جبلا «طمية» و«قطن».. عشق أسطوري توثقه «أنسنة الجبال»
الخميس / 02 / جمادى الآخرة / 1440 هـ الخميس 07 فبراير 2019 01:57
عبدالكريم الذيابي (الطائف) r777aa@
تحدث الدكتور والباحث موسى الحالول عن مفهوم أنسنة الجبال عبر إطلاق صفات الإنسان الجسدية أو النفسية عليها أو تشبيهها به، وقال في محاضرة نظمها النادي الأدبي بالطائف بعنوان: «أنسنة الجبال في التراث العربي والعالمي» إن من أبسط المظاهر الجسدية لأنسنة الجبال هو وصفها أو تشبيهها بمسميات خاصة بالبشر، لأن شكلها أو مظهرها الخارجي يوحي دوماً بذلك أو لأن الجبل اكتسب صفةً مؤقتة جعلته يبدو وكأنه إنسان. ومن أبرز الشواهد المدوَّنة وأقدمها في أدبنا العربي ما قاله امرؤ القيس في معلقته عن جبل أبان والماء ينهمر على قمته حتى بدا وكأنه شيخ كبير متدثر بثوب من وبر الإبل:
كأنَّ أباناً في أفانينَ وَدْقه.... كبير أناسٍ في بجادٍ مزَمل
وكشف الحالول عن رواية جديدة في قصة العشق الإسطورية بين جبل طميّة وجبل قطن وانتقال الأولى إلى الثاني بسبب الحنين، وقال إن جبلاً اسمه عكّاش هام عشقاً في طميّة الأنثى واعترض طريقها ورماها بسهم حتى سقطت وظلت تمانع الزواج منه حتى دخل اليأس قلبها فتزوجت عكاش دون قطن وذلك بعدما رأت شيباً كسا عكاشاً من عشقها، وأصبح بياض الشيب الذي كساه شبيهاً بقطن فتزوّجته. واستشهد بما احتواه الموروث من شعر يوثق هذه الأساطير ومنها قول الشاعر:
الهوى قدامنا شوّق طمية
يوم لاح لها قطن والدار خالي
ثم عرج على عرض الأنسنة من وجهة ستيوارت غوتري، وقال إن أسباب الأنسنة عند ستيوارت غوتري هي أن عالمنا المتغير أبداً يلفه الغموض وتحيط به الأسرار؛ لذلك فإن أول حاجةٍ لدينا هي أن نفسر هذا العالم والتفسير يراهن على ما هو ممكن والممكن هو ما يشبهنا، وقال الحالول: «إن علة الأنسنة للجبال من وجهة نظري هي أنه لعل ما دفع الإنسان، ولاسيما الصحراوي، إلى أنسنة الجبال هو شعوره بأنه قزم أمام هذه الكائنات الهائلة الصامتة الغامضة، فخلع عليها من صفاته ما يتقرب به منها ويجعلها أليفةً وينزع عنها رهبتها إذ يجعلها من بني جنسه، فطفق عقله الجمعي يؤلف عنها الأساطير التي تثبت رؤيته لها وتثبتها للأجيال التالية في إطار قصصي يذْهب منها تلك الرهبة».
ثم تحدث عن الجبل عند الكاتب الإغريقي إيسوب والعبارة الشهيرة «تمخض الجبل فَوَلَد فأراً»، وأورد عدداً من الشواهد الشعرية والروائية على أنسنة الجبال، وفي نهاية المحاضرة قام مدير اللقاء خلف سرحان القرشي بفتح المجال للمداخلات، إذ تداخل الحضور بأسئلتهم، وألقى بعد ذلك رئيس النادي الأدبي الثقافي بالطائف عطا الله بن مسفر الجعيد كلمة عقب فيها على المحاضرة، وقام بعد ذلك بتكريم المحاضر ومدير اللقاء بدروع تقديرية بهذه المناسبة.
كأنَّ أباناً في أفانينَ وَدْقه.... كبير أناسٍ في بجادٍ مزَمل
وكشف الحالول عن رواية جديدة في قصة العشق الإسطورية بين جبل طميّة وجبل قطن وانتقال الأولى إلى الثاني بسبب الحنين، وقال إن جبلاً اسمه عكّاش هام عشقاً في طميّة الأنثى واعترض طريقها ورماها بسهم حتى سقطت وظلت تمانع الزواج منه حتى دخل اليأس قلبها فتزوجت عكاش دون قطن وذلك بعدما رأت شيباً كسا عكاشاً من عشقها، وأصبح بياض الشيب الذي كساه شبيهاً بقطن فتزوّجته. واستشهد بما احتواه الموروث من شعر يوثق هذه الأساطير ومنها قول الشاعر:
الهوى قدامنا شوّق طمية
يوم لاح لها قطن والدار خالي
ثم عرج على عرض الأنسنة من وجهة ستيوارت غوتري، وقال إن أسباب الأنسنة عند ستيوارت غوتري هي أن عالمنا المتغير أبداً يلفه الغموض وتحيط به الأسرار؛ لذلك فإن أول حاجةٍ لدينا هي أن نفسر هذا العالم والتفسير يراهن على ما هو ممكن والممكن هو ما يشبهنا، وقال الحالول: «إن علة الأنسنة للجبال من وجهة نظري هي أنه لعل ما دفع الإنسان، ولاسيما الصحراوي، إلى أنسنة الجبال هو شعوره بأنه قزم أمام هذه الكائنات الهائلة الصامتة الغامضة، فخلع عليها من صفاته ما يتقرب به منها ويجعلها أليفةً وينزع عنها رهبتها إذ يجعلها من بني جنسه، فطفق عقله الجمعي يؤلف عنها الأساطير التي تثبت رؤيته لها وتثبتها للأجيال التالية في إطار قصصي يذْهب منها تلك الرهبة».
ثم تحدث عن الجبل عند الكاتب الإغريقي إيسوب والعبارة الشهيرة «تمخض الجبل فَوَلَد فأراً»، وأورد عدداً من الشواهد الشعرية والروائية على أنسنة الجبال، وفي نهاية المحاضرة قام مدير اللقاء خلف سرحان القرشي بفتح المجال للمداخلات، إذ تداخل الحضور بأسئلتهم، وألقى بعد ذلك رئيس النادي الأدبي الثقافي بالطائف عطا الله بن مسفر الجعيد كلمة عقب فيها على المحاضرة، وقام بعد ذلك بتكريم المحاضر ومدير اللقاء بدروع تقديرية بهذه المناسبة.