كتاب ومقالات

Trump & Cohen.. «حقيقة ليست حقيقة»

خالد الجاسر

«سيصبح عظيما يوما ما الوقح الجريء»، نبوءة للمُنجم الفرنسي (نوستراداموس) تكتب نهاية العالم قبل 400 عام بفوز الجمهوري Trump واندلاع حرب نووية، مثلها كنبوءة البلغارية العمياء، (بابا فانجا)، بأن الرئيس 44 للولايات المتحدة سيكون أمريكياً من أصل إفريقي (أوباما)، وسيصل على شفا أزمة اقتصادية، وكلها غيبيات انشغل بها الأمريكيّون لتكون «موجات من الصدمة»، اندلع حريقها باعتراف Cohen، بكذبته على الكونغرس عنوانها «الحقيقة ليست الحقيقة»، بعدما حصل عليها (FBI) عند مداهمة مكتب كوهين، مُثيراً لغضبة ترامب الذي حافظ على ثقته الكبيرة بمحاميه الذي استعد لتلقّي رصاصة رئيسه. نافياً أي تواطؤ، واصفاً ذلك بأنه «مطاردة ساحرات».

لكن تبدّدت أحلامه ليصف كوهين بالـ«كاذب» والـ«ضعيف» و«غير الذكي»، متهماً إياه بثماني تُهم، ليست مجرانا، لكن اعترافات Cohen هي مهمتنا التي تتعلّق بانتهاك قوانين وتمويل الحملة الانتخابيّة، وما كشفه تحقيق المحقّق الخاص Mueller في ما صدر عن فريق مُحاميه، حول تعاملاته التجارية وفبركة أخبار سيّئة عن (هيلاري) عبر ويكيليكس ورسائل إلكترونية ستضر بحملتها، وتقديم رشاوى لتورية قصص شائنة للنساء اللاتي قلن إنهن كن على علاقة مع ترامب، كالشهيرة (دانيلز وكارين مكدوغال). وتلقيه 100 ألف دولار مقابل وساطة لإبرام صفقة عقارية بفلوريدا لصالح أحد أفراد الأسرة القطرية. ليؤكد كذبه على الكونغرس، باعتراف (سيكولو) وغيرهم ممن عدّلوا شهادة Cohen أمام الكونغرس في أغسطس 2017، وأن الرئيس Trump هدد بمافيته العديد من الأشخاص والمؤسسات بلغت حوالى 500 تهديد، مُساوماً بكل ما لديه مقابل اتفاق مع القضاء في فبراير 2019م، بشهادته التي لم تجد فحواها، لعدم توفر الأدلة التي كان بعض الديمقراطيين يأملون الحصول عليها، لكن كوهين قدّم تفاصيل وبُعداً للمزاعم التي قد تكون أكثر إضراراً بترامب.

ولتترابط الأحداث وجب علينا معرفة أعوان الترامبي ممن أوقع بهم مولر؟ والذي ألمح إلى إمكانية إجبار Trump على الرد، أولهما «كلب ترامب الشرس»، Cohen، كم أسماه البعض ثم (كارتر بيج) الذي نفى علاقاته بمخابرات روسيا، وأعد ذلك حُمقاً، لينضم اليهما (ريتشارد غيتس) المستشار السابق في الحملة الانتخابية لدونالد ترامب، وهو خامس شخص يعترف بالتهم الموجهة إليه، يليه (مايكل فلين) مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق بكذبه بشأن اجتماعاته مع السفير الروسي في أمريكا، وتغلق الدائرة (ببابادوبولوس) مستشار سابق في حملة Trump الانتخابية، واعترافه باتصالاته مع الروس.

تغريدة: هي ساحة يُتابعها 60 مليون مُتابع.. تكفي واحدة منها لانهيار اقتصادات ضخمة، كمنفذ للردود الترامبية على كل ذلك بقوله: «لم يستطع الديمقراطيون العثور على أي دليل يربطني بروسيا حتى بعد إدلاء كومى بشهادته.. لا يوجد تواطؤ»، وأخرى: «حتى إذا كان هناك تجاوز في تمويل حملتنا، فهذه مخالفة مدنية بسيطة سيكون مسؤولا عنها Cohen، وليس الرئيس». لكن المدير السابق (CIA) برينان علق بقوله: «عندما ترسل مثل هذه التغريدات تجعلني متأكدا أنك تدرك أنك تواجه متاعب وأنك تدرك أنه من المستحيل تجنب العدالة الأمريكية».

وقفة: تعكس هذه المواجهات تسارعاً في التطورات المتعلقة بالتدقيق القانوني في مواقف ومخالفات Trump، لكن لا أحد يعرف ما في حوزة المحقق مولر حتى الآن، غير أنه من المتوقع أن يحمل مولر الكثير من الدلائل لإدانة ترامب، ليبقى السؤال الهام بمدى معرفة المرشح Trumpعن التواصل مع الروس من أجل دعم حظوظه الانتخابية؟ فإن كانت إجابته بنعم، سيتم توجيه اتهامات خطيرة للرئيس بالتواطؤ مع قوة معادية للتأثير في نتائج الانتخابات. ويعتقد الكثير من الخبراء القانونيين أنه إذا وصلنا لهذه النتيجة فمن المحتمل أن يضطر Trump لاستقالته بدلا من تعرضه للمحاكمة ليكون Cohen against Trump.

* كاتب سعودي