أخبار

«عكاظ» ترصد سفر المرضى للأردن وتسأل: أزمة ثقة أم تعلّق بـ«قشة»؟

رئيس «صحية الشورى» يدافع.. والمتعافون يروون تجاربهم

عبدالعزيز العنزي يتلقى علاجه في الأردن.

نادر العنزي (تبوك) nade5522@

في الوقت الذي تشهد فيه مستشفيات مناطق ومحافظات المملكة أجهزة طبية ذات إمكانات عالية، ومبان كلفت مليارات الريالات، واستقطاب للأطباء الزائرين ذوي الاختصاصات النادرة بشكل شهري، إلا أن الثقة بين المريض وتلك المستشفيات لاتزال معدومة، ما دفع الكثير من المرضى للبحث عن العلاج في الخارج.

هناك في الأردن، حيث تعتبر من أكثر الدول مقصداً للسياحة العلاجية، نظير توافر أطباء متخصصين ذوي كفاءة عالية، أثبتت نجاحها في جميع التخصصات وأصبحت مقصداً للباحثين عن العلاج.

ويُعتبر أهالي الشمال محظوظين لقربهم من العاصمة الأردنية، إذ تكتظ المستشفيات والعيادات الخاصة هناك بمئات المرضى السعوديين.

ووفقاً لنائب سفير المملكة لدى الأردن محمد العتيق فإن 70 ألف سعودي قدموا إلى الأردن العام الماضي للعلاج، منهم 13.500 مريض تم إدخالهم وعلاجهم في المستشفيات، فيما راجع الآخرون العيادات والمراكز الطبية المتخصصة.

«عكاظ» فتحت ملف هجرة السعوديين للعلاج بالأردن والتقت عددا من المرضى الذين كانت لهم تجارب هناك، كما التقت بعدد من المتخصصين الصحيين بالمملكة والأردن. تجارب المرضى عبدالعزيز العنزي عزا سبب سفره للأردن للعلاج إلى عدم توافر أسرة في المستشفيات التخصصية في الرياض، وقال، (كنت أعاني من دم متجمد في الرأس، ومكثت بالمستشفى التخصصي بتبوك قرابة الشهر وسط مساع لتحويلي إلى أحد المستشفيات التخصصية بالرياض أو جدة، إلا أنها تعذرت لعدم وجود أسرّة شاغرة).

وروى العنزي قصة سفره للأردن «سافرت مع والدي للأردن وخضعت للفحوصات وأجريت عملية جراحية لسحب الدم، كل ذلك تم في يومين وأنا الآن بصحة جيدة».

فيما أوضح خالد الفرحان أنه كان يعاني من آلام في معدته وراجع مستشفيات متخصصة عدة بالمدينة المنورة دون جدوى، مشيراً إلى أنه توجه للعاصمة الأردنية لأحد الأطباء حيث شخص حالته وأعطاه العلاج اللازم حتى زالت آلامه. أما نواف أحمد، فأكد أنه راجع أحد المستشفيات الأردنية، وعمل عملية ليزر في يوم واحد، بكلفة لا تتجاوز 4000 ريال. وتعرض «أبومحمود» لجلطة في رأسه، ومكث في أحد المستشفيات الحكومية بالجوف لمدة أسبوع، بعدها توجه لإحدى العيادات التخصصية الصغيرة بالأردن وتم تشخيص حالته في يوم واحد، وصرف له العلاج المناسب، مع جلسات علاج طبيعي لمدة شهر، تحسن على إثرها بشكل كبير. ساعاتي: تحول كبير في المقابل دافع رئيس اللجنة الصحية بمجلس الشورى الدكتور.عبدالإله ساعاتي، عن وزارة الصحة، مؤكدا أنها تمر بمرحلة تحول كبيرة في إطار رؤية 2030، وتعمل على تحويل مرافقها الصحية إلى شركات حكومية وتطبيق التأمين الطبي على المواطنين وتبني تطبيقات إلكترونية حديثة. وأوضح أن اللجنة الصحية بمجلس الشورى تعمل بكل الجهود الممكنة للتأكد من تقديم أفضل الخدمات الصحية للمواطنين.

فيما بين عضو اللجنة الصحية بمجلس الشورى الدكتور حسين المالكي، أن هناك بقايا أفكار من الماضي ما زالت تعتقد أن العلاج في الخارج هو الأفضل برغم أن بعض الدول التي يسافرون إليها أقل إمكانية وسمعة من مستشفيات المملكة مثل المستشفى التخصصي والملك خالد للعيون وبعض المدن الطبية التابعة لوزارة الصحة مثل مدينة الملك فهد الطبية.

وأضاف «لا يعلم هؤلاء التقدم الذي حدث في المجال الصحي في السنوات الأخيرة لدرجة أن بعض مستشفيات المملكة أصبحت وجهة لكثير من الباحثين عن العلاج حتى للأمراض المستعصية» ويرى المالكي تلاشي هذا الانطباع مع برامج وزارة الصحة الحالية وخصخصة القطاع الصحي.

«قد نتفهم سفر البعض إلى الدول المجاورة لتلقي العلاج بسبب انخفاض تكلفة العلاج مقارنة بالسفر إلى المدن الرئيسية في المملكة التي تتوافر بها المستشفيات المتخصصة، هذا ربما يمثل قصورا في جانب توزيع الخدمات الصحية التخصصية على المناطق» 70 مليون دولار ولفت عضو الشورى المالكي إلى أن اللجنة الصحية في المجلس تدرس عادة تقرير وزارة الصحة بعناية بالغة وتتلمس الجوانب المهمة وتتخذ بحقها التوصيات المناسبة ومنها توصيات بتشغيل المستشفيات التخصصية في المناطق الطرفية وتوصيات بتفعيل برنامج التحويل إلى المستشفيات المتخصصة، «وناقش المجلس نظام التبرع بالأعضاء ونعمل الآن على إجراء بعض التعديلات حسب مداخلات أعضاء المجلس لأن هذا النظام سوف يساهم بشكل كبير في تنظيم عملية التبرع ويشجع المواطنين على التبرع وأيضا الزراعة داخل المملكة مما سيقلل من الطلب على السفر إلى الخارج لزراعة الأعضاء». سعوديون يستثمرون في الأردن فيما أكد رئيس جمعية المستشفيات الخاصة بالأردن الدكتور فوزي الحموري أن عدد المرضى السعوديين بالأردن المنومين في المستشفيات الأردنية خلال عام 2018 يقارب 20 ألف مريض، بينما عدد الذين راجعوا العيادات والمراكز الطبية بدون تنويم يقترب من 50 ألف مريض. ولفت إلى أن الاختصاصات الأكثر طلباً هي أمراض القلب والسكري والسمنة والأطفال والعيون.

وأشار رئيس جمعية المستشفيات الخاصة بالأردن، أن التكلفة الإجمالية لعلاج السعوديين بالأردن تقدر بـ 70 مليون دولار، مؤكدا أن مستثمرين سعوديين يملكون حصصا كبيرة في المستشفيات الأردنية، من بينهم مستثمر يملك نحو 70% في مستشفيين كبيرين.