أخبار

السلمي: خطورة المرحلة الراهنة تستوجب التصدي ومواجهة التحديات

انطلاق فعاليات المؤتمر العربي للقيادات العربية رفيعة المستوى في القاهرة

عبدالعزيز الربيعي (القاهرة)

انطلقت اليوم (السبت) فعاليات المؤتمر العربي للقيادات العربية رفيعة المستوى في القاهرة والذي يضم عدداً كبيراً من القيادات العربية رفيعة المستوى يستمر لمدة ثلاثة أيام.

ورحب رئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل السلمي بالحضور، وذلك بمناسبة انعقاد مؤتمر البرلمان العربي «للقيادات العربية رفيعة المستوى لتعزيز التضامن العربي ومواجهة التحديات»، مثمناً مواقف قيادة المملكة العربية السعودية ممثلةً في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية رئيس مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة للدورة الحالية وولي عهده الأمير محمد بن سلمان في دعم وتعزيز التضامن العربي.

وأكد رئيس البرلمان العربي أن المملكة أثبتت مدى حرصها على أمن وسلامة وسيادة الدول العربية، ورفع مستوى التضامن والتعاون مع الدول العربية لأعلى مستوياته رسمياً وشعبياً، من خلال شراكة عربية قوية وراسخة تخدم قضايا ومصالح الأمة العربية وتحافظ على أمنها القومي وتتصدى لكل من يُحاول المساس بسيادة دولها والعبث بأمن واستقرار مجتمعاتها، وقامت بالعديد من الإجراءات والمبادرات لتعزيز التضامن العربي ومعالجة القضايا الكبرى والتحديات الجسيمة التي تواجه العالم.

كما أكد رئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل السلمي خلال انطلاق فعاليات المؤتمر، أن خطورة المرحلة الراهنة تستوجب التصدي ومواجهة التحديات.

وقال: «يُسعدني ويُشرفني باسم البرلمان العربي أن أرحب بكم جميعاً، وأقدر عالياً مشاركتكم في أعمال هذا المؤتمر العربي الهام للقيادات العربية السامقة، صاحبة الفكر النير والخبرة العميقة في مجال العمل العربي المشترك، والذي يتشرف البرلمان العربي بتنظيمه إدراكاً لدقة وخطورة المرحلة الراهنة المليئة بالتحديات الجسام التي تواجه دولنا ومجتمعاتنا العربية، واستشعاراً لمسؤوليتنا كممثلين للشعب العربي، واستجابةً لنداءات شعبنا وتطلعات قادتنا لجمع الكلمة وتوحيد الصف ونبذ الخلافات ووأد الصراعات وتحقيق التضامن العربي المنشود، متسلحين بتجاربنا العربية الناجحة في التضامن العربي، ورغبةً منا في تقديم الرؤى والاستراتيجيات وخطط العمل لتعزيز التضامن العربي الذي أصبح ضرورةً ملحة وحاجةً أكيدة، في ظل ظروفٍ بالغة الدقة، ومطامعٍ استعمارية، ومشاريعٍ عدوانية، تستهدف دولنا بالتقسيم، وقادتنا بالنيل من شرعيتهم، وأنظمتنا بإسقاط بعضها وإضعاف البعض الآخر، ومجتمعاتنا بتفتيتها، وثرواتنا بالاستيلاء عليها، ومقدساتنا باحتلالها، وتقويض أمننا القومي العربي».

وأوضح أن مبادرة البرلمان العربي في الدعوة لهذا المؤتمر العربي المهم الذي عنوانه «التضامن العربي ومواجهة التحديات»، تأتي في إطار استكمال مبادرات البرلمان العربي للتصدي للقضايا الإستراتيجية والمهمة للأمة العربية، بدءاً من تقديمه رؤية حول «نظام جديد للأمن القومي العربي»، ثم «الوثيقة العربية الشاملة لمكافحة التطرف والإرهاب»، ووضع خطط عملٍ لدعم قضية العرب الأولى فلسطين ونصرة القدس، وخطة العمل لرفع اسم السودان من الدول الراعية للإرهاب والتي تعقد جلسة استماع وتضامن معها غداً بحضور رؤساء المجالس والبرلمانات العربية، والوقوف بحزمٍ ضد التدخلات الخارجية في الشؤون العربية.

وأكد أن الهدف من عقد هذا المؤتمر هو مناقشة وإقرار «الوثيقة العربية لتعزيز التضامن ومواجهة التحديات»، مضيفا: «نعّوِل على هذه الوثيقة، لتكون إسهاماً عربياً صادقاً لإقامة نظاماً عربياً قويّاً ومتماسكاً قائماً على أسس التضامن والأخوة العربية والتعاضد السياسي والتكامل الاقتصادي والتصدي للمطامع والتهديدات التي تستهدف الأمن القومي العربي».

وزاد: «التحديات التي تواجه أمتنا العربية واضحة ومعلومة وفي مقدمتها قضية العربي المركزية الأولى القضية الفلسطينية، والتصدي للقوة القائمة بالاحتلال (إسرائيل)، الغاصبة للأراضي العربية في فلسطين وسورية وجنوب لبنان، وإقرار حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها مدينة القدس، وتحدي ظاهرة الإرهاب والتطرف والغلو وتمدد الجماعات الإرهابية المسلحة وتداعيات كل ذلك على وحدة مجتمعاتنا العربية ونسيجها الاجتماعي، ومما يزيد من خطورة هذه التحديات أنها تخلق مجالاً لتحدٍ أكبر ألا وهو التدخل الخارجي وخصوصاً التدخل السلبي لدول الجوار الإقليمي في شؤوننا العربية، والذي استشرى وتنامى لتحقيق طموحات استعمارية وسياسات عدوانية هدفها بسط نفوذها وتكريس هيمنتها، واستطاعت أن توجد جماعات داخل المجتمعات العربية تدين بالولاء لها وترتبط بها وتحقق أهدافها مستغلة تغذية الصراعات والنزاعات الداخلية التي تشهدها بعض الدول العربية، مستفيدة من الخلافات العربية لتمد نفوذها وتكرس هيمنتها السياسية والاقتصادية على سيادة ومقدرات الأمة العربية، إضافة إلى استمرار التحديات الاقتصادية والاجتماعية وعلى رأسها مشكلة البطالة وإيجاد فرص عمل للشباب وتوفير المتطلبات الأساسية من خدمات التعليم والصحة والنقل، وتحقيق الأمن الغذائي والأمن المائي للوطن العربي».

ووجه السلمي دعوته للتضامن العربي وفق مقاربة جديدة ورؤية شاملة ونظرة معمقة، تستهدف حفظ الأوطان وتقوية الدول، والحفاظ على المكتسبات والدفاع عن المقدسات وتعظيم الثروات والتصدي للتدخلات الخارجية والإقليمية في الشؤون العربية وصيانة الأمن القومي العربي ومعالجة جذور الخلافات العربية لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية والنهضة في المنطقة العربية.