أخبار

خبراء «مسام» نزعوا 250 ألف لغم

وزير حقوق الإنسان اليمني:

أحد خبراء «مسام» أثناء التعامل مع الألغام.

مريم الصغير (الرياض) maryam9902@

توقع وزير حقوق الإنسان اليمني الدكتور محمد عسكر، أن يصل عدد الألغام التي نزعها الخبراء العاملون في المشروع السعودي لإزالة الألغام «مسام» بالتعاون مع البرنامج الوطني لنزع الألغام في اليمن إلى 250 ألف لغم مصنعة محلياً زرعت بشكل عشوائي، وأدان جرائم المليشيات الحوثية وقيامها بزراعة الألغام في مختلف الأنحاء ما أدى لوفاة 5 خبراء يعملون بالمشروع السعودي لإزالة الألغام «مسام»، معرباً عن تشرفه بالوجود لاستقبال ضحايا هذا العمل الإنساني الذين لقوا حتفهم على أرض اليمن في محافظة مأرب خلال قيامهم بنقل الألغام والقذائف غير المتفجرة من مستودعات مشروع «مسام»، مؤكداً أن مشروع «مسام» التابع لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يعد استمرارا لجهود المملكة ومكانتها العالمية والفعالة في الأعمال الإنسانية، ويهدف إلى تطهير الأراضى اليمنية من الألغام الأرضية، وتدريب كوادر يمنية على نزعها، ووضع آلية تساعد اليمنيين على امتلاك خبرات مستدامة لنزع الألغام خاصة بعد تصاعد وتيرة زرع الألغام العشوائية من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية. معبرا عن ألمه الشديد لهذه الحادثة.

وأشار إلى أن خبراء «مسام» يعملون بشكل يومي على نزع وإزالة العديد من الألغام، ولفت إلى أن الاعتداءات الحوثية على المؤسسات الحكومية والخاصة تعد انتهاكاً خطيراً لحقوق الإنسان وجريمة من جرائم الحرب التي لا تسقط بالتقادم، مهيباً بالمنظمات الدولية كافة إلى إدانة هذه الأعمال الوحشية.

من جهته، أوضح مدير إدارة المساعدات الطبية والبيئية بمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله المعلم، أن الخبراء الخمسة العاملين بالمشروع السعودي لإزالة الألغام «مسام» الذين تعرضوا للوفاة أثناء إزالتهم للألغام وانفجرت بهم، هم 2 من جنوب أفريقيا وواحد من كوسوفو والآخر من البوسنة والخامس من كرواتيا، معرباً عن تعازيه ومواساته لأسر الضحايا وذويهم، آملاً أن لا تتكرر مثل هذه الحادثة التي تسببت فيها المليشيات الحوثية الإجرامية من خلال زراعتهم لأكثر من مليون لغم في الأراضي اليمنية، وخالفت المواثيق والأعراف الدولية والقوانين الإنسانية بزرع ونقل الألغام في مناطق مختلفة في الأرض والبحر، مهددة بذلك حياة اليمنيين على الأرض والملاحة الدولية في البحر الأحمر.

وأكد أن المليشيات الحوثية دأبت على تعريض حياة اليمنيين للخطر من خلال ما ترتكبه من جرائم، فيما تبذل المملكة العربية السعودية جهوداً إنسانية على جميع الأصعدة في سبيل رفع المعاناة عن الشعب اليمني الشقيق، إذ ساهمت في علاج أكثر من 17 ألف جريح وقدمت المراكز لعلاج وتوفير الأطراف الصناعية لضحايا الألغام.

وأشار إلى أن مركز الملك سلمان للإغاثة ركب أكثر من 614 طرفاً صناعياً ويسعى لافتتاح مركز للأطراف الصناعية في عدن، إلى جانب ما يموله بـ10 ملايين دولار للصليب الأحمر الدولي في تأمين هذه الأطراف، لافتا إلى أن المركز أطلق في يونيو الماضي مشروع «مسام» الإنساني النوعي النبيل لتنظيف الأراضي اليمنية كافة من الألغام باختلاف أنواعها بتكلفة أكثر من 40 مليون دولار.

من جانبه، أكد مدير مشروع «مسام» أسامة القصيبي، أن هذه الحادثة الأليمة لن تثني العاملين بالمشروع عن الاستمرار في إزالة الألغام، إذ يوجدون في جميع المناطق (مأرب، الجوف، شبوة، الساحل الغربي، باب المندب، صعدة، حوران)، مشيراً إلى أن التحقيق جار بالتعاون ما بين مشروع «مسام» ووزارة الداخلية اليمنية، لمعرفة أسباب الحادثة.

وأوضح أن إزالة الألغام تصاحبها العديد من المخاطر بيد أن نظام السلامة في «مسام» يتعدى بكثير معايير السلامة الموجودة في الأمم المتحدة، معلناً انضمام مجموعة من الخبراء للمشروع قريباً.

يذكر أن جثامين ضحايا العمل الإنساني للمشروع السعودي لنزع الألغام من أراضي الجمهورية اليمنية الشقيقة «مسام»، وصلت إلى الرياض مساء أمس الأول (السبت) على متن طائرة خاصة.

وكان في استقبالها بقاعدة الملك سلمان الجوية بالرياض، وزير حقوق الإنسان اليمني الدكتور محمد عسكر، ومسؤولو مركز الملك سلمان للإغاثة، وسفراء دول الضحايا، وعدد من مسؤولي المنظمات الدولية.

وكانت منظمة أطباء بلا حدود، قد اتهمت مليشيا الحوثي الانقلابية بزرع آلاف الألغام والعبوات المتفجرة يدوية الصنع بين الطرقات والحقول في محافظتي تعز والحديدة، بهدف منع تقدم قوات الجيش اليمني، مؤكدة أن الضحايا الرئيسيين الذين طالتهم الأخطار القاتلة للألغام التي زرعتها المليشيا لم يكونوا سوى المدنيين الذين تعرضوا للقتل أو فقدان الأطراف أو التشوهات التي ستبقى تلازمهم مدى الحياة.

وذكر تقرير المنظمة أن مأساة الألغام التي زرعتها المليشيا لم تنحصر على القتل والتشوهات، إذا تعدتها إلى عقوبة مضاعفة تمثلت في حرمان سكان المنطقة من سبل رزقهم، بعد ان هجروا حقولهم الزراعية التي زرعت بالألغام منعاً لتقدم القوات العسكرية.

ولفت التقرير إلى أن المنطقة الزراعية الواقعة بين المخا وخطوط القتال تُزرع وتحصد قبل الحرب، لكن البلدات والقرى القريبة من مناطق القتال مثل حيس ومفرق المخا، قد فقدت بعضاً من سكانها الذين فروا هرباً من القتال، ولا يكاد يمر يوم إلا ويذاع خبر إصابة أو مقتل مواطن يمني بسبب لغم زرعته ميليشيات الحوثي، في المناطق التي كانت خاضعة لسيطرتهم وتم طردهم منها، حيث تجاوز إجمالي الألغام التي زرعتها الميليشيات، بحسب إحصائيات حقوقية، في المُدنِ اليمنية نصف مليون لغم.