بحمد الله تدوم النعم، نعم هي نعمة لمن أراد لها أن تكون كذلك والعكس صحيح، ورغم أن الكثير ممن يتسنم المسؤولية في المناصب المهمة، وحتى التي تصغرها يقولون إنها مهمة صعبة، وإنها تكليف ويبتعدون عن كلمة تشريف، وكأنها داء أو بلاء، من وجهة نظري أنها تكليف وتشريف، فالتكليف عرفناه فهو إسناد مهمة إلى مواطن ليقدم خدمة واجبة لآخر، والتشريف هو أن هذا المواطن الذي عين في هذا المنصب المهم، قد منح ثقة ولي الأمر الملك سلمان حفظه الله وكذا ستشمله رعاية ولي عهده المبدع الأميرمحمد بن سلمان، هذا هو التشريف وهل هناك أفضل، إن هذه المهمة التي قلدت أعناق ثلة ممن رؤيت فيهم القدرة على الإنجاز، ونحسن كلنا الظن في أنهم كذلك إن شاء الله، خصوصا من حيث الأمانة والإخلاص للوطن، لكن بعد مرور الوقت لا نرى الإنجازات التي نطمح إليها، فمعظم الأشياء مكانك راوح، بل قد تصدر تعليمات تعقد العمل ولا صلة لها من بعيد ولا من قريب للتخفيف على المواطن، سيل من القرارات خصوصا من بعض المكاتب التي شغلها الشاغل إصدار التعليمات حزمة وراء حزمة ويقولون للمواطن أنت عود من طرف حزمة، إنها تعليمات ممكن أن تدخل موسوعة جينس، ولن تخرج منها لأنه يصعب تحديها من قبل أي جهة أخرى، ونضرب مثلا بمكاتب العمل، فالتعليمات ترف «يا حبة عيني»، دون توقف وبرغم ذلك مشاكل التعاملات تزيد والبطالة لا تشهد أي تقدم يقنع، فالقرار يأتي بمعالجة فوقية للمشكلة، وكأن المهم أن نقول إحصائيا إن البطالة انخفضت، واليوم لست في وارد ما يخص العمل بالذات، فهو ليس نتاج اليوم بل رصيد يتراكم ككرة الثلج، ولكني أبعث بهذه الرسالة إلى كل مسؤول تشرف بالثقة الغالية.

وأقول له إنها نعمة وليست نقمة، البعض ربما يقول تريده يفرح بالمنصب وكأنه غاية المنى، ألم تسمع بروايات من التاريخ أن الكثير أبوا قبول المنصب، وأرد هناك نعم من اعتذر وأراه أحد أمرين إما عدم الكفاءة أو عدم الشجاعة، أما من أباها وهو كفء فهم نوادر، ولكن خير مثل على العكس، موقف سيدنا يوسف عليه السلام عندما طلب أن يكون مسؤولا عن الخزينة، فهل كان ذلك معيبا، فليفرح بالمنصب من أوتيه ولم لا فهو شرف حظي به، هي فرصة ذهبية جاد بها الله عليه، ليتشرف بتقديم خدمة حسنة للوطن ليكون عند حسن ظن ولاة الأمر بأمانته وإنجازه وللمواطن بتقديم الخدمات له، وهو محافظ على كرامته، لا مشاوير تهد الحيل، سببها راجعنا بكرة أو أنظمة معقدة، تجعل من إنهاء المعاملة منة، يا إخوان يا أصحاب المناصب، ببساطة المواطن لا يريد المن والسلوى، يريد عندما يراجع لا يحتاج واسطة، يريد معاملة كريمة، لا ابتسامة لا تودي ولا تجيب أو في المناسبات باقة ورد تصهلل بألوانها وهي ذبلانة في قيمتها، لأنها من مزرعة «الشو» والشكليات التي لا تقدم ولا تؤخر، امنحوا مكاتبكم في المدن الصلاحيات، وبلاش كلمة راح نرفعها برجاء الموافقة وكأن خدمة المواطن جائزة وهبة من المسؤول.

قدمت القيادة الكثير من التوجيه ومن الأفكار ليتمكن المسؤول من القيام بعمله بأريحية وشجاعة أدبية، بأخذ القرار لمصلحة المواطن، لقد توج ولي العهد ذلك برؤية 2030 بكل أبعادها اللوجستية والتنظيمية وأدبيات العمل أيضا، وقلتها مرات عدة لا تحتاج لإعجاز أو تنظير لمعرفة ما يحتاج المواطن، فقط طبقها على نفسك، لو كنت مكانه ماذا تريد من المسؤول. لعل الرسالة وصلت.