ثقافة وفن

حقيقة «تركي الدخيل»!

الذيابي

جميل الذيابي * 

الحديث عن الزميل تركي الدخيل متشعب. ليس لأن تركي مثقف أو قارئ أو من نجوم الوسط الإعلامي - كغيره -، لكنه اكتسب دروساً في الإعلام عبر مسيرته المهنية، وتعاملاته مع الآخرين، روحاً، وانفتاحاً وفهماً، واستيعاباً، والكتابة عنه ليست مدحاً أو لأنه يغادر بلاط صاحبة الجلالة إلى أروقة الدبلوماسية، بل لتصاعد تجربة تركي الدخيل، خصوصاً لمن يعرفه منذ سنوات طويلة.

فقد كان هائماً بالمعرفة والتميُّز منذ البدء. وكان رفيقاً للكتاب والمكتبات والمعرفة حتى قاده الشغف بالقراءة والفهم إلى أن يكون كاتباً حاضراً ذهنياً وأحياناً «متمرداً» على السائد.

مثل «أبي عبدالله» يفتح الطرقات بابتسامة مضيئة تفتح قلب من يحاوره ليبادله حديثاً يتقاطر إخلاصاً وصدقاً. وحين قرر تركي أن يصبح كاتباً، كان متجدداً في أفكاره، وعباراته التي اتسمت بالرشاقة حتى منذ أن كان «سميناً»!

ولم تكن خصاله المتعددة مقتصرة على من عرفوه وخبروه طويلاً، أو من عمل معهم وعملوا معه، بل استطاع التأثير الإيجابي على بعض من شاهدوا برنامجه التلفزيوني، أو استمعوا إليه قبل ذلك إذاعة، أو اطلعوا على مقالاته وتحقيقاته الصحافية. وجاءت مرحلة عمله مديراً عاماً لقناتي «العربية» و«الحدث» لتتوج تلك المسيرة الصحفية نجاحاً مستحقاً.

ومن أبرز خصال «أبو عبدالله» قدرته على اكتساب القلوب، وبناء الصداقات والتمدد في العلاقات. وهي قدرة فذة على الاتصال والتواصل اللذين هما مفتاح القلوب. وبلا شك فإن الدبلوماسية التي ستسرق تركي الدخيل من الإعلام والصحافة اكتسبت فارساً متمكناً ومتمرساً في فنون الاتصال والتواصل، مسلحاً بالفهم والوعي السياسي، وابتسامة قادرة على صناعة النجاح.

صحيح أن تركي سينأى جسدياً عن «مطابخ» العمل الصحفي والإعلامي التي زاملت أفكاره، وابتسامته الودودة. لكنه سيصبح ناقداً ومتابعا لما تنشره الصحف وتبثه الفضائيات. وذلك باب جديد لاستمرار التواصل مع هذا الصديق «»الجميل النبيل«».

*صحافي سعودي رئيس تحرير صحيفة «عكاظ»