تواصيف المقبل يا روتانا
الخميس / 16 / جمادى الآخرة / 1440 هـ الخميس 21 فبراير 2019 01:22
أريج الجهني
«سأدخل التاريخ وإن ضاقت أبوابه» هذا عنوان إحدى مقالات الكاتبة السعودية المتميزة تواصيف المقبل، تواصيف قدمت نموذجا للفتاة المجتهدة التي سعت أن تحضر بعلمها وأخلاقها قبل أن تحضر بشكلها أو صيتها، لديها ظهور إعلامي متميز وطاقة جبارة شخصيا سأحرص أن أتابع أي برنامج ستقدمه، لأنني أعلم أنها تحترم الجمهور ولا تخدش عين المشاهد بالبوتكس والتبهرج والمظهر الذي يغلب الجوهر، تواصيف فتاة صنعت اسمها وليست بحاجة فعليا للثناء، لكن أنا هنا أتحدث لألقي الضوء وأتساءل لماذا لا نرى «تواصيف» كنموذج للفتاة السعودية المعتدلة في القنوات التلفزيونية السعودية؟ والذي دعاني أن اكتب هذا هو تصريح إعلامية عربية تستخدم لغة حادة جدا مع الشعب السعودي وتستهزئ بأنهم عاجزون وأنها فوق الشعب وأنها أقرب للحكومة منا! كيف تجرأت ومن أعطاها الضوء الأخضر للقفز فوق كرامة الناس؟
حيث قالت إنها في انتظار عقد مع روتانا؟ لماذا؟ هل فرغت المملكة العربية السعودية من الفتيات الإعلاميات المتمكنات؟ هل فتاة مثل تواصيف يتم تعطيل طاقتها العلمية والعملية دون استقطابها؟ لدي ثقة بأن صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال على وعي تام بالاحتقان المحلي ضد بعض المذيعات اللاتي تفرغن للشتم والكيل لهذا الوطن العظيم، وأيضا لدي ثقة كبيرة جدا بأنه من أكثر الناس حرصا على دعم المرأة السعودية، وأهم دعم نطلبه كسيدات سعوديات هو إعادة هيكلة المذيعات في القنوات وتحديدا روتانا لأننا نحترمه ونقدره ونفتخر به، وأن تكون فرصة لإعطاء المنبر للفتيات السعوديات القادرات على صناعة محتوى يخدم المرأة السعودية بمختلف أحوالها.
إن من أكبر الأخطاء التي تصر بعض وسائل الإعلام السعودي على ممارستها، البعد عن الواقع الحقيقي الذي يعيشه المواطن السعودي، بل البعد حتى عن ظهور المحجبات والمنقبات كمذيعات، وهذه ثغرة جعلت الفتاة السعودية المنقبة مثلا لا تجتهد بمتابعة البرامج التي توجه لها، لأنها لا ترى فتاة تشبهها؟ لا تسمع صوتا يشبه صوتها، بعض مذيعات القنوات السعودية تبالغ في المظهر بطريقة غير مهنية ومستفزة، وهذا جهل إعلامي مثير للضحك، بل يخلق صورة مشوهة عن واقع المرأة السعودية، نعم فالبهرجة والتكسر في الحديث والتمايع ليست هي النماذج التي تمثلنا بل حتى أشهر مذيعات الغرب لا تظهر بالتميع الذي تظهره بعض المذيعات المحسوبات علينا لدرجة أن البعض يعتقد أننا هكذا! لا نرتدي إلا شانيل ولا نتقن إلا عمليات التجميل، هناك فرق أن تكوني «إعلامية» أو «نجمة إغراء» حددي موقفك.
صناعة الإعلاميات السعوديات لن تنهض إلا إذا تحدثنا بصراحة، نعم نريد فتيات يشبهن الفتيات في الطرف الآخر، نريد عقولا متخصصة في فهم الشعور واللاشعور وصناعة الوعي بطريقة علمية، قنوات السعودية مجتمعة من روتانا وإم بي سي لم تخدم الفتاة السعودية بالحد المأمول بعد، وبدورنا هنا نطالبهم بهذا، بل نتمنى أن لا يتم توظيف مذيعات يعلن العداء ويستخدمن لغة التهديد والابتزاز والاستفزاز مع السعوديين، من حق المشاهد السعودي أن يشعر بالتقدير وأقل درجات التقدير أن لا يرى من تجاهر بكراهية وطنه أو من تتبهرج وتقزم صورة المرأة السعودية أمامنا على الشاشة.
نريد سعوديات في برامج جماهيرية كأوبرا وينفري وغيرها، برامج تجعل الجمهور همّ محوره، لا المذيعة ذات الشعر المستعار والأظافر المستعارة والأفكار المزيفة، بل أتعجب مثلا من تكريس بعض البرامج لأفكار عنصرية ضد المرأة، بدلا من طرحها كقضية حقيقية، نعم نحن ندرك أن الإعلام وظيفته طرح القضايا والاستماع للحلول لا صناعتها، لكن قبل هذا علينا أن نصنع وعيا إعلاميا ينطلق من هذه القنوات التي تدخل بيوت السعوديين، رغم انصراف أغلب الناس للمحتوى الفردي كاليوتيوب والسناب شات والسبب هو أنهم يبحثون عن محتوى يشبههم! لكن لا يعفى هذا الإعلام السعودي أن يعيد هيكلته، بحيث يصبح صانعو ومقدمو المحتوى من أبناء وبنات هذا البلد!
حتى حينه، أقول لتواصيف وكل فتاة تشق طريقها، نحن معكن ونعتز بكن، وأنتن من سيعدن صناعة التاريخ بحضوركن العلمي والمهني، كل فتاة قدمت نفسها بهدوء ومهنية تستحق التقدير لأنها تعكس الصورة الحقيقية للنساء السعوديات، اختطاف صورة المرأة السعودية من الصحويين لا ينبغي أن يتكرر من أي فريق آخر، الوسطية أن تمنح الفرصة للمرأة بغض النظر عن شكل حجابها، أخيرا تابعت برنامج «استشارات مع سارة» للدكتورة العظيمة سارة العبدالكريم وظهرت فيه بنقابها وقدمت محتوى تربويا رصينا، هل ستجتهد القنوات أيضا لعمل برنامج موجه للأطفال والاستفادة من خبرتها التعليمية الطويلة؟ أم أننا سنستمر في إقصاء الكفاءات على حساب التوجهات؟ القليل من البراغماتية سيجعلنا نستفيد من الجميع؟ هكذا نبني وطنا للجميع، كما احتفلنا ببسمة العتيبي نحتفل بسارة وتواصيف وكل فتاة ذات إنتاج حقيقي بغض النظر عن لون وطريقة حجابها!
والأهم أن نكون على وعي، إن التنوع ومحاربة التمييز ركيزة أساسية في بناء الدول الكبرى، ونحن دولة عميقة وممتدة ومقبلون على سنوات من الإنجاز والحصاد فلنحسن الاختيار ونتوقف عن منح الفرص لمن لا يقدرها، وأن لا نبقي أي مجال للصعود على حساب هذه الرؤية من أعداء الوطن وأبواق الكراهية.
* كاتبة سعودية
areejaljahani@gmail.com
حيث قالت إنها في انتظار عقد مع روتانا؟ لماذا؟ هل فرغت المملكة العربية السعودية من الفتيات الإعلاميات المتمكنات؟ هل فتاة مثل تواصيف يتم تعطيل طاقتها العلمية والعملية دون استقطابها؟ لدي ثقة بأن صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال على وعي تام بالاحتقان المحلي ضد بعض المذيعات اللاتي تفرغن للشتم والكيل لهذا الوطن العظيم، وأيضا لدي ثقة كبيرة جدا بأنه من أكثر الناس حرصا على دعم المرأة السعودية، وأهم دعم نطلبه كسيدات سعوديات هو إعادة هيكلة المذيعات في القنوات وتحديدا روتانا لأننا نحترمه ونقدره ونفتخر به، وأن تكون فرصة لإعطاء المنبر للفتيات السعوديات القادرات على صناعة محتوى يخدم المرأة السعودية بمختلف أحوالها.
إن من أكبر الأخطاء التي تصر بعض وسائل الإعلام السعودي على ممارستها، البعد عن الواقع الحقيقي الذي يعيشه المواطن السعودي، بل البعد حتى عن ظهور المحجبات والمنقبات كمذيعات، وهذه ثغرة جعلت الفتاة السعودية المنقبة مثلا لا تجتهد بمتابعة البرامج التي توجه لها، لأنها لا ترى فتاة تشبهها؟ لا تسمع صوتا يشبه صوتها، بعض مذيعات القنوات السعودية تبالغ في المظهر بطريقة غير مهنية ومستفزة، وهذا جهل إعلامي مثير للضحك، بل يخلق صورة مشوهة عن واقع المرأة السعودية، نعم فالبهرجة والتكسر في الحديث والتمايع ليست هي النماذج التي تمثلنا بل حتى أشهر مذيعات الغرب لا تظهر بالتميع الذي تظهره بعض المذيعات المحسوبات علينا لدرجة أن البعض يعتقد أننا هكذا! لا نرتدي إلا شانيل ولا نتقن إلا عمليات التجميل، هناك فرق أن تكوني «إعلامية» أو «نجمة إغراء» حددي موقفك.
صناعة الإعلاميات السعوديات لن تنهض إلا إذا تحدثنا بصراحة، نعم نريد فتيات يشبهن الفتيات في الطرف الآخر، نريد عقولا متخصصة في فهم الشعور واللاشعور وصناعة الوعي بطريقة علمية، قنوات السعودية مجتمعة من روتانا وإم بي سي لم تخدم الفتاة السعودية بالحد المأمول بعد، وبدورنا هنا نطالبهم بهذا، بل نتمنى أن لا يتم توظيف مذيعات يعلن العداء ويستخدمن لغة التهديد والابتزاز والاستفزاز مع السعوديين، من حق المشاهد السعودي أن يشعر بالتقدير وأقل درجات التقدير أن لا يرى من تجاهر بكراهية وطنه أو من تتبهرج وتقزم صورة المرأة السعودية أمامنا على الشاشة.
نريد سعوديات في برامج جماهيرية كأوبرا وينفري وغيرها، برامج تجعل الجمهور همّ محوره، لا المذيعة ذات الشعر المستعار والأظافر المستعارة والأفكار المزيفة، بل أتعجب مثلا من تكريس بعض البرامج لأفكار عنصرية ضد المرأة، بدلا من طرحها كقضية حقيقية، نعم نحن ندرك أن الإعلام وظيفته طرح القضايا والاستماع للحلول لا صناعتها، لكن قبل هذا علينا أن نصنع وعيا إعلاميا ينطلق من هذه القنوات التي تدخل بيوت السعوديين، رغم انصراف أغلب الناس للمحتوى الفردي كاليوتيوب والسناب شات والسبب هو أنهم يبحثون عن محتوى يشبههم! لكن لا يعفى هذا الإعلام السعودي أن يعيد هيكلته، بحيث يصبح صانعو ومقدمو المحتوى من أبناء وبنات هذا البلد!
حتى حينه، أقول لتواصيف وكل فتاة تشق طريقها، نحن معكن ونعتز بكن، وأنتن من سيعدن صناعة التاريخ بحضوركن العلمي والمهني، كل فتاة قدمت نفسها بهدوء ومهنية تستحق التقدير لأنها تعكس الصورة الحقيقية للنساء السعوديات، اختطاف صورة المرأة السعودية من الصحويين لا ينبغي أن يتكرر من أي فريق آخر، الوسطية أن تمنح الفرصة للمرأة بغض النظر عن شكل حجابها، أخيرا تابعت برنامج «استشارات مع سارة» للدكتورة العظيمة سارة العبدالكريم وظهرت فيه بنقابها وقدمت محتوى تربويا رصينا، هل ستجتهد القنوات أيضا لعمل برنامج موجه للأطفال والاستفادة من خبرتها التعليمية الطويلة؟ أم أننا سنستمر في إقصاء الكفاءات على حساب التوجهات؟ القليل من البراغماتية سيجعلنا نستفيد من الجميع؟ هكذا نبني وطنا للجميع، كما احتفلنا ببسمة العتيبي نحتفل بسارة وتواصيف وكل فتاة ذات إنتاج حقيقي بغض النظر عن لون وطريقة حجابها!
والأهم أن نكون على وعي، إن التنوع ومحاربة التمييز ركيزة أساسية في بناء الدول الكبرى، ونحن دولة عميقة وممتدة ومقبلون على سنوات من الإنجاز والحصاد فلنحسن الاختيار ونتوقف عن منح الفرص لمن لا يقدرها، وأن لا نبقي أي مجال للصعود على حساب هذه الرؤية من أعداء الوطن وأبواق الكراهية.
* كاتبة سعودية
areejaljahani@gmail.com