باكستان الأولى
الاثنين / 13 / جمادى الآخرة / 1440 هـ الاثنين 18 فبراير 2019 01:44
عبدالرحمن الطريري
باكستان هي المحطة الأولى لرحلة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الآسيوية، ربما لا يأتي هذا الاختيار مصادفة، حيث إن باكستان دولة مهمة إسلاميا، بل هي الدولة الإسلامية الوحيدة التي تملك السلاح النووي.
وهذا ليس السبب الوحيد لأهميتها، فلباكستان جيش يمثل في المركز الثالث عشر عالميا، ولديها تجربة بالغة الأهمية في التصدي للإرهاب، وهي التي تملك حدودا تبلغ حوالى 2600 كيلو متر مع أفغانستان، حيث تمكنت من وأد الإرهاب خلال العقد الأخير، بالإضافة للحدود مع كل من الصين والهند وإيران.
ولدى باكستان طبيعة تضاهي مرتفعات سويسرا على مستوى الجبال التي تعانق السحاب، لكنها تفتقر إلى بنية تحتية لجذب السياحة، مع قدرات إنتاجية على المستوى العسكري، حيث تبرع في صناعة الطائرات والصواريخ، بالإضافة لصناعات غير عسكرية مثل الجلود، كما أنها البلد الذي صنع الكرات التي استخدمت في كأس العالم.
علاقات السعودية بباكستان ممتدة عبر التاريخ، حيث كانت لقاءات المؤسس الملك عبدالعزيز بقادة باكستان مستمرة، مروراً بكافة الملوك السعوديين سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله، دون أن نستثني الأمير سلطان وزير الدفاع.
الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، التقيا أيضا بقادة باكستان خاصة عمران خان رئيس الوزراء المنتخب أغسطس الماضي، والذي خص المملكة بأولى زياراته الخارجية، مؤكدا على أهمية المملكة لباكستان، وتوافق رؤية المملكة 2030 مع رؤيته حول باكستان الجديدة.
باكستان تمثل عضيدا مهما للمملكة في العالم الإسلامي، وما حيازتها لثاني كتلة شيعية في العالم الإسلامي بعد إيران، إلا تأكيد على ريادة المملكة للعالم الإسلامي، برؤية تتجاوز الطوائف، مع ما يحويه ذلك من تكذيب للرواية الإيرانية حول احتكارها للمسلمين الشيعة.
وعلى ذلك تحمل المملكة العديد من مذكرات التفاهم مع باكستان، ولعل أهمها مصفاة جوادر بقيمة 10 ملايين دولار، والتي تستثمر فيها شركة أرامكو السعودية لتؤكد سعيها للتمدد خارج نطاق المملكة، ومدى الرهان على جوادر كمنصة من شأنها تقليل زمن تصدير النفط للصين، إلى حوالى 4 أيام.
الاتفاقيات شملت أيضا مجالات التعدين، والطاقة المتجددة، بالإضافة إلى دعم البنك المركزي الباكستاني بوديعة، مما يمثل بادرة ثقة بالاقتصاد الباكستاني، ومستقبل نمو هذا الاقتصاد.
سمو ولي العهد خلال جولته الآسيوية بالإضافة لباكستان، سيزور عدة دول، تأكيدا على حرص المملكة على تنويع خياراتها، وتأكيد استقلاليتها، بشكل واضح لا يحمل التشكيك مهما زاد التدليس.
ختاما يجب التأكيد على أهمية باكستان للمملكة، بالقدر الذي تمثله أهمية المملكة لباكستان.
* كاتب سعودي
Twitter: @aAltrairi
Email: me@aaltrairi.com
وهذا ليس السبب الوحيد لأهميتها، فلباكستان جيش يمثل في المركز الثالث عشر عالميا، ولديها تجربة بالغة الأهمية في التصدي للإرهاب، وهي التي تملك حدودا تبلغ حوالى 2600 كيلو متر مع أفغانستان، حيث تمكنت من وأد الإرهاب خلال العقد الأخير، بالإضافة للحدود مع كل من الصين والهند وإيران.
ولدى باكستان طبيعة تضاهي مرتفعات سويسرا على مستوى الجبال التي تعانق السحاب، لكنها تفتقر إلى بنية تحتية لجذب السياحة، مع قدرات إنتاجية على المستوى العسكري، حيث تبرع في صناعة الطائرات والصواريخ، بالإضافة لصناعات غير عسكرية مثل الجلود، كما أنها البلد الذي صنع الكرات التي استخدمت في كأس العالم.
علاقات السعودية بباكستان ممتدة عبر التاريخ، حيث كانت لقاءات المؤسس الملك عبدالعزيز بقادة باكستان مستمرة، مروراً بكافة الملوك السعوديين سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله، دون أن نستثني الأمير سلطان وزير الدفاع.
الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، التقيا أيضا بقادة باكستان خاصة عمران خان رئيس الوزراء المنتخب أغسطس الماضي، والذي خص المملكة بأولى زياراته الخارجية، مؤكدا على أهمية المملكة لباكستان، وتوافق رؤية المملكة 2030 مع رؤيته حول باكستان الجديدة.
باكستان تمثل عضيدا مهما للمملكة في العالم الإسلامي، وما حيازتها لثاني كتلة شيعية في العالم الإسلامي بعد إيران، إلا تأكيد على ريادة المملكة للعالم الإسلامي، برؤية تتجاوز الطوائف، مع ما يحويه ذلك من تكذيب للرواية الإيرانية حول احتكارها للمسلمين الشيعة.
وعلى ذلك تحمل المملكة العديد من مذكرات التفاهم مع باكستان، ولعل أهمها مصفاة جوادر بقيمة 10 ملايين دولار، والتي تستثمر فيها شركة أرامكو السعودية لتؤكد سعيها للتمدد خارج نطاق المملكة، ومدى الرهان على جوادر كمنصة من شأنها تقليل زمن تصدير النفط للصين، إلى حوالى 4 أيام.
الاتفاقيات شملت أيضا مجالات التعدين، والطاقة المتجددة، بالإضافة إلى دعم البنك المركزي الباكستاني بوديعة، مما يمثل بادرة ثقة بالاقتصاد الباكستاني، ومستقبل نمو هذا الاقتصاد.
سمو ولي العهد خلال جولته الآسيوية بالإضافة لباكستان، سيزور عدة دول، تأكيدا على حرص المملكة على تنويع خياراتها، وتأكيد استقلاليتها، بشكل واضح لا يحمل التشكيك مهما زاد التدليس.
ختاما يجب التأكيد على أهمية باكستان للمملكة، بالقدر الذي تمثله أهمية المملكة لباكستان.
* كاتب سعودي
Twitter: @aAltrairi
Email: me@aaltrairi.com