العقيدة الإيرانية وليست التدخلات الإيرانية
السبت / 25 / جمادى الآخرة / 1440 هـ السبت 02 مارس 2019 02:11
يحيى الامير
فيما لو تم تنفيذ الاتفاق الإيراني - الإسرائيلي بإخراج القوات الأجنبية من سوريا فالمنطقة كلها أمام تحول مهم للغاية؛ أشبه ما يكون بإعلان نهاية وفشل أي تدخل تقوده دولة أو جماعات أيديولوجية وفشل للتدخلات الميليشياوية المسلحة التي لم تقدم سوى المزيد من القتل والفوضى والدمار.
لم تتدخل إيران في سوريا ولا في اليمن ولا في لبنان تدخلا سياسيا بهدف حماية مصالحها أو أمنها الإستراتيجي، النظام في طهران لا يفكر هكذا أصلا، إنه نظام يهتم بالمراقد والمزارات وتصدير الثورة وخروج المهدي من السرداب، وأي نظام يملك هذه العقيدة المتطرفة لن يؤمن أبدا بالدولة الوطنية ولا بالمصالح الإستراتيجية وبالتالي لن يجد شريكا له من دول العالم ولن يعتمد عليه العالم في القيام بأي دور إقليمي أمني أو اقتصادي.
لا يمكن للعالم أن يستمر صامتا أمام تلك النيران المشتعلة في سوريا وبدخول روسيا لاعبا محوريا في القضية السورية، وبدخول إسرائيل في المعادلة أدرك الطرفان أن سنوات الدمار والحرب لا يمكن أن تنتهي بوجود شريك متطرف ونظام بدائي كالنظام الإيراني، وبينما تفكر روسيا في القضية السورية من خلال أبعاد إستراتيجية مختلفة وتفكر إسرائيل في القضية من زاوية مصلحتها الأمنية، يفكر النظام الإيراني في حماية المراقد!
منذ عقود لم تعد إيران لاعبا سياسيا تحركه المصالح والحسابات الإقليمية كبقية الكيانات في المنطقة، لقد تحول بفعل عقيدته إلى أخطر نموذج للحكم في العالم، وبينما تتوزع أنشطته التخريبية في كل مكان يحتشد العالم الحر اليوم ضد هذا النظام وغيره من الأنظمة ذات المنطلقات الأيديولوجية لأنها باتت العبء الأكبر الذي تتسع بسببه مساحات العنف والقتل والإرهاب.
جرب العالم النظام الإيراني خلال أربعة عقود، لم يقدم خلالها ما يجعله شريكا مناسبا لأي دولة في العالم ولم يقدم حتى في الداخل الإيراني أي نموذج تنموي أو اقتصادي وحتى الشركات الأجنبية التي هرولت تجاه طهران بعد الاتفاق النووي الإيراني الأوبامي سيئ السمعة كانت تحاصرها المخاوف التي لم تلبث أن تحققت بعد إلغاء ذلك الاتفاق.
كانت أحداث عام 2011 لحظة ضاعفت الأطماع الإيرانية خارج الحدود ورأت في تلك الأحداث أن مشروعها الأصيل في تصدير الثورة أصبح طريقه ممهدا وشهدت مملكة البحرين أكبر مخطط إيراني لضرب الأمن والاستقرار وفي اليمن تحولت الميليشيا الحوثية الإجرامية إلى ثوار مطالبين بالحريات ومارس التجمع اليمني للإصلاح دورا مهد لتلك الجماعة أن تصل بالوضع في اليمن إلى ما هو عليه قبل تدخل التحالف العربي لاستعادة الشرعية.
ينظر العالم اليوم إلى سوريا والعراق ولبنان واليمن ويدرك أن العامل المشترك بين كل تلك البلدان هو التدخل الإيراني، ويدرك العالم أيضا أن كل تلك التدخلات ليست بحثا عن مكاسب سياسية أو اقتصادية أو لحماية أمنها الإقليمي، ويرى العالم كيف توجه إيران كل مقدراتها الاقتصادية لتمويل ودعم الميليشات والجماعات الإرهابية حول العالم، كل ذلك بلا جدوى لسبب واحد؛ لأنه ينطلق من غيبيات وعقائد غير واقعية لا علاقة لها بالعالم المعاصر ولا بالمستقبل ولا ببناء الدولة الوطنية.
