صوت المواطن

قنينة

شروق سعد العبدان aio70077@

تفشل جميع محاولات الظروف المحيطة بنا رغم سيطرتها وتسلطها وأحقيتها الكاملة في فرض دواعي شعورنا واستشعارنا، يفشل الإرهاق بأن ننام والانشغال بأن نكف عن التفكير، والهروب في النسيان، كل الجميع يحبط في فرض ما نشعر.

لا ينجح في ذلك إلا «أحدهم..» ذلك الذي يجعل الصعب سهلاً والنوم سهراً والجوع شبعاً.

يحدد لون اليوم ودقة الساعة ومضي الوقت.

تعتقد أنك ذو بأس لا يستطيعك أحد.. وأنت بين يديه طوعاً.

ثم إن هناك أمراً...علينا فعله مع كل الذين يستحقون ذلك.

من حق القريب منك أن يعرف أنه كذلك، من حق المؤثر عليك أن تخبره بمدى تأثيره، من واجبك تجاه من تحبه أن تكرر عليه هذا الحب حتى يتكرر بك، ومن حقك أن تعرف أنني كدت على طرف الهاوية لكنك رميت حبلاً، ثم إني مررت ذات مرات بحرقة وأنت سكبت دلواً.

وقعت مراراً في جرف ظرف وشددت أزراً، من حقك أن تعرف أنك كنت حائطاً صلباً طالماً أُنهكت لأستند عليه ظلاً يقيني حرارة الهم وجور الوهن، لا تقيد ما تشعر به ثم يتهاوى هذا الشعور دون أن تدرك.

وأعلم أن الإدراك يختلف عن أي شيء آخر، المدرك لا يعود كما كان ولا يكون كما يجب، شعور وكأنني خرجت من عنق قنينة، كان شعوراً بالعجز والإنهاك، اقتص مني عافيتي ووقتي وصفاء يومي لحظات الضعف التي نمر بها لا تصيبنا دائماً بالحزن بقدر إصابتنا منها بالفهم.

لا تكابر

لا أحد يستطيع المضي وحيداً نحن نحتاج أحداً آخر دائماً مهما استغنينا، ومهما اعتقدنا أننا أقوياء لكل منا شعرة تقصم ظهر البعير في لحظة ما.

قنينة كانت أضيق ما قد يمر بي كُسرت على قارعة قلبك لأخرج من جديد بكامل قواي الحياتية.

لكن ذلك جميعه يترتب على الرزق، أي نوع من القلوب رزقت وأي حب من الحب ملكت، لا يكفي كونه شخصاً عن ما هو وكيف هو؟

كثيرون لكن من منهم يستحقك، في حين أننا نراهم بهذه الطريقة فنحن إذاً سنحافظ.

هناك من يعيش بين فكين، الأسد على رحابة الغابة، لكنه لا يراها، فبين الفكين وجد نفسه ولن يترك ذلك.

بالمناسبة..!

قرأتُ منذ أيام أن من مميزات الكتابة أن يستمتع الجميع بها ويفهمها واحد.

أعجبني أنها ميزة كنت أخشى أن يسأم من يقرأ في حين أن لا يفهم سواك.