أخبار

الملك سلمان: لا نتهاون ولا نتأخر في واجباتنا تجاه أزمات دول العالم

أكد المسؤولية تجاه الشعوب في بناء شراكة حقيقية بين الدول العربية والأوروبية

الملك سلمان مترئساً وفد المملكة في القمة العربية الأوروبية الأولى.

«عكاظ» (شرم الشيخ) okaz_online@

أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أن ما يقوم به النظام الإيراني من دعم للمليشيات وغيرها في المنطقة، وممارساته العدوانية وتدخلاته السافرة في شؤون الدول الأخرى، يتطلب موقفاً دولياً موحداً لحمله على الالتزام بقواعد حسن الجوار والقانون الدولي، ووضع حد لبرنامجه النووي والباليستي.

وشدد الملك سلمان على رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي وزعماء الدول العربية المجتمعين في شرم الشيخ أمس (الأحد)، بأهمية تكاتف الجهود الدولية من أجل دعم الشرعية اليمنية، وحمل المليشيات الحوثية الإرهابية الانقلابية المدعومة من إيران على الانصياع لإرادة المجتمع الدولي، وتحميل المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران المسؤولية عن الوضع القائم في اليمن، وإدانة ما تقوم به من إطلاق الصواريخ الباليستية إيرانية الصنع والمنشأ تجاه مدن المملكة التي بلغ عددها أكثر من 200 صاروخ، إضافة إلى أنشطتها المزعزعة لأمن وسلامة الملاحة البحرية في منطقة باب المندب والبحر الأحمر، التي تشكل تهديداً مباشراً وخطيراً لأمننا جميعاً.

ونوّه خادم الحرمين الشريفين، لدى ترؤسه وفد المملكة في القمة العربية الأوروبية الأولى التي بدأت أعمالها أمس في شرم الشيخ في مصر وانطلقت أولى جلساتها تحت عنوان «في استقرارنا.. نستثمر»، بالجهود الكبيرة التي بذلتها المملكة في سبيل إنجاح مشاورات السويد، وتدعو إلى متابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في تلك المشاورات بكل دقة، لافتا إلى أن الالتزام بالمعاهدات والأعراف والقرارات الدولية هو الأساس الذي يبنى عليه حل النزاعات الدولية.

وجدد دعوته للحل السياسي للأزمات التي تمر بها بعض الدول العربية وفقاً للمرجعيات الدولية في هذا الشأن، مثمنا الجهود الأوروبية الداعمة لذلك.

وأكد أهمية مواصلة العمل المشترك في محاربة الإرهاب وغسل الأموال بلا هوادة ولا تساهل، لافتا إلى أن المملكة شأنها شأن الكثير من الدول الأخرى عانت من الإرهاب، وقادت العديد من الجهود الدولية الرائدة لمحاربته على كافة الأصعدة، بما في ذلك تجفيف منابعه الفكرية والتمويلية، وأثمر التعاون الأمني المشترك مع العديد من الدول عن إحباط العديد من المحاولات الإرهابية الآثمة.

وحذّر خادم الحرمين من أن العلاقات بين الدول لا يمكن أن تستقيم دون احترام كامل لسيادتها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والميل عن هذه المبادئ الراسخة في العلاقات الدولية من شأنه أن يؤثر على تحقيق التعايش والتعاون المشترك الذي تصبو إليه شعوب العالم، مضيفا أن ما يعزز اهتمامنا بهذه القمة هي رغبة الجانبين في تعزيز علاقاتنا على مختلف الأصعدة وفق هذه المبادئ، ومسؤوليتنا جميعاً تجاه شعوبنا وأجيالنا القادمة أن نعمل على بناء شراكة حقيقية بين الدول العربية والدول الأوروبية تستلهم من تجارب الماضي خططاً للحاضر، ومن تحديات الحاضر فرصاً للمستقبل.

وعن القضية الفلسطينية، أكد الملك سلمان أنها القضية الأولى للدول العربية، وفي القمة الأخيرة لقادة الدول العربية التي استضافتها المملكة وأسميناها (قمة القدس)، أعدنا التأكيد على موقفنا الثابت تجاه استعادة كافة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وعلى رأسها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، مبينا أن حل القضية الفلسطينية مهم، ليس فقط لاستقرار منطقة الشرق الأوسط، وإنما للاستقرار العالمي وأوروبا على وجه الخصوص، وفي هذا الشأن فإننا نثمن الجهود الأوروبية لإيجاد حل عادل لهذه القضية.

وأعرب الملك سلمان عن أمله أن تنجح هذه القمة في المساعدة على إيجاد حلول لقضايا اللاجئين والمهاجرين والنازحين من بلدانهم بسبب مآسي الحروب والنزاعات وهي على رأس القضايا الإنسانية الملحة، ومن منطلق المبادئ والثوابت الإسلامية والعربية فإننا لا نتهاون ولا نتأخر في تأدية واجباتنا الإنسانية تجاه الأزمات التي يعاني منها العديد من دول وشعوب المنطقة والعالم، دون تمييز ديني أو عرقي. وذكر أن السعودية قدمت مساعدات تتجاوز 35 مليار دولار لأكثر من 80 دولة في المجالات الإنسانية والخيرية والتنموية.

وأشاد الملك سلمان بن عبدالعزيز بالعلاقات التاريخية بين العالم العربي والاتحاد الأوروبي بأبعادها المختلفة السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية، متطلعاً إلى أن تسهم هذه القمة في تعزيزها في جميع المجالات، لتحقيق مصالحنا المشتركة.