ينظر العالم إلى تلك البلدان وما باتت تمثله من خطر على الاستقرار العالمي ويعيد اليوم بناء مواقف واضحة من هذا الخطر الحقيقي، الذي لا يكمن في التدخلات الإيرانية بل يكمن في العقيدة الإيرانية وبنية النظام التي لا يمكن أن تنتج إلا كوارث مستمرة.
* كاتب سعودي
لم تتدخل إيران في سوريا ولا في اليمن ولا في لبنان تدخلا سياسيا بهدف حماية مصالحها أو أمنها الإستراتيجي، النظام في طهران لا يفكر هكذا أصلا، إنه نظام يهتم بالمراقد والمزارات وتصدير الثورة وخروج المهدي من السرداب، وأي نظام يملك هذه العقيدة المتطرفة لن يؤمن أبدا بالدولة الوطنية ولا بالمصالح الإستراتيجية وبالتالي لن يجد شريكا له من دول العالم ولن يعتمد عليه العالم في القيام بأي دور إقليمي أمني أو اقتصادي.
لا يمكن للعالم أن يستمر صامتا أمام تلك النيران المشتعلة في سوريا وبدخول روسيا لاعبا محوريا في القضية السورية، وبدخول إسرائيل في المعادلة أدرك الطرفان أن سنوات الدمار والحرب لا يمكن أن تنتهي بوجود شريك متطرف ونظام بدائي كالنظام الإيراني، وبينما تفكر روسيا في القضية السورية من خلال أبعاد إستراتيجية مختلفة وتفكر إسرائيل في القضية من زاوية مصلحتها الأمنية، يفكر النظام الإيراني في حماية المراقد!
منذ عقود لم تعد إيران لاعبا سياسيا تحركه المصالح والحسابات الإقليمية كبقية الكيانات في المنطقة، لقد تحول بفعل عقيدته إلى أخطر نموذج للحكم في العالم، وبينما تتوزع أنشطته التخريبية في كل مكان يحتشد العالم الحر اليوم ضد هذا النظام وغيره من الأنظمة ذات المنطلقات الأيديولوجية لأنها باتت العبء الأكبر الذي تتسع بسببه مساحات العنف والقتل والإرهاب.
جرب العالم النظام الإيراني خلال أربعة عقود، لم يقدم خلالها ما يجعله شريكا مناسبا لأي دولة في العالم ولم يقدم حتى في الداخل الإيراني أي نموذج تنموي أو اقتصادي وحتى الشركات الأجنبية التي هرولت تجاه طهران بعد الاتفاق النووي الإيراني الأوبامي سيئ السمعة كانت تحاصرها المخاوف التي لم تلبث أن تحققت بعد إلغاء ذلك الاتفاق.
كانت أحداث عام 2011 لحظة ضاعفت الأطماع الإيرانية خارج الحدود ورأت في تلك الأحداث أن مشروعها الأصيل في تصدير الثورة أصبح طريقه ممهدا وشهدت مملكة البحرين أكبر مخطط إيراني لضرب الأمن والاستقرار وفي اليمن تحولت الميليشيا الحوثية الإجرامية إلى ثوار مطالبين بالحريات ومارس التجمع اليمني للإصلاح دورا مهد لتلك الجماعة أن تصل بالوضع في اليمن إلى ما هو عليه قبل تدخل التحالف العربي لاستعادة الشرعية.
ينظر العالم اليوم إلى سوريا والعراق ولبنان واليمن ويدرك أن العامل المشترك بين كل تلك البلدان هو التدخل الإيراني، ويدرك العالم أيضا أن كل تلك التدخلات ليست بحثا عن مكاسب سياسية أو اقتصادية أو لحماية أمنها الإقليمي، ويرى العالم كيف توجه إيران كل مقدراتها الاقتصادية لتمويل ودعم الميليشات والجماعات الإرهابية حول العالم، كل ذلك بلا جدوى لسبب واحد؛ لأنه ينطلق من غيبيات وعقائد غير واقعية لا علاقة لها بالعالم المعاصر ولا بالمستقبل ولا ببناء الدولة الوطنية.
ينظر العالم إلى تلك البلدان وما باتت تمثله من خطر على الاستقرار العالمي ويعيد اليوم بناء مواقف واضحة من هذا الخطر الحقيقي، الذي لا يكمن في التدخلات الإيرانية بل يكمن في العقيدة الإيرانية وبنية النظام التي لا يمكن أن تنتج إلا كوارث مستمرة.
* كاتب سعودي