الناس

إنشاء أول مركز لتعليم اللغة الفرنسية في مكة

أحمد اللحياني (مكة المكرمة) amead9999@

أكد رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة هشام محمد كعكي، أهمية تعلم اللغة الفرنسية لسكان مكة المكرمة، التي تستقبل نحو 35 مليون من ضيوف الرحمن والزوار سنوياً، مما جعلها مدينة ذات توجه عالمي في رؤية 2030، ويستوجب ذلك تعلم سكانها للغات العالمية الحية.

جاء ذلك خلال مراسم توقيع اتفاقية لإنشاء أول مركز لتعليم اللغة الفرنسية في مكة المكرمة، في مقر الغرفة، بالاتفاق مع الآليانس فرانسيز لتقديم 30 ساعة من تعلم اللغة الفرنسية في المستوى الأول على أساس التقدم التعليمي والثقافي، لتضاف إلى ثلاث مراكز أخرى في كل من جدة والرياض والخبر.

ووصف هشام كعكي، الذي وقع الاتفاقية اليوم (الأربعاء) في مقر القنصلية الفرنسية بجدة، بحضور قنصل عام فرنسا مصطفى مهراج، ورئيس مجلس إدارة الآليانس فرانسيز زاهر صلاح الدين المنجد، وصف الاتفاقية بالتاريخية والمُميزة، كونها تُقدِّم اللغة بطريقة علمية صحيحة.

وأضاف: «نعتز بالعلاقة الطويلة والممتدة بين جمهورية فرنسا والمملكة العربية السعودية، ونؤمن بضرورة تعليم اللغة الفرنسية في كافة المدن السعودية، ونشكر الجهود الكبيرة الجارية بين الغرفة والقنصلية الفرنسية، ونؤكد بأننا نتمتع بعلاقة متميزة، واليوم تُتوج هذه العلاقة بهذا الاتفاق، وستعقبه نتائج أخرى على ذات المنوال».

وكشف رئيس مجلس إدارة غرفة مكة المكرمة، أن وفداً من سيدات ورجال الأعمال سيتوجه الشهر القادم إلى باريس في زيارة هي الأولى من نوعها إلى فرنسا، لزيادة المنافع التجارية والصناعية والاقتصادية، مشيداً بدور القنصلية على المستوى الثقافي في رفع وتيرة الفوائد الثقافية.

بدوره، نوه القنصل الفرنسي بالعلاقات المتطورة بين القنصلية وغرفة مكة المكرمة، والتي توجت اليوم بتوقيع هذه الاتفاقية.

وقال: «توقيع الاتفاقية مرحلة تاريخية هامة في علاقاتنا، لأنه ولأول مرة سيتم تعليم اللغة الفرنسية في مكة المكرمة، وهذا الأمر يتوافق مع رؤية السعودية 2030 التي تهدف إلى رفع أعداد الحجاج والمعتمرين، وبينهم عدة ملايين لا يتحدثون سوى الفرنسية، مما يسهل لهم كثيراً في التواصل خلال أداءهم المناسك، وهذا يؤكد أهمية تعلم اللغة الفرنسية لسكان مكة المكرمة».

فيما اعتبر رئيس مجلس إدارة مركز الآليانس فرانسيز أن الاتفاق يضع حجراً إضافياً في بناء الصداقة المتينة التي تربط بين البلدين الصديقين، والتي من شأنها رفع معدلات إثراء التبادل الثقافي والحضاري بينهما.

ولفت إلى أن الصداقة التي تربط البلدين تجد تعبيرها الإنساني في المحبة العميقة التي يكنها المواطن السعودي لكل ما يمت لفرنسا بصلة، والاهتمام الواضح بالثقافة الفرنسية، مبيناً أن الشباب السعودي لا يرى في فرنسا الدولة الكبرى أو الدولة الصديقة فحسب، بل هي وجهة السفر التي يأمل زيارتها والثقافة المُشعة التي يريد التعرف إليها، والذوق الرفيع الثقافة المميزة التي يرغب أن ينهل منها، وكل هذه الأمور تُغذِّي الأحلام وتنمي الثقافة وتساهم في زيادة اهتمام الشباب بتعلم اللغة الفرنسية، ورغبتهم في الغوص في كنوز الثقافة الفرنسية.

وتحدث عن الآليانس فرانسيز التي تؤدي رسالتها لأكثر من مائة سنة للتعريف بلغة وثقافة فرنسا في مختلف أنحاء العالم.

مضيفاً: «وجدت هذه الرسالة هنا في المملكة كل الترحيب، كونها تنسجم تماماً مع الانفتاح الثقافي والتسامح الذي طالما اتصفت به المملكة وقيادتها الرشيدة، وجاءت رؤية 2030 لتؤكد وتُرسِّخ هذا الالتزام والتمسك بهذه الصفات الحميدة».

وأشار إلى أن المراكز منذ افتتاحها في عام 2011 استقبلت ما يزيد عن 30 ألف طالب وطالبة، يسهر على تعليمهم وراحتهم أطقم إدارية قديرة وتعليمية خبيرة، وأن ما تقدمه لا يقتصر على تعلم اللغة، بل هي مختبر تبادل ثقافي وحضاري يغني العقول.