«عكاظ» تستذكر «فرمان» عامل البقالة الذي خلدته أفئدة السعوديين
الثلاثاء / 14 / جمادى الآخرة / 1440 هـ الثلاثاء 19 فبراير 2019 02:31
إبراهيم علوي (جدة) i_waleeed22@
بعد 10 أعوام من استشهاده بطلا في سيول جدة الشهيرة.. يستذكر الأهالي «فرمان» عامل البقالة الذي ضحى بحياته لإنقاذ 14 شخصا من الموت غرقا في السيل العنيف الذي ابتلع 114 فردا في ذلك اليوم. حين سمع فرمان بالخطر الداهم أغلق بقالة «الشفاء» التي يعمل فيها وسط حي الحرازات وهب مسرعا إلى موقع الحدث لإنقاذ حياة العشرات من وسط السيل الداهم لينجح في إنقاذ عددٍ من العمال، ولم ينه مهمته وفزعته إلا وقد عاد إلى عمق السيل لإنقاذ آخرين محاصرين داخل سيارة، ونجح فرمان في ربط حبل في إحدى الكتل الخرسانية وأفلح في إجلاء 14 شخصا من عمق المياه الجارية، وأكمل مهمته وعاد إلى بر آمن ليلتقط أنفاسه، فحركته صرخات غرقى عالقين فهب لنجدتهم فاستشهد بعدما جرفت السيول جسده المنهك. تصدرت قصة فرمان كل الأوساط السعودية التي تفاعلت بتقدير كبير مع بطولته واستشهاده. ومنحت المملكة البطل الشهيد وسام الملك عبدالعزيز، فيما تدافعت جهات عدة لتكريمه. واستضاف برنامج خادم الحرمين الشريفين أسرته لتأدية الحج، فيما خصصت جامعة الملك سعود منحة دراسية لشقيقه. وأطلقت أمانة جدة اسمه على أحد شوارع المحافظة، وتم تشييد مسجد يحمل اسمه في مسقط رأسه، فضلا عن إعمار منزل أسرته، وتقديم المساعدات لهم. ولا يزال والده المسن «عمر رحمن»، الذي يدير بقالة صغيرة في قريته، يتحدث عن بطولة ابنه ووفاء السعوديين تجاهه بالاعتزاز والتقدير. وللشهيد 4 إخوة، و5 أخوات. وتزوج منذ 7 سنوات، وأنجب 3 بنات (زبيدة 7 سنوات، مديحة 6 سنوات، وجويرية 4 سنوات)، والأخيرة لم يرها، إذ مات شهيدا قبل عودته في إجازته السنوية إلى قريته الصغيرة وادي سوات.