كتاب ومقالات

أردوغان.. الأمر ما ترى لا ما تسمع

بصيرة

أحمد عوض

أردوغان في لقاء تلفزيوني يقطع شعرة معاوية مع السعوديّة، ويتهجّم على سمو ولي العهد بوضوح.. يبدو أن أردوغان يرى في حِلْم القيادة السعودية في تعاملها مع تصريحاته السابقة تساهلاً؛ لذلك تمادى وبدأ بالهرطقة، ودخل في حالة هستيريا وهذيان.

الشعب السعودي الذي لم يستجدِ أحداً في رزقه وأمنه وحياته، الشعب العظيم الذي عاش حياته حُراً في بلاده يواجه صعوبات الحياة بصبرٍ وجلد، الآن وليس غداً.. هذا موقف عزٍ لكم، ليرى منكم ما لم يتوقع هذا المُبْتَز.

حاربوا هذا الرجل الذي بدأ يسترسل في حربه ضد السعودية، حاربوه في سياحته، في بضاعته، في كل ما يدعم موقفه أمام شعبه، قاطعوه حتى لا يتجرأ لما هو أبعد.

أوقفوا هذا العبث، هذا الابتزاز، لا تنتظروا موقفاً سياسياً رسمياً، هذا الموقف سيحدث وباللحظة التي تناسب هذا المُبتز، الآن دوركم كشعب يرى في هذا الرجل عدواً للسعودية.

لسنا مُجرمين، لسنا قتلة، لا نؤيد سفك دم بريء، جريمة خاشقجي حدثت، والدولة تُحاكم القتلة، جريمة بشعة تحدث في كُل مُجتمع، لا أحد يتهاون فيها أبداً.

أمّا الذين ما زالوا في غيّ العبث الفكري وإرسال رسائل «لن نُشارككم» «دعونا في صمتنا» «لا تُخَوِّنُوا من لزم الصمت» «عضوي وكيمائي» إليكم تحديداً أوجه هذه الكلمات:

إذا كنتم حقاً مؤمنين بما تقولون ابتعدوا بشكل جدّي، وجودكم وكتاباتكم بشكل دوري وثابت دليل على أنكم تمارسون حياتكم بشكل طبيعي وتتقاضون مالاً مُقابل ما تكتبون في الصُحُف ولم يتم تخوينكم ولم يتم إيقافكم، كُل ما تقومون بِه هو إيصال رسالة أنكم ضد ولكن بصمت، نحنُ ننتقد الخطأ، نرفض الجريمة، ولا نؤيد إلاّ بلادنا، لا تهمزونا و تلمزونا بدفاعنا عن بلادنا، الزموا الحياد كما تشاؤون لكن لا تستغلوا منابر صُحُف بلادكم لتُرسلوا وبِخُبْثْ رسائل أننا رعاع وهمج و«درباوية» بدفاعنا عن بلادنا، اعتقادكم أننا لسنا أحراراً وأنتم الأحرار يتنافى ووجودكم اليوم بجانبنا في كُل نشر، سنبقى مؤمنين بما نكتب وأحراراً بما نكتب، وستبقون أسرى لازدواجية الهوى والولاء قدماً هنا وقدماً هناك، لا يستوي نضال وقبض مال مِمَّن لا تؤمن بِه إنساناً جيّداً.

قد يكون هذا مقالي الأخير، قد أخسر نافذتي التي حصلت عليها بعد تعب سنوات، رُبما لم أستفد مالياً، رُبما لم أُحقق حُلماً بسيطاً بأن أحيا كما يجب، لكنني راضٍ عمّا قدمت، لقد كتبت ما أؤمن به، كتبت لأنشر فكرة بسيطة «هذا وطننا الوحيد ولا بديل له إن لم نُحافظ عليه سنخسر كل شيء»، أُمي فخورة بي وهذا أمر يهوّن علي الكثير.

أخيراً:

يجب أن يكون للشعب السعودي قبل قيادته وقفة جادّة في #مقاطعة_السياحة_التركية والبضائع التركية ليعلم أي حماقةٍ ارتكبها.

* كاتب سعودي

ahmadd1980d@gmail.com