أخبار

تسليم أنقرة لـ«مطلوب مصري» يكشف الخلافات المستعرة تحت «رماد الإخونج»!

«عكاظ» (جدة) okaz_policy@

كشفت قضية ترحيل تركيا لإخونجي مصري مطلوب للعدالة إلى بلاده ومحكوم عليه غيابياً بالإعدام لتورطه في اغتيال النائب العام المصري هشام بركات، ما يخفيه «رماد تنظيم الإخوان» الإرهابي من نيران الصراعات الداخلية بين صفوفه وعلى مستوى القيادات والأعضاء الشباب.

ودخل شباب التنظيم الإرهابي في موجة انتقاد صريحة وعلنية، نادرة الحدوث، لقيادات «الإخوان» في تركيا، إذ يعتبرون القيادات الهاربة متواطئة مع الحكومة التركية، وتمارس الابتزاز بحق الأعضاء الشباب المتمردين على أوامر الجماعة التي تعاني من التشرذم والانقسام، وأضحت أضعف من أي وقت مضى.

وكمراوغة سياسية وإعلامية، أعلنت تركيا تشكيل الولاية لجنة، يرأسها نائب والي إسطنبول، للتحقيق في عملية تسليم الإخونجي المصري محمد عبدالحفيظ إلى السلطات المصرية، وإيقاف 8 من أفراد الشرطة مؤقتا عن مهماتهم في قسم التدقيق بالجوازات في مطار أتاتورك الدولي. ورشق شباب التنظيم القيادات الإخوانية بالانتقادات، ونعتوهم بـ«المبرراتية» -جمع مبرر باللهجة المصرية-، حيال ما اعتبروه انقلابا تركيا على الجماعة التي تؤوي أخطر عناصرها الإرهابية. وعزوا ترحيل الشاب الإخونجي إلى السلطات المصرية إلى «تخاذل القيادات».

وأشاروا إلى أن القيادات الإخوانية تتحمل مسؤولية تورط الشاب في جريمة اغتيال النائب العام المصري، مؤكدين أن القيادات هي من أصدرت الأوامر، وعليها أن تتحمل مسؤولية ذلك.

ونقل الشباب «الإخونج» الناقمون على قياداتهم، توجيه قيادة التنظيم للأعضاء المنتظمين في الجماعة الإرهابية عدم تداول خبر ترحيل عبدالحفيظ على مواقع التواصل الاجتماعي، بحجة «عدم إحراج السلطات التركية». وخرج شاب «إخونجي» بقناعة مفادها أن الجماعة وقياداتها «تكذب علينا وستضحي بأي شيء مقابل الكرسي»، مستشهداً بوقف مشابه حصل له من قيادات الجماعة عندما كان في مصر.

ولم تكن الصراعات الداخلية بين صفوف الجماعة الإرهابية وليدة اللحظة، إذ كانت تظهر بين الفينة والأخرى، إذ يرى الجناح الشاب أن القيادات التقليدية للجماعة لا تزال تكذب عليهم وتضللهم، حتى أن نجل إحدى تلك القيادات، المتحدث باسم الذراع السياسية للجماعة الإرهابية حمزة زوبع، نشر مقالة يتهمهم صراحة بالكذب. وكتب مخاطباً القيادات الإخوانية قائلاً: «تتحرّون الكذب على أنفسكم وعلينا»، ووصفهم بـ«الدراويش».

ويتفاقم الغضب والانقسام في صفوف الجماعة الإرهابية، في وقت أضحى صوت الشباب المتذمرين أعلى من أي وقت مضى. ويرجح مراقبون أن الصدام بين شباب «الإخوان» وقياداتهم بدأ بالفعل منذ أعوام عدة.

ولا تزال القيادات الإخوانية تلتزم الصمت حيال قضية ترحيل أنقرة لأحد كوادرها المتورطين في جريمة اغتيال النائب العام المصري، فيما غابت وسائل إعلامهم عن تغطية الحدث «وكأنه لم يكن»!

وتسيطر على التنظيم أدبيات المؤسسين، التي تمنح قيادة الجماعة الإرهابية عصمة لا يجوز للأتباع عصيانها، حتى أن مبايعة المرشد والقيادات تأتي في مقدمة بروتوكولات التنظيم لقبول انضمام الأعضاء الجدد، حتى أن مراقبين يصفون طاعة الإخونج لقياداتهم كـ«الميت بين يدي المغسّل».