اقتصاد

جروس من ضابط بحري إلى ملك سندات العالم

بيل جروس

محمد الصبحي (جدة) malsobhi18@

لم يعد قرار الاعتزال يقتصر على نجوم الرياضة والفن قفد اقتحم مصطلح «الاعتزال» عالم المال والأعمال.

ولم يعتد رجال المال والأعمال على سماع أخبار الاعتزال بين الأوساط الاستثمارية؛ لذا كان خبر اعتزال شخص بحجم بيل جروس صاحب الـ74 عاماً عالم الاستثمار بعد 40 عاماً من الصولات والجولات في الأسواق كان بمثابة ضجة كبيرة لن يزول أثرها بسهولة.

وسيتجه جروس بعد اعتزاله نحو إدارة أصوله الشخصية ومؤسسته الخيرية مع اثنين من أولاده الثلاثة.

وجروس الذي عُرف بـ«ملك السندات» امتلأت حياته المهنية بكثير من الجدل كما تكللت بالكثير من النجاح الذي يستحق التوقف عنده.

وعرفت السنوات الأخيرة في حياة جروس المهنية بالكثير من الإخفاقات، خصوصاً في عام 2014 الذي كان شاهداً على رحيله من شركة باسفيك انفيسمنت مانجمينت التي تعرف بـ«بيمكو» والتي شارك في تأسيسها في عام 1971 وتدير الآن أصولاً قيمتها تريليونا دولار.

ومنذ 4 سنوات تصاعدت التوترات داخل أكبر شركة إدارة أصول في العالم، نتيجة لاستياء المديرين الشباب من أسلوب إدارة جروس الذي وصف بأنه استبدادي إلى كونه عُرف بأنه شخص حاد المزاج.

وبعد ذلك جاءت استقالة جروس مكتوبة بخط اليد قبل دقائق من افتتاح الأسواق الأمريكية في 26 سبتمبر 2014.

وبعد استقالة جروس بأشهر عدة من «بيمكو» قام بمقاضاة الشركة إذ اتهمها بالفصل التعسفي، وانتهت تلك القضية في عام 2017 حينما تم التوصل لتسوية تقضي بحصول جروس على تعويض قيمته 81 مليون دولار.

وإن كانت تلك هي نهاية الطريق بالنسبة لجروس في بيمكو، فإن البداية كانت في أول سبعينات القرن الماضي وحدثت حينما تحول إلى الاستثمار بعدما شغل منصب ضابط بحري أمريكي، وذلك بعد أن أنهى دراسته في مجال علم النفس في جامعة ديوك عام 1966.

وبعد رحلته القصيرة في المجال العسكري شارك جروس في تأسيس شركة إدارة شركة «باسفيك انفيسمنت مانجمنت» وأصبح نجماً في مجال الاستثمار، إذ اجتذب مئات مليارات الدولارات من الأصول.

وعقب انتهاء رحلة جروس داخل «بيمكو» التي استمرت طوال 4 عقود اتجه بعد ذلك نحو شركة «يانوس هندرسون»، ولكنه لم يكن قادراً على تكرار نجاحه السابق، إذ إن ترتيب الصندوق الذي قام بإدارته كان بالقرب من القاع.