أخبار

«شرعان».. من حالة الغياب إلى دهشة الحضور

تمتاز شرعان بجبالها العالية وتكويناتها الرملية التي تعكس تاريخها الطويل. (تصوير:عبدالله نايل)

عبدالرحمن العكيمي (شرعان/العلا) Okaz_online@

الطريق إلى شرعان يسلكه العابر من اتجاهين إما عن طريق الحجر (مدائن صالح) إلى الشرق أو عن طريق مركز الجهراء غربا، إذ تتمدد هناك جبالها العالية بشموخ.. جبال شقراء تشبه ناطحات السحاب ورمال ذهبية وتكوينات رملية حباها الله بجمال أخاذ.

شِرعان (بكسر الشين) خبأت جمالها عن الآخرين لسنوات طوال إذ لم يكن أحد يدرك جمالها وسحرها غير أهلها أهل (الحجر) مدائن صالح الذين كتبوا فيها القصائد ورسموا فيها قصص الغزل، كان لا يأتي إليها سواهم وبعض أهل العلا والقليل من الباحثين عن الجمال القادمين من مختلف المناطق في رحلات متقطعة في مواسم المطر..

شرعان منطقة عريضة ساحرة ذات أشجار كثيرة متنوعة لم يتم استثمارها إلا مع بزوغ فجر رؤية 2030.. وتطرق إلى شرعان حمد الجاسر، يرحمه الله، باقتضاب شديد حين كتب عن تاريخ الحجر ومدائن صالح والعلا يقول:

تقع شرعان في الجانب الغربي من الجهراء وفي هذا الجو آبار جنوب عردة.. وهذه من موارد قبيلة الفقرا من عنزة. كما ورد اسم شرعان في الشعر العربي خصوصا عند قبيلة عُذرة على وجه التحديد ويقول أحدهم:

فلما طلعن ذو الغلالة وانتحى

لهن الحداة في خوي له سهل

ولما بدا هضب المجز وأعرضت

شماريخ من شرعان يردى بها الوعلُ

وهنا يتحدث الشاعر عن أسماء أماكن ومواقع مثل: الهضب والمجز ويتداول أهل الحجر مسمياتها حتى وقتنا الحاضر لكنهم حين يريدون التفريق بينهما يقولون الهضب الأحمر والهضب الأبيض..

شرعان طبيعة ما زالت بكرا وشهدت أخيرا إعلان محمية باسمها والتي تأتي تحت مظلة «رؤية العلا» التي دشنتها الهيئة الملكية لمحافظة العلا بحضور ولي العهد، وتسعى الرؤية إلى إحداث تحولات طليعية في المنطقة من أجل الموازنة بين حماية التراث الطبيعي والثقافي الغني، ومشاريع المملكة الطموحة لتهيئة المنطقة لاستقبال الزوار من شتّى بقاع العالم.

يقول المصور عبدالله نايل العنزي، أحد الشباب الذين يوثقون جماليات المكان، «شرعان حباها الله بجمال طبيعة وسحر وهدوء وتكوينات لافتة جدا نحمد الله أن رؤية المملكة اتجهت إلى أكثر الأمكنة جمالا في شمال غرب المملكة العلا والحجر وشرعان كانت وما زالت وجهة سياحية مهمة نقصدها دائما».