤكدة أن المهمة التي تشكل أولوية للحكومة هي «تجنيب البلاد الانهيار الاقتصادي». . من جهته، حذر مسؤول أمريكي رفيع المستوى «حزب الله» ، من استغلال تولي وزارة الصحة، لتحويل الأموال إلى المؤسسات التابعة لمليشياته المسلحة. ونقلت صحيفة «ديلي ستار»عن مساعد وزير الخزانة لشؤون تمويل الإرهاب، مارشال بيلينغسليا قوله:إذا رأينا أن حزب الله يستغل الوزارات لنقل الأموال وجداول أعمال إرهابية أخرى، عندها ستكون هناك مشاكل كبيرة